مصر- انطلاق محاكمة الناشط باتريك زكي وسط تنديد الحقوقيين
١٤ سبتمبر ٢٠٢١
تبدأ في مصر محاكمة الحقوقي باتريك زكي أمام محكمة أمن الدولة، بعد عام ونصف من حبسه احتياطيا بتهمة نشر أخبار كاذبة، وفق ما أعلنت عنه أسرته. بينما يستنكر حقوقيون محاكمته أمام هيئة قضائية لا يمكن الطعن في أحكامها.
إعلان
تبدأ الثلاثاء (14 سبتمبر/ أيلول 2021)، محاكمة الناشط المصري الحقوقي المعروف باتريك زكي أمام محكمة استثنائية بعد عام ونصف العام من حبسه احتياطيا بتهمة نشر أخبار كاذبة لنشره مقالاً قبل عامين عن أوضاع المسيحيين في البلاد، وفق ما ذكرت والدته وحقوقيون.
وقالت والدته هالة صبحي لوكالة فرانس برس "سيحاكم أمام محكمة أمن الدولة طوارئ في المنصورة (شمال القاهرة)"، مضيفة "كل ما نعرفه أنه يحاكم بسبب مقال نشره عام 2019 في موقع +درج+ على الإنترنت". وفي السابع من شباط/فبرابر 2020، أوقفت السلطات المصرية باتريك زكي في مطار القاهرة لدى عودته من إيطاليا حيث كان يدرس في جامعة بولونيا للحصول على درجة الماجستير في دراسات "المرأة والجندر".
وكان باتريك يعمل، قبل سفره، باحثا في قضايا النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان في منظمة "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية".
ويأتي موازاة لتقارير إعلامية أمريكية، تحدثت عن قرار إدارة الرئيس جو بايدن بتعليق جزء من المساعدات الأمنية لمصر، حتى تتراجع القاهرة عن بعض الملاحقات الأمنية والقضائية لنشطاء ومنظمات لحقوق الإنسان. في تطور عزت وسائل الإعلام المحلية إلى استجابة بايدن إلى الضغوطات التنامية التي تطالبه بمعاقبة الأنظمة المستبدة.
"محكمة أمن الدولة"
من جهتها، أصدرت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" إلى جانب جمعيات أخرى بياناً تستنكر فيه محاكمة زكي "أمام محكمة أمن الدولة طوارئ، وهي محكمة استثنائية لا يمكن الطعن بأحكامها".
وأشار البيان الى أن زكي سيحاكم بتهمة "إشاعة أخبار كاذبة في الداخل والخارج"، موضحا أن النيابة العامة ذكرت أن "الاتهام يستند إلى مقال بعنوان +تهجير وقتل وتضييق: حصيلة أسبوع في يوميات أقباط مصر".
ويتناول المقال، وفق المنظمات الحقوقية، "أسبوعًا في حياته كمسيحي مصري يتلقى أخبارًا تخصّ أوضاع المسيحيين المصريين كشأن خاص وعام في آن واحد".
وقال البيان إن المحاكمة تجري "بعد 19 شهرا من الحبس الاحتياطي بلا مبرر قانوني وبلا تحقيقات، لتؤكد أن السبب الوحيد لحرمانه من حريته منذ القبض عليه هو ممارسته المشروعة لحرية التعبير عن رأيه دفاعًا عن حقوقه وحقوق كل المصريين، وخصوصا الأقباط منهم، في المساواة والمواطنة الكاملة".
وتقدّر المنظمات الحقوقية عدد الموقوفين السياسيين في مصر بنحو 60 ألفا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي وشنّ السلطات حملة واسعة ضد إسلاميين وليبراليين. وتنفي السلطات وجود "سجناء سياسيين" في البلاد.
و.ب / م.س
دعم المواد الغذائية في مصر.. محطات وأزمات لا تُنسى
منذ عقود تطبق الحكومات المصرية برامج لدعم عدد من السلع الأساسية. وقد اختلفت طبيعة تلك السلع وكميتها بحسب الاحتياجات والظروف الاقتصادية والاجتماعية، وحظي الخبز بالقسم الأكبر من الدعم في تلك البرامج المطروحة للنقاش مجددا.
صورة من: Amr Abdallah Dals/Reuters
1910 - نهاية الحرب العالمية الاولى
في العقد الثاني من القرن الماضي اتخذت مصر لفترة طويلة خطوات للحفاظ على أسعار الخبز بأسعار معقولة. وبعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الأولى، استوردت القمح ودقيق القمح من أستراليا وباعته بخسارة في متاجر مملوكة للحكومة في محاولة لخفض الأسعار المحلية.
صورة من: Glasshouse Images/picture alliance
الأربعينيات - آثار الحرب العالمية الثانية تصل المجتمع المصري
استحدثت مصر نظام التوزيع بالبطاقات لكافة المواطنين لمواجهة شح عدد من السلع الأساسية إبان الحرب التي أثرت بشدة على مستوى المعيشة، وذلك من خلال برنامج بلغت قيمته مليون جنيه مصري. في بعض الأحيان، كان يتم دعم المواد الغذائية ومواد أساسية أخرى شهرياً كالسكر، وزيت الطعام، والشاي والكيروسين. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستقرار الأوضاع التجارية والاقتصادية عالمياً تم إلغاء الدعم الحكومي.
صورة من: Courtesy Everett Collection/picture alliance
الخمسينيات والستينيات - مظلة الدعم تمتد وتتسع
وسعت مصر نظام دعم المواد الغذائية، لكن تكلفة دعم القمح كانت ضئيلة في سنوات عديدة. شمل الدعم كل القطاعات، فيما قدمت الحكومة دعماً غير مباشر لهيئات حكومية لسد العجز لديها كالنقل العام والكهرباء والمياه والسكك الحديدية والوقود وغيرها. بدأ استخدام البطاقات التموينية لتوفير سلع رئيسية نقصت بعد 1967 نتيجة للحرب وتمكن المواطن من الحصول على حصص شهرية شملت الدقيق والسكر والصابون والأرز وزيت الطعام.
صورة من: Erich Lessing/akg-images/picture-alliance
عقد السبعينيات - أزمة إمدادات القمح العالمية تصل مصر
تمت إضافة بعض السلع التموينية مثل البقوليات وبعض المجمدات مثل الدجاج واللحوم، مع الإبقاء على دعم المواصلات والكهرباء والمحروقات لتصل قيمة الدعم المباشر عام 1970 إلى نحو 20 مليون جنيه. لكن زيادة حادة في أسعار القمح بالسوق العالمية أوائل السبعينيات أدت إلى ارتفاع تكلفة دعم المواد الغذائية الذي بدأ يستحوذ على نسبة كبيرة من الإنفاق الحكومي.
صورة من: Michel Dieuzaide/akg-images/picture alliance
1977 وانتفاضة الخبز
أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن زيادة أسعار بعض المواد الغذائية والسلع، كالخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف، ما تسبب بغضب شعبي عارم وأحداث عُرفت وقتها بانتفاضة الخبز، وهذا ما دفع الحكومة لحظر التجوال ونزل الجيش إلى الشارع للسيطرة على أعمال تخريب استهدفت مبانٍ حكومية ومحلات تجارية. ولم يعد الهدوء حتى تراجعت الحكومة عن قراراتها.
صورة من: UPI/dpa/picture-alliance
الثمانينيات والتسعينيات - زيادات طفيفة في سعر الخبز
بقيت أسعار الخبز المدعوم عند نصف قرش حتى منتصف 1980، ثم تقرر زيادة سعره إلى قرش واحد. وخلال عام 1984 رفعت الحكومة سعر الخبز المدعوم إلى قرشين واستمر ذلك حتى عام 1988 عندما تقرر زيادة سعره إلى 5 قروش. خفضت مصر ببطء برامج الدعم خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات. وفي حين لم يتم رفع أسعار الخبز بشكل مباشر، تم إدخال تغييرات طفيفة تتعلق بحجم وجودة الأرغفة، مما ساعد في تقليل تكلفة البرامج.
صورة من: Herve Champollion/akg-images/picture-alliance
2011 - "عيش - حرية - عدالة اجتماعية"
"عيش" (خبز) كانت الكلمة الأولى في الشعار الرئيسي لانتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. كانت الإشارة إلى "العيش - الخبز" رمزية كإشارة إلى عدم وجود ما يكفي من الوظائف وانخفاض الدخل لدى شرائح عديدة من المواطنين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى العمل في وظيفتين وحتى ثلاث وظائف لسد الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة وغذاء وسكن. وفي ميدان التحرير رسم فنانو الغرافيتي "العيش" على الجدران.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
2013 إلى اليوم
اتخذت الحكومة منذ 2013 عدة قرارات متعلقة برفع الدعم عن كثير من الخدمات والسلع، كان أبرزها رفع متتالي لأسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والوقود، وامتد الأمر مؤخراً إلى حديث عن رفع الدعم عن رغيف الخبز، بهدف توفير الأموال اللازمة لمنظومة التغذية المخصصة للمدارس بقيمة 8 مليارات جنيه مصري. وتوفر الحكومة حاليا رغيف الخبز المدعوم لنحو 60 مليون شخص، بمعدل 5 أرغفة للفرد يومياً، بسعر 5 قروش للرغيف الواحد.