مصر تفرج عن باتريك زكي ومنظمات حقوقية تسأل عن مصير رامي شعث
٧ ديسمبر ٢٠٢١
أعلنت محامية تنوب عن الباحث المصري باتريك زكي أنه تقرر الإفراج عنه. بينما أصدرت خمس منظمات حقوقية بيانا مشتركاً تساءل فيه الرئيس الفرنسي حول مصير رامي شعث المحتجز منذ نحو عامين في مصر.
إعلان
قررت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ قسم ثان المنصورة، في مصر، اليوم الثلاثاء (السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2021)، إخلاء سبيل الباحث باتريك جورج زكي، مع تأجيل محاكمته إلى أول شباط / فبراير المقبل للمرافعة. وقالت هدى نصر الله، محامية زكي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ ) إنه من المقرر تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء سبيله من سجن طره على أن يتوجه بعدها إلى منزله في المنصورة.
وأوقف الأمن المصري باتريك جورج زكي، وهو طالب دراسات عليا مصري بجامعة بولونيا في إيطاليا، منذ السابع من شباط/ فبراير 2020 لدى وصوله إلى مطار القاهرة الدولي أثناء عودته من إيطاليا في زيارة عائلية قصيرة.
واستجوب جهاز الأمن القومي المصري زكي بشأن الفترة التي قضاها في إيطاليا وعمله في مجال حقوق الإنسان. ووجهت لزكي تهم من بينها "نشر أخبار كاذبة" و"التحريض على الاحتجاج".
منظمات حقوقية تساءل ماكرون حول رامي شعث
وفي اليوم الذي أعلن فيه عن إخلاء سبيل زكي، وجهت خمس منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان مجموعة أسئلة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مصير الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث الموقوف في مصر منذ أكثر من عامين والذي تؤكد باريس أنها تعمل على تحريره.
وشعث (48 عاما) هو أحد وجوه ثورة كانون الثاني/يناير 2011 ومنسّق "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (بي دي إس)، الحركة التي تدعو لمقاطعة إسرائيل، في مصر. وهو موقوف منذ تموز/يوليو 2019 ومتّهم بإثارة "اضطرابات ضدّ الدولة". وقد رُحّلت زوجته الفرنسية سيلين لوبران إلى باريس في اليوم الذي أوقف فيه.
ورامي شعث هو نجل نبيل شعث، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية.
وفي السابع من كانون الأول/ديسمبر 2020، أكد ماكرون أنه تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة له إلى باريس، عن عدة "حالات فردية" بينها رامي شعث. لكنّه رفض ربط التعاون الاقتصادي والعسكري مع مصر بـ"الخلافات" بين البلدين على خلفية حقوق الإنسان، معتبرًا أنه "من المجدي أكثر انتهاج سياسة حوار صارمة بدلًا من سياسة مقاطعة".
وبعد عام، سألت منظمة العمل المسيحي من أجل إلغاء التعذيب (آكات ACAT)، فرع فرنسا، ومنظمة العفو الدولية ومركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان، في بيان مشترك، "هل لا يزال الإفراج عن رامي شعث أولوية بالنسبة لفرنسا؟".
وقالت المنظمات غير الحكومية إن "الزيارات على أعلى مستوى تكثّفت منذ ذلك الحين، وتم توقيع عقود اقتصادية وتسلّح جديدة" لكن بالنسبة لرامي شعث "لم يتغيّر شيء تقريبًا"، في وقت يحدد القانون المصري المدة الأقصى للحبس الاحتياطي بسنتين. وجاء في البيان "إذا تمكنت سيلين لوبران من الذهاب لبضعة أيام إلى القاهرة في شباط/فبراير الماضي لزيارة زوجها، إلا أن هذا الأخير لا يزال ينام على أرضية صلبة وباردة في زنزانة مكتظة تبلغ مساحتها 25 متراً مربعاً".
وسألت المنظمات "لماذا فرنسا التي تفتخر بشراكة استراتيجية مميزة مع مصر، غير قادرة على الحصول على الإفراج عن رجل، مدافع عن حقوق الإنسان وزوج مواطنة فرنسية؟".
وفي نيسان/أبريل 2020، أُدرج اسم شعث على القائمة المصرية لـ"الكيانات والأفراد الإرهابيين"، في قرار انتقدته بشدّة منظمات غير حكومية وخبراء أمميّون. ويواجه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي اتّهامات من قبل منظمات غير حكومية بقمع المعارضة ومدافعين عن حقوق الإنسان. وأكدت هذه المنظمات في تموز/يوليو الماضي أنّ هناك حوالي 60 ألف سجين سياسي في مصر. لكنّ القاهرة تنفي قطعياً هذه الاتّهامات وتؤكّد أنّها تخوض حرباً ضدّ الإرهاب وتتصدّى لمحاولات زعزعة استقرار البلاد.
و.ب/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.