1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: المسكوت عنه في علاقة المسلم بالمسيحي

وفاء البدري – القاهرة٩ يناير ٢٠١٤

حين تتحدث عن أزمات المجتمع المصري، يخطر على بال الناس الكثير من الأزمات الاجتماعية، لكن آخر ما قد يفكرون فيه هو العلاقة بين المواطن المسلم والمسيحي، برنامج "واحد مسلم وواحد مسيحي" يلقي الضوء على هذه العلاقة.

Ägypten Muslime und Christen Programm in Kairo
صورة من: Wafaa Al Badry

بالرغم من وجود أحداث كثيرة تشير إلى احتقان في العلاقة بين المواطنين المسلمين والمسيحيين على المستوى الشعبي، إلا أن علاج هذا الاحتقان لم يخرج عن دائرة التنظير والتحليل .

واحد مسلم وواحد مسيحي هو برنامج قصير خرج من رحم كتاب بنفس الاسم للكاتب الشاب محب سمير، والذي أثار جدلاً قبل ثورة 25 يناير 2011، حيث تناول مواقف بين مواطن مسلم وآخر مسيحي وطرح تساؤلات مسكوت عنها على المستويات الحكومية والإعلامية، ولكنها حاضرة في الحياة اليومية للمواطنين.

التقت DW عربية الكاتب محب سمير وشريكه في تقديم البرنامج، الشاعر رامي يحيى، صاحب ديوان "كلام كريم" والذي أثار بدوره جدلاً واسعاً حول قضية الأديان قبل عامين. وقال سمير خلال اللقاء، إن فكرة الكتاب بدأت عندما لاحظ أن هناك مواقف للمواطنين المسلمين والمسيحيين من بعضهم البعض، تختلف عما يتم مناقشته في المستويات التي يسمح النقاش فيها. فكتب بشكل ساخر وباللغة العامية عما يقابله في الحياة اليومية، ويقول "لقد ابتعدت عن فكرة كوني مسيحيا، وشاهدت المواقف من الخارج حتي أكتب عن الطرفين". ويتابع "تحمست بعض القنوات الفضائية لإنتاج البرنامج في البداية، لكن بعد الأحداث الطائفية إثر ثورة يناير 2011 تراجعت تلك القنوات لخوفها من الخوض عكس التيار". ويضيف بأنه ويحيى وأصدقاء آخرين، قرروا "إنتاج هذا البرنامج بالجهود الذاتية وعرضه علي فضاء الانترنت بعيدا عن سقف الرقابة في الفضائيات" ويشير إلى أن الانترنت وفر لهم فضاء من الحرية وجمهورا واعيا، وهو ما كانوا يأملون فيه.

برنامج "واحد مسلم وواحد مسيحي" يطرح الأسئلة دون الإجابة عليهاصورة من: Nada Thakeb

تسليط الضوء وليس طرح الحلول

وجاء في حوار سمير مع DW بأنهم يلقون الضوء أسئلة يخشى المواطن طرحها على "صاحب الدين المختلف" ولكنها تؤرقه حين يفكر فيها. ويقول بأنهم لا يقدمون إجابات وإنما يطرحون من قبيل "لماذا يلبس القساوسة الملابس السوداء والتي يعتقد المسلمون أنها حدادا على دخول الإسلام مصر؟" فمهمة البرنامج هي فقط "إلقاء الضوء والتشجيع على البحث عن إجابات للأسئلة التي لو ظلت في دماغ صاحبها دون إجابة لأدت إلى احتقان حقيقي وبلا سبب".

و من جانبه يرى رامي يحيى الذي يشارك في تقديم البرنامج، أن الشكل الدرامي الساخر لتحويل كتاب إلى مادة مرئية، هو أفضل وسيلة لإيصال الأفكار المكتوبة للمصريين، لأن الإقبال على القراءة ضعيف. أما عن ردود أفعال المشاهدين فيقول يحيى "واجهت من قبل مشكلات وصلت إلى خارج مصر بسبب كتاباتي، وهي مشكلات يمكن أن يواجهها كل من يحاول نقد المجتمع بصدق مثلما حدث مع باسم يوسف ومؤخرا العروسة أبلة فاهيتا، فنحن كصانعي البرنامج لن نتوقف عند ردود أفعال المشاهدين". ويضيف يحيى بأنه يمثل الطرف المسلم في البرنامج ويتجه خطوة ناحية كشف أفكار المواطن المسلم تجاه المواطن المسيحي. والتي قد لا يدرك أحياناً أنها أفكار خاطئة، ولكنها إذا استمرت فإنها تغير المجتمع، إذ أن "الأسلمة قد تغلغلت في الفن منذ عقود فسمعنا عن مصطلحات مثل سينما نظيفة، و منع الرسم العاري بكليات الفنون، فمثل هذه الأمور قوى ناعمة في تغيير المجتمعات".

وبالرغم من أن محب سمير ورامي يحيى ليسا ممثلان، ولكنهما يقدمان برنامجا يعتمد على التمثيل في جزء منه، وعن هذا يقول يحيى في لقائه مع DW "رحلة البحث عن ممثل يؤمن حقا بوجهة نظرنا و يعمل بلا مقابل صعبة، ولدينا بعض القدرات على الأداء ويمكن تطويرها" ويؤكد أن الفكرة تعتمد على طرق الأبواب المغلقة على الأفكار وليس على التسلية والتمثيل .

يجب مواجهة الأفكار بالأفكار حسب رأي أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنفصورة من: Wafaa Al Badry

مواجهة الأفكار بالأفكار

وفي سياق متصل يقول أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، إن التوترات العنيفة علي خلفية طائفية هي نتيجة ترسخ التعصب الديني في الثقافة المصرية. والتفاصيل اليومية للمواطنين تنبع من ثقافتهم، وقد تتحول شحنة التعصب الديني إلي شحنة عنيفة نتيجة تحويل المشاكل الشخصية والقانونية والاجتماعية إلى جبهة دينية.

ويرى سميح أن التعصب قديم في المجتمع المصري، لكن الثورة المصرية فتحت الأبواب لممارسة هذا التعصب حيث، اعتبره البعض جزء من حريتهم في ممارسة تعصبهم، كما أن التعصب بين الطرفين المسلم والمسيحي كان موجودا، ولكنه لم يكن موضوعا للمناقشة وخرج للساحات الإعلامية والقانونية والسياسية في إطار مزيد من انكشاف الحقائق بفعل الثورة.

ويقول سميح في حواره مع DW عربية إن "ما زاد من الاحتقان هو ظهور المتشددين الذين يرون في المواطن المسيحي تهديدا لمشروعهم الإسلامي، وبدأوا يتصرفون بمنطق سلطوي انطلاقا من هذا المفهوم "

ويؤكد مدير مركز أندلس، أن محاربة الأفكار المتعصبة لا يكون إلا بأفكار أخرى تغيرها، إذ أن "الإشاعة وتصديقها والنكتة التي يطلقها كل طرف على الآخر، هي تفكير متعصب. ولمواجهة تلك الأفكار لابد من مطاردتها داخل المجتمع ومواجهتها ".

ويوضح أن برنامج واحد مسلم وواحد مسيحي يثير الكثير من التساؤلات التي تمس قضية التعصب بين المسلمين والمسيحيين المصريين، ولكنه يأخذ على البرنامج "عدم وجود إدانة أخلاقية لهذا التعصب وإن الأسئلة التي تطرح في نهايته ربما تدعوا إلى تجاهل المشكلة التي يتحدثون عنها خلال الحلقة".

وفي ختام حديثه يقول سميح "التعليم والإعلام هما مفتاح الحل لمرض التعصب، لكن الإعلام المصري الآن يبحث عن المساحات المشتركة في الفكر لإبرازها، ويبتعد عن مناقشة الخلافات للتخفيف من حدة الاستقطاب في الشارع المصري".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW