1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: الشباب يصنعون الثورة والشيوخ يقطفون السلطة

أحمد حمدي - القاهرة ١٥ يوليو ٢٠١٣

جيل من الشباب قام بثورتين في وقت وجيز أملاً في تجديد دماء ما سميت بـ"دولة العواجيز" لكنه لم يصل إلى مبتغاه بعد، فكيف يشعر الشباب المصري اليوم وهو يرى رئيسا ونائبه فوق الـ 60 ورئيسا للوزراء قارب على الـ 80 عاماً من العمر؟

Supporters of the deposed Egyptian President Mohamed Mursi shout anti-army slogans during a sit-in protest in Cairo July 11, 2013. U.N. Secretary-General Ban Ki-moon expressed concern on Thursday about continued detentions in Egypt and arrest warrants issued for Muslim Brotherhood leaders and others after the military removed the country's first freely elected leader last week. REUTERS/Suhaib Salem (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
صورة من: Reuters

"تمكين الشباب" مصطلح استخدم كثيراً مؤخراً من قبل رموز السياسة في مصر، ويعني تقلد الشباب مناصب قيادية في الدولة تتناسب مع حجم ثورتهم وبغرض تجديد دماء الدولة. لكن ما يحدث قد لا يعكس تنفيذ ذلك على أرض الواقع. عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، محمد البرادعي نائبه للعلاقات الخارجية، وحازم الببلاوي رئيس الوزراء الجديد جميعهم تعدوا حاجز الستين من العمر بل ومنهم من شارف على الثمانين. الثلاثة يأتون اليوم ليتبوؤا أعلى مناصب الدولة بعد موجة ثانية للثورة قادها الشباب للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. ويطرح هذا التناقض، برأي محللين، تساؤلاً هاماً حول حجم الظلم الواقع على الشباب وهل يشعرون أنهم قد سلب منهم حقهم وتم إقصاؤهم مجدداً خاصة بعد الإعلان الدستوري الصادر من مؤسسة الرئاسة وتحفظ بعض الشباب على بعض مواده.

DWعربية استطلعت آراء عدد من الشبان المصريين بشأن تكليف كبار السن والإعلان الدستوري.

معارضة لتعيين الببلاوي ووضع البرادعي يختلف

أحمد حاسم، طالب بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية يرفض تكليف الببلاوي برئاسة الوزراء لكبر سنه حيث يبلغ من العمر 77 عاماً. ويرى حاسم أنه كان من الأولى والأفضل في تلك المرحلة أن يتم تكليف أحد الشخصيات المحسوبة على الثورة. ورغم معارضته، لا يعتقد حاسم أن الوزارة الجديدة سيكون لها دور كبير في المرحلة المقبلة "فهي ستستمر لمرحلة انتقالية أي حوالي ستة أشهر وهي مدة لن تمكنها من تحقيق إنجازات كبيرة".

مروان أشرف، موظف بنكي يشدد على أولوية الشباب في القيادةصورة من: Marwan Ashraf

وسيكون استقرار الأوضاع الحالية ومنعها من أن تسوء أكثر هو الشغل الشاغل للوزارة الجديدة بقيادة الببلاوي حسب إعتقاد الشاب العشريني. أما تعليقه على الإعلان الدستوري فقد كان مقتضبا وعاما إلى حد كبير حيث عبر لـDW عربية عن إستيائه من الإعلان الدستوري بسبب ما وصفه "تجاهل مواد هامة كتحديد مهام نائب الرئيس وتضمن بعض المواد التي لا قيمة لها في هذه المرحلة".

ولم يختلف رأي مروان مرزوق، موظف بأحد البنوك، عن رأي حاسم حيث يرى أن الإعلان الدستوري "هزيل ويحافظ على الدستور الفاشل لجماعة الإخوان المسلمين". أما عن رؤيته لكبار السن على رأس السلطة فيقول منصور لـDW عربية "خطوة متوقعة نظرا لأنه يعتبرالمستشار عدلي منصور رئيسا للسلطة القضائية الدستورية في الدولة لكني أرى أن تعيين الببلاوي ليس أفضل لأنه ببساطة رجل طاعن في السن ولم نشاهد له أي إنجازات قوية تذكر في وقت تواجده كوزير".

احمد حاسم: الأفضل تولي المسؤولية من طرف وجوه من شباب الثورةصورة من: DW/A. Hamdy

لكن الوضع يختلف في تصور مرزوق حين يتعلق الأمر بالدكتور البرادعي رغم تجاوزه الـ60. ويوضح الموظف الشاب وجهة نظره قائلاً: "أرى أن تعيين البرادعي مناسب لأنه ورغم كبر سنه إلا إنه له أسس واضحة في إرساء مبادئ التقدم من الناحية الاقتصادية و السياسية والخارجية. وببساطة يستطيع وضع أسس ممنهجة لخطة قصيرة او طويلة المدى".

"يجب المزج بين الشباب والخبرة"

وعلى النقيض كان لكمال صبحي طالب كلية الطب رأي آخر. وبدأ صبحي حديثه لـDW بالحديث عن معارضة بعض الشباب لتواجد الببلاوي ومنصور تحديداً على رأس السلطة قائلاً: "أنا رأيي أن تكون القيادة صاحبة خبرة وكفاءة أهم من أن تكون في سن الشباب، فمن الممكن أن أستعين بشباب ليس لديهم الخبرة فتنهار الدولة على أيديهم".

مصطفى عجمي: التعاون بين الشيوخ والشباب ضرورةصورة من: DW/A. Hamdy

ويضرب صبحي مثلاً بالدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء في عهد الرئيس المعزول مرسي قائلاً: "ألم يكن قنديل صغير السن ويعتبر من الشباب إذا ما قارناه بمن هم في السلطة الآن؟ لكنه فشل تماماً". أما عن الإعلان الدستوري فيرى الطالب الجامعي أنه جيد ويجب على الشباب أن يصبروا ليروا نتائجه.

الموظف علي عبد العظيم، رغم إستيائه من التناقض بين تصريحات السياسيين عن الإستعانة بالشباب ثم تعيين قيادات هرمة، فهو يرى أن الخبرة لا يمكن الإستغناء عنها كذلك. ويوضح عبد العظيم رأيه في حديثه لـDW عربية: "يجب أن يكون هناك خليط من الخبرة والشباب". ويستطرد قائلا : " من الممكن على سبيل المثال أن يكون الوزير من أصحاب الخبرة ويكون لديه مساعديه من الشباب".

لكن تلك النظرة لا تنطبق على كل الوزارات حسب رأي عبد العظيم حيث يرى أن هناك وزارات "التي تحتك بالناس في الشارع" يجب أن يتم تكليف الشباب بها. ويشرح عبد العظيم: "طبيعي الا تكون كل الوزارات من الشباب فمصر لا يجب أن تصبح حقل تجارب. لكن بعض الوزارات يجب أن يتم تكليف شباب بها يستطيعون الحركة والتنقل بسهولة لمتابعة ما يحدث على الأرض والبقاء وسط الجماهير"..

علي عبد العظيم: استياء من تناقض تصريحات السياسيينصورة من: DW/A. Hamdy

أما الموظف مصطفى عجمي فقد صرح لـDW عربية أنه لم يقرأ الإعلان الدستوري ولا يستطيع التعليق عليه كذلك. لكنه أبدى من ناحية أخرى تفهماً كبيراً لتعيين كبار السن في المناصب القيادية في الدولة حيث يرى أن الشباب لا يستطيع أن يقود في هذه المرحلة في ظل عدم وجود الخبرة.

ويقول في هذا السياق: "مشاركة الشباب يجب أن تكون في ظل وجود قائد ذي خبرة يتعلمون منه وبذلك يصبح الشاب "قائد تحت التمرين". ورغم ذلك فعجمي يساند فكرة تولي الشباب بعض الوزارات "بتلك الطريقة نوازن بين الخبرة والشباب ونعمل على أن يكون لدينا رئيس جمهورية شاب بعد 4 أو 5 سنوات". وعن عدم رضا بعض الشباب عن تكليف كبار السن بالمناصب القيادية يرى عجمي أن ذلك مرده للخوف من أن يبقى الوضع على ما هو عليه.

"الشباب له أحقية قيادة الأمور لكن تدريجيا"

وطرحت DW عربية المسألة على المحلل السياسي د. حمدي السيد، وقد أعرب عن تفهمه لحق الشباب في الشعور بالإحباط والغضب لإقصائهم عن المشاركة السياسية والإقتصادية والأمنية وتساءل ان كانت "الثورة قد قامت من أجل تغيير أشخاص لا تغيير ثقافة وفكر وأداء من خلال كوادر شابة مؤهلة". ويتحفظ السيد على تعيين الببلاوي رغم اعترافه بأنه "قامة اقتصادية كبيرة" لأن في ذلك إقصاء لكفاءات اقتصادية شابة حسب قوله.

ويرى السيد أن تعيين الببلاوي جاء لخلق مواءمة سياسية وإرضاء جميع الأطراف. ويستشهد على ذلك بالأنباء حول تعيين زياد بهاء الدين نائباً له للشؤون الإقتصادية. "أما البرادعي فهو قامة سياسية ودولية قد تفيد مصر كثيراً بل ويراه الشباب وأراه شخصياً مفجر ثورة يناير 2011"، يقول السيد. أما بخصوص الرئيس منصور فيراه السيد "مجرد رمز مدني سيقوم بإدارة الأمور من خلال القيادة العسكرية وعدد من المستشارين المتخصصين".

وعبر المحلل السياسي عن تقبله لفكرة مشاركة الشباب في هذه المرحلة في مناصب مساعدة "شرط أن تكون النية خالصة وأن يكون هناك مصداقية لنقل الخبرة لهم بأمانة وبأسرع وقت ممكن ثم ترك الساحة لهم تدريجياً وبرعاية غير مباشرة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW