مصر: تظاهرات مؤيدة لمرسي وأخرى معارضة في أجواء من القلق والتوتر
٢٨ يونيو ٢٠١٣
تشهد مصر الجمعة تظاهرات مفتوحة مؤيدة للرئيس مرسي دعا إليها تحالف من الأحزاب الإسلامية وتظاهرات أخرى معارضة له تطالبه بالتنحي، وألمانيا تتابع تطورات الأوضاع في مصر بـ"قلق بالغ".
إعلان
تشهد مصر الجمعة (28 حزيران/ يونيو 2013) تظاهرات مفتوحة مؤيدة للرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي دعا إليها تحالف من الأحزاب الإسلامية وتظاهرات أخرى معارضة له تطالبه بالتنحي، ما يرفع المخاوف من مصادمات بين الطرفين غداة مقتل متظاهر في دلتا النيل وقبل يومين من تظاهرات الأحد التي تثير قلق المصريين.
قتل شخص وأُصيب ثلاثون آخرون في اشتباكات دارت مساء الخميس (27 حزيران/ يونيو 2013) في محافظة الشرقية بدلتا النيل بين أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضيه، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة المصرية. واندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار مرسي ومعارضيه أمام مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في محافظة الشرقية التي ينتمي إليها الرئيس.
حصيلة ثقيلة بعد عام من رئاسة محمد مرسي
في الثلاثين من يونيو/ حزيران 2012 تولى محمد مرسي منصب رئيس جمهورية مصر العربية، بعد انهيار نظام مبارك وتسلم الجيش للسلطة خلال فترة انتقالية. وبعد عام من حكم مرسي، تبدو الحصيلة متواضعة بالنظر للآمال التي ولدتها الثورة.
صورة من: AP
غموض حول من يحكم مصر
تميزت الأسابيع الأولى من تولي محمد مرسي للسلطة بغموض كامل حول آليات صنع القرار السياسي في مصر ودور المؤسسات الدستورية، إضافة إلى وظيفة الجيش في العهد الجديد، ما خلق حالة من الارتباك والالتباس سرعان ما سيحاول مرسي رفعه بسلسلة من القرارات التي أثار بعضها الكثير من الجدل.
صورة من: Imago
ترويض المؤسسة العسكرية
في بداية حكمه، نجح مرسي في إظهار نفسه كرجل دولة من طراز رفيع، إذ قام في 12 آب/ أغسطس بإحالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق أول سامي عنان إلى التقاعد وعينهما مستشارين له. وزادت التكهنات بشأن ما دار خلال ذلك اليوم وحول ما إذا كانت هناك صفقة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن طنطاوي وعنان آثرا الصمت حتى اللحظة.
صورة من: Reuters
من الثورة... إلى التسلط؟
في 22 تشرين ثاني/ نوفمبر 2012 أصدر الرئيس مرسي إعلاناً دستورياً مثيراً للجدل أقال فيه النائب العام وحدد فترة منصبه، إضافة إلى تعزيز صلاحياته كرئيس للبلاد. وتضمن قرار مرسي أن تكون الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة نهائية ونافذة بذاتها وغير قابلة للطعن بأي شكل، وهو ما أدى إلى موجة من الاحتجاجات أشعلت النار في الشارع المصري.
صورة من: Reuters
تعميق الاستقطاب في الشارع المصري
رفضت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة الإعلان الدستوري لمرسي وكذلك الاستفتاء على الدستور المقرر منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر 2012، وأكدت أن إجراء استفتاء وسط "تهديدات مليشيات الإخوان وجماعات أخرى يشكل خطورة على الأمن القومي الوطني". وتضم جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور وحمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي وعمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، بالإضافة لأحزاب ليبرالية ويسارية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الأقباط قلقون من هيمنة الإخوان على الدولة
يخاف المسيحيون في مصر من سلطة الإسلام السياسي ومما يصفونه برغبة جماعة الإخوان المسلمين في الهيمنة على البلاد، إضافة إلى تعرضهم لحملات عنف من قبل السلفيين المتشددين، ما يجعل تعدد الهوية المصرية على كف عفريت. ولم ينجح الرئيس مرسي بالوثيقة الدستورية في إحداث توافق وطني وبإعطاء الانطباع بأنه رئيس لكل المصريين كيفما كان انتمائهم العقائدي.
صورة من: Reuters
غليان الشارع المصري
نشر الجيش المصري دبابات أمام مقر الرئاسة في القاهرة، وذلك إثر المواجهات بين أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضين له، أوقعت قتلى وجرحى. هذا أعاد مشاهد الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى الأذهان. في الصورة معارضون لمرسي يطالبونه بالرحيل عن السلطة.
صورة من: Reuters
سيناء: الجماعات المتشددة تهدد الأمن القومي لمصر
شهدت شبه جزيرة سيناء خلال السنة الأولى من حكم مرسي أحداثاً أمنية خطيرة تميزت بمواجهات بين قوات الجيش والشرطة من جهة والجماعات المسلحة "التكفيرية" من جهة أخرى، ما ألقى بظلاله على أمن واستقرار المنطقة.
صورة من: Reuters
تدهور الاقتصاد المصري
وصل الاقتصاد المصري خلال السنة الأولى من حكم مرسي إلى حالة كبيرة من التردي، فقد واصلت السياحة تراجعها، مثل المؤشرات الاقتصادية الكبرى. فبعد الإعلان عن انتهاء الاستفتاء، أعلنت وكالة "ستاندرد آند بورز" تخفيض التصنيف الائتماني لمصر، كما تراجع الجنيه بصورة لافتة أمام الدولار. ولم تعد الحكومة قادرة على إخفاء الوضع الحرج للاقتصاد. ورغم المساعدات السخية من بعض الدول كقطر، فإن اقتصاد البلاد يبقى حرجاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرية التعبير في الميزان!
بمرحه ونقده اللاذع، أصبح الإعلامي المصري باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج" نجماً شعبياً تعرض أكثر من مرة لمضايقات قضائية بسبب انتقاده لسياسات الرئيس مرسي وجماعة الإخوان. وبات مجرد بقاء برنامجه الساخر "البرنامج" مقياساً لحرية الإعلام والتعبير في مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثورة يهددها إعادة استنساخ الماضي!
بدا سقوط نظام حسني مبارك وكأنه فتح أمام المصريين عهداً جديداً ينقلهم من الاستبداد إلى الديمقراطية. إلا أن المجتمع المصري اليوم بات منقسماً أكثر من أي وقت مضى، إذ لا يزال الطريق إلى الديمقراطية طويلاً ومليئاً بالأشواك.
صورة من: Reuters
10 صورة1 | 10
وأعلن حزب الحرية والعدالة على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن القتيل هو أحد أعضائه. وقال الحزب إن أحد أعضائه ويدعى "حسام شوقي الطالب في كلية الصيدلة قتل بطلق ناري في الصدر".
واندلعت مواجهات مماثلة الخميس في سائر مدن الدلتا، في حين كانت الاشتباكات بين الطرفين في كل من المحلة والمنوفية والمنصورة أقل حدة. وأسفرت اشتباكات مماثلة الأربعاء في مدينة المنصورة عن مقتل شخص وإصابة 237 آخرين بجروح، بعدما تعرض تجمع مؤيد لمرسي لهجوم من معارضين.
احتقان واستقطاب
وتعيش مصر احتقاناً واستقطاباً سياسياً حاداً بين أنصار الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ومعارضيه قبل أيام من تظاهرات حاشدة تعتزم المعارضة تنظيمها في 30 حزيران/ يونيو الجاري للمطالبة برحيل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ومنذ انتخاب مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين كأول رئيس مدني للبلاد في حزيران/ يونيو 2012، لم يصل مستوى القلق والترقب إلى هذا الحد في مصر.
ودعا تحالف من الأحزاب الإسلامية المصرية الاثنين المصريين إلى تظاهرة "مفتوحة" الجمعة تأييداً للرئيس محمد مرسي، يليها احتجاج مفتوح أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر تحت شعار "الشرعية خط احمر". وشارك عشرات الآلاف من الإسلاميين الجمعة الماضية في تظاهرة لدعم شرعية مرسي.
كوادريغا: عام من حكم مرسي – الديمقراطية المتعثرة في مصر
42:39
اعتصامات
من جانبها، دعت حركة تمرد المصريين لبدء الاعتصام الجمعة في ميادين الأحياء الكبرى في القاهرة للاستعداد في الحشد 30 حزيران/يونيو إلى قصر الاتحادية الرئاسي. وتستغل الحركة، التي قالت إنها جمعت 15 مليون توقيع، تفاقم الأزمة الاقتصادية وشح المنتجات النفطية وتكرار انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار السلع الأساسية لحشد آلاف المصريين الغاضبين. وتنظم الحركة مسيرة من الجامع الأزهر في قلب القاهرة إلى ميدان التحرير الذي كان قبلة الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/ فبراير 2011.
ويشهد ميدان التحرير اعتصام مئات المحتجين منذ الثلاثاء. ويخشى المصريون أن يؤدي تواجد أنصار الفرقاء السياسيين في الشارع الأحد إلى مصادمات عنيفة تؤدي إلى سقوط قتلى بينهم. وتسود البلاد حالة من القلق والتوتر انعكست على إقبال كثيرين على تخزين المواد الغذائية.
قلق ألماني
من جانب آخر قال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين اليوم الجمعة (28 حزيران/ يونيو 2013) إن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله يراقب تطورات الأوضاع في مصر بقلق بالغ. وأضاف المتحدث بالقول: "هذه من وجهة نظره (فيسترفيله) لحظة مهمة للغاية للحفاظ على التحول السياسي في مصر". وذكر المتحدث أن كافة المواطنين في مصر لديهم الحق في التعبير الحر عن الرأي والتظاهر بسلمية، مضيفاً: "لا ينبغي أن يكون العنف وسيلة للخلاف السياسي من أي طرف". ويطالب فيسترفيله جميع الأطراف بالحيلولة دون اندلاع أي أعمال عنف، مؤكداً أن الحل يكمن في الحوار. وقال المتحدث: "ما تحتاجه مصر على وجه الخصوص هو الإصلاحات"، مشدداً على ضرورة أن يكون ذلك هدف جميع القوى السياسية في مصر.