انطلقت صباح الأحد المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب المصري، وسط إجراءات أمنية مشددة وغياب شبه مطلق لمعارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إعلان
انطلقت اليوم الأحد (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب المصري، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتجري الانتخابات في 13 محافظة تمثل مناطق وسط وشرق البلاد. وستواصل لجان الاقتراع استقبال الناخبين اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء( بالتوقيت المحلي الذي يصادف السابعة بالتوقيت العالمي)، وذلك على مدى يومين.
ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في هذه المرحلة 28 مليونا و204 آلاف ناخب، ويجري الانتخاب بالنظام الفردي على مستوى 102 دائرة تضم 222 مقعدا انتخابيا فرديا ، إلى جانب الانتخاب بنظام القوائم على مستوى قطاعين اثنين وهما "قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا" ويضم 45 مقعدا انتخابيا، و"قطاع شرق الدلتا" الذي يضم 15 مقعدا انتخابيا.
مصر في عام الاختبار الكبير
عزل الجيش للرئيس المنتخب محمد مرسي واكبته مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد وسقوط مئات القتلى. فتيل نيران الأزمة لم يُخمد بعد، فالبلاد تشهد استمرار الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول ومؤيدي الجيش.
صورة من: G.Guercia/AFP/GettyImages
وضع متوتر
مئات القتلى ومظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد. فمنذ أن عزل الجيش في شهر يوليو الرئيس محمد مرسي والبلاد تشهد اشتباكات بين أنصار مرسي ومؤيدي الجيش. وعلى الرغم من الانتقادات الدولية فإن القيادة العسكرية مستمرة في استخدام العنف ضد جماعة الإخوان المسلمين. وفيما يلي تسلسل لأبرز الأحداث في مصر ابتداءا من مطلع 2013:
صورة من: Reuters
حالة إقتصادية مزرية
تبعات الأزمة السياسية في مصر أدت إلى تراجع عدد السياح الأمر الذي أثر على الجنيه، عملة البلاد. رئيس البلاد محمد مرسي لم ينجح مع بداية عام 2013 بوضع خطة لإنعاش الاقتصاد المتدهور، أما في البرلمان فقد كانت جل المناقشات تدور حول دور الإسلام في الدولة، ما أدى إلى اتهام المواطنين للحزبالعدالة والحرية الذراع السياسية لجماعة الإخوان بالتراخي عن تطلعات البلد والاهتمام بأمور جانبية.
صورة من: Getty Images
25 يناير 2013
المعارضة تدعو إلى احتجاجات وطنية تحت شعار "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية". واحتشد آلاف المصريين في هذه الاحتجاجات تخليدا للذكرى الثانية لانطلاق الثورة المصرية. وكانت هذه الاحتجاجات موجهة في المقام الأول ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين والدستور الجديد، كما طالب المحتجون بتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/Mohammed Abed
احتجاجات أمام القصر الرئاسي
واصل المتظاهرون احتجاجاتهم، وفي 11 من فبراير في الذكرى السنوية للإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك دارت اشتباكات عنيفة بين معارضي الحكومة والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، كما احتج المتظاهرون ضد وزارة الداخلية واتهموا مرسي بنهج نفس الأساليب الوحشية التي كانت تنهجها الحكومة في عهد مبارك.
صورة من: picture alliance / AP Photo
محافظ الأقصر، اختيار خاطئ
رئيس الجمهورية محمد مرسي يعين عادل الخياط محافظا على المدينة السياحية الأقصر، ويعتبر الخياط عضوا بارزا في الجماعة الإسلامية المتهمة في قتل 58 سائحا في معبد حتشبسوت عام 1997. ما أدى إلى غضب الشارع المصري على هذا التعيين وتقديم عدد من الوزراء استقالتهم، وبالتالي استقالة الخياط في شهر يونيو.
صورة من: picture-alliance/dpa
انطلاقة حركة تمرد
حركة تمرد تعرف نشأتها في منتصف شهر أبريل. نشطاء شباب يجمعون توقيعات تطالب الرئيس محمد مرسي بالاستقالة، واضعين تاريخ 30 من شهر يونيو كآخر مهلة لتنحي مرسي من منصبه، وهذا هو اليوم الذي تقلد فيه محمد مرسي رئاسة مصر قبل عام.
صورة من: picture-alliance/dpa
يوم الانتفاضة ضد حكم الإخوان
آلاف المعارضين لمرسي يتجمعون في 30 يونيو أمام القصر الرئاسي في ميدان التحرير الشهير في القاهرة. حركة تمرد التي جمعت 15 مليون من التوقيعات تدعو إلى إجراء انتخابات جديدة وأتباع الرئيس مرسي يدافعون عن شرعيته.
صورة من: Reuters
عزل الرئيس محمد مرسي
بعد أيام من الاحتجاجات الجيش يعزل في 3 من يوليو الرئيس محمد مرسي ويضعهُ تحت الإقامة الجبرية. قائد القوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي يُلغي الدستور ويُعين عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد ويعلن خارطة طريق للمرحلة الانتقالية. عشرات الآلاف من المتظاهرين يحتفلون بهذا القرار فيما هاجم مؤيدوا مرسي مقر قوات الأمن لاعتبار هذه الإطاحة بالرئيس انقلابا عسكريا.
صورة من: Reuters
استمرار المواجهات
رحى المظاهرات لم تتوقف، وواصل كل من أنصار مرسي ومعارضيه احتجاجاتهم، وأدت في 8 من يوليو أمام مقر الحرس الثوري إلى اشتباكات خطيرة وسقوط 50 قتيلا من أنصار مرسي. وتضاربت الروايات بعد ذلك حول صحة المعلومات بشأن تورط الجيش من جهة وعنف أنصار الإخوا المسلمين من جهة أخرى، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن أحداث العنف.
صورة من: Reuters
تحول الجيش إلى قوة سياسية
الاقتصادي الليبرالي ووزير المالية الأسبق حازم الببلاوي يُعين رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية والإخوان المسلمين يُبعدون من اللعبة السياسية في مصر. أما الجيش فقد ازداد نفوذه في البلاد وعُين الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائبا لرئيس الوزراء.
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
اعتصام أنصار مرسي
أقام أنصار مرسي مخيمات للاحتجاج وقامت قوات الأمن -الجيش والشرطة- باقتحام هذه المخيمات ما أدى في أغسطس إلى سقوط مئات من الضحايا، وقدَرت جماعة الإخوان المسلمين العدد بألفين ومائتين قتيلا. واندلع من جانب آخر الصراع بين الإخوان المسلمين والأقباط، ما دفع بالجيش إلى تطبيق حالة الطوارئ وفرض حظر التجول مساءا. وفي شهر نوفمبر تم إلغاء تلك الاجراءات.
صورة من: picture-alliance/dpa
فشل المساعي الدولية
محاولات وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين باءت بالفشل. فيما ازدادت الانتقادات الدولية للعسكر على استمرار عنفه تجاه المتظاهرين. أما الجيش فهو يتحدث عن لائحة من الاتهامات الموجهة إلى مرسي تتراوح بين التحريض على قتل المتظاهرين والتخابر مع جهة أجنبية وبالتحديد حركة حماس.
صورة من: Reuters
الأجانب يتحولون إلى كبش فداء
أعمال العنف تتصاعد أيضا في شبه جزيرة سيناء والجيش يُحملُ نشطاء فلسطينيين مسؤولية ذلك وعدم تأمين حماس لحدود غزة مع مصر. كما يدعي الجيش أيضا أن الإخوان المسلمين استخدموا لاجئين سوريين وفلسطينيين لاطلاق النار على الجيش والمعارضين لنظام مرسي.
صورة من: Getty Images/AFP/Said Khatib
ضغوط مالية
الجيش المصري يحظرُ أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ويشدد الخناق عليهم. والولايات المتحدة تُعلن تقليص مساعداتها المالية والعسكرية لمصر لأنها ترى أن القيادة الجديدة في القاهرة لا تسعى لتحقيق أي توازن سياسي بين المعسكرين المتحاربين وتهدئة الوضع هناك. يذكر أن مصر تتلقى مليار وثلاثمائة مليون دولار مساعدات عسكرية سنويا، وتؤكد القيادة الجديدة المصرية أنها لن تخضع لأي ابتزاز.
صورة من: Reuters
نصب تذكاري مثير للجدل
في شهر نوفمبر أقام الجيش نصبا تذكاريا في ميدان التحرير لشهداء ثورة 25 يناير و30 يونيو في وسط ميدان التحرير. وكان المتظاهرون قد طالبو في الثورة الأولى انسحاب الجيش من الحياة السياسية، ووصف عدد من النشطاء بأن هذا النصب التذكاري الذي حُطم من بعد بأنه نصب يثير السخرية. ومن المقرر أن يتم التصويت في غضون الأسابيع المقبلة على الدستور الجديد للبلاد ويليها إجراء انتخابات برلمانية في ربيع عام 2014.
صورة من: G.Guercia/AFP/GettyImages
15 صورة1 | 15
وحققت المرحلة الأولى من الانتخابات نسبة مشاركة ضعيفة بلغت 26.5 في المائة فيما بلغت 21.71 في المائة في جولة الإعادة وهي نسبة إقبال ضعيفة مقارنة بنسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي تلت ثورة يناير 2011، والتي جرت بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 وكانون الثاني/ يناير 2012.
والانتخابات البرلمانية هي آخر استحقاقات خارطة الطريق، التي أعلنها عبدالفتاح السيسي عقب عزل مرسي في تموز/ يوليو ،2013 والتي شملت وضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية. وتجري وسط غياب شبه تام لمعارضي الرئيس السيسي. حيث يقاطع أنصار التكتلات والأحزاب الداعمة للرئيس السابق محمد مرسي، وعلى رأسهم أنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، هذه الانتخابات التي يقاطعها ايضا ليبراليون مثل حركة 6 أبريل، أسهموا بدور أساسي في الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.