عثرت بعثة آثار ألمانية على مجموعة من أقدم النقوش الصخرية، تعود لعصور ما قبل التاريخ في منطقة أسوان جنوبي مصر. النقوش وجدت في موقع كان في الماضي مقابر لنبلاء المصريين القدامى.
إعلان
أعلن الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار المصري، الكشف عن مجموعة من النقوش الصخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة مقابر النبلاء في أسوان؛ وذلك أثناء أعمال التنقيب التي تجريها بعثة جامعة بون الألمانية بالموقع. وأكد الدماطي في بيان صحفي على أهمية هذا الكشف والذي يعد دليلاً واضحاً على أن هذه المنطقة كانت مأهولة من قِبل إنسان عصور ما قبل التاريخ، لافتاً إلى أن هذه النقوش تعد من أقدم النقوش الصخرية التي عُثر عليها بالموقع حتى الآن.
وأضاف الدماطي أن وجود مثل هذا النقوش المبكرة يشير إلى أن المنطقة قد نالت من الأهمية ما دفع إنسان تلك الفترة أن ينحت الرسوم المقدسة على صخورها، الأمر الذي يؤكد أنها لاتزال تحمل في طياتها الكثير مما لم يتم الكشف عنه بعد. من جانبه قال محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة إن البعثة تمكنت من الكشف عن أكثر من 15 نقشاً من عصور ما قبل التاريخ، هي عبارة عن رسومات لحيوانات برية من بقر ووعول جبلية وغزلان وبعض الرسومات تمثل الطقوس ذات الطابع الديني عبارة عن طيور النعام وبعض الزرافات.
أهم الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك بمصر
عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يتقدم بأدلة وبراهين قد تؤدي إلى الكشف عن سابقة أثرية تضاهي في أهميتها الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث يُتوقع العثور على مقبرة جميلة الجميلات الملكة نفرتيتي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
تعد غرفة توت عنخ آمون من أشهر الاكتشافات العالمية في وادي الملوك بمصر. لكن عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يراهن و فقا لدراسات قام بها في المنطقة على وجود غرفة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون ترقد بها الملكة الأسطورية نفرتيتي منذ أكثر من 3300 عام تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
كانت نفرتيتي، والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت"، زوجة أب توت عنخ آمون. أما مكان مثواها الأخير فلا يزال غامضا حتى الآن. وعثر عالم الآثار الألماني الشهير لودفيغ بورشهارت في عام 1912 على تمثال نصفي لنفرتيتي في مدينة "تل العمارنة". ويمكن مشاهدته منذ عام 2009 في متحف برلين الجديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
أخناتون (1351-1334 قبل الميلاد) حكم مصر لمدة 17 عاما، كان زوج نفرتيتي ووالد توت عنخ آمون. اشتهر بإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون "إله الشمس" وفضله على الآلهة الأخرى وأنشأ له عاصمة جديدة "تل العمارنة" على الضفة الشرقية لنهر النيل.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Jürgen Liepe
في 29 سبتمبر/أيلول 2015 زار وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي مع عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز (في وسط الصورة) قبر فرعون وادي الملوك في الأقصر. ويدعم الدماطي أطروحة ريفز في وجود مقبرة الملكة نفرتيتي وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
تم اكتشاف قبر توت عنخ آمون في عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. هذا الاكتشاف زاد من أهمية هذا الفرعون الذي لم يعرف من قبل بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما بسبب العثور على مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.
صورة من: Imago
يقع وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة بالقرب من مدينة الأقصر. وتم اكتشاف 64 مقبرة وحفرة تعود للحضارة الفرعونية القديمة حتى الآن. على الرغم من أن هذه المنطقة تعرضت منذ آلاف السنين إلى التخريب والسرقة الأثرية إلا أن هناك علماء الآثار يعثرون بين الفينة والأخرى على اكتشافات جديدة.
صورة من: Universität Basel/M. Kacicnik
الكنوز الآثرية التي عُثر عليها في قبر توت عنخ آمون مكنت الباحثين من التعرف على هذه الحضارة عن كثب وحلت ألغازا كثيرة وأعطت معلومات هامة عن الحياة اليومية والآلهة في مصر القديمة. وفي حال ما إذا تمكن العالم البريطاني نيكولاس ريفز من العثور على قبر نفرتيتي سيكون ذلك بمثابة صرخة آثرية عالمية.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Margarete Büsing
من غير المعروف حتى الآن متى توفيت نفرتيتي، ولكن من المتوقع بأن مومياء الأسطورة المصرية تم نقلها من المقبرة الملكية في "تل العمارنة" إلى وادي الملوك.
صورة من: Reuters
8 صورة1 | 8
وأفاد د. عمرو الهواري مدير البعثة الألمانية العاملة بالمنطقة أن هذه الرسوم التي تم اكتشافها مؤخرا تمثل طقوساً خاصة بالصيد بما يفسر المغزى منها حيث تعتبر دليلا على تمكن الإنسان من الطبيعة البرية وسيطرته عليها كما أنها تساهم في نفس الوقت -حسب معتقداته- في تسهيل عمليات صيد الحيوانات البرية التي كانت تمثل مصدر الغذاء الأساسي للإنسان في هذه الفترة.
وفي سياق متصل صرح نصر سلامة مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة بأن البعثة مستمرة في عملها بموقع مقابر النبلاء غرب أسوان في محاولة للكشف عن مزيد من الرسومات والمنحوتات الصخرية، خاصة وأن أعداد الرسومات المكتشفة تزداد يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الموقع اشتهر بوجود مقابر النبلاء من حكام إقليم أسوان من عصر الدولتين القديمة والوسطى.