1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر تودع صاحب "مالك الحزين" إلى مثواه الأخير

٨ يناير ٢٠١٢

شيعت مصر الروائي الكبير صاحب روايتي (مالك الحزين) و(عصافير النيل) إبراهيم أصلان إلى مثواه الأخير. الكاتب الذي وصف أحداث الثورة المصرية في آخر لقاء له مع دويتشه فيله بأنها"أكبر من حلم المثقفين وغير المثقفين في مصر".

الراحل إبراهيم أصلانصورة من: DW

ودعت مصر اليوم الأحد (08 يناير/كانون الثاني 2012) أديبها إبراهيم أصلان، الذي توفي امس في مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد بالقاهرة. وقد تم دفنه اليوم في مقابر الأسرة بالدراسة في حضور حشد كبير من المثقفين. وتوفي الكاتب المصري المرموق إبراهيم أصلان عن عمر يناهز 77 عاما بعد مرض استمر نحو عشرة أيام. وذلك بعد أن تعرض لنزلة برد ودخل المستشفى، لكنه أصيب بالتهاب رئوي أدى إلى هبوط في الدورة الدموية.

وأصلان الذي أخلص لفن القصة القصيرة وصار أحد أبرز رموزها في العالم العربي لم يتلق تعليما جامعيا إذ ولد في محافظة الغربية في دلتا مصر ونشأ في حي إمبابة الشعبي الذي كان مسرحا لكثير من قصصه القصيرة ورواياته وبخاصة روايتاه (مالك الحزين) و(عصافير النيل). وتحولت الرواية الأولى إلى فيلم (الكيت كات) الذي أخرجه المصري داود عبد السيد واختير من بين أهم مائة فيلم مصري في القرن العشرين. أما الرواية الثانية فحولها المخرج المصري مجدي أحمد علي إلى فيلم بالعنوان نفسه نال جوائز في مهرجانات دولية.

"الكاتب بالمحو"

خلال لقاء سابق اجرته معه دويتشه فيلهصورة من: DW

وكان أصلان مخلصا لوصية الكاتب الأمريكي إرنست هيمنغواي والمصري يحيى حقي في الكتابة عما يعرف والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة عبر لغة مختزلة بعيدة عن التكلف. وظهرت بصمته الفنية الخاصة منذ قصصه الأولى التي تحمس لها الكاتب المصري علاء الديب ونشرها في مجلة (صباح الخير) ثم صدر عنه عدد خاص من مجلة (جاليري 68) تضمن مختارات من قصصه ودراسات عنه. وقبل صدور مجموعته القصصية الأولى (بحيرة المساء) عام 1972 أصبح أصلان من رموز جيل الستينيات الأدبي في مصر واشتهر بقلة إنتاجه الأدبي. ومن مجموعات أصلان القصصية (يوسف والراء) و(وردية ليل) وله كتب منها (خلوة الغلبان) و(حكايات من فضل الله عثمان) و(شيء من هذا القبيل) و(حجرتان وصالة) ونال أصلان جوائز آخرها جائزة الدولة التقديرية في مصر وجائزة كافافيس الدولية.

"أكبر من حلم المثقفين وغير المثقفين في مصر"

إبراهيم أصلان (3 مارس 1935 - 7 يناير 2012)صورة من: DW

وتميز الروائي الراحل بشح كتاباته، حيث يطلق عليه بعض معجبيه لقب "الكاتب بالمحو" أي انه يكتب ثم يمحو ثم يعيد كتابة عمله الأدبي أكثر من مرة ليقدمه لقرائه مكتملا، وهو ما دفع عددا من النقاد والمثقفيين إلى دعمه وهو الموظف البسيط ليصبح واحدا من ابرز الرموز الثقافية في مصر والعالم العربي. وفي نهاية الستينات ساهم الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للآداب والناقدة الراحلة لطيفة الزيات في نقل أصلان من عمله كموظف بسيط في البريد للتفرغ للإنتاج الثقافي.

وكان إبراهيم أصلان في آخر لقاء أجرته مع دويتشه فيله خلال الثورة التي أطاحت بحسني مبارك قد نفى غياب المثقفين المصريين عن الساحة المصرية. وقال: "المثقفون موجودون بطبيعة الحال، وعلى اتصال دائم بالشارع، ولكن لا أظن أن وجودهم واضحاً في ظل هذا الطوفان البشري". وذكر أصلان أنه ذهب إلى ميدان التحرير وشارك في المظاهرات. ويصف صاحب "عصافير النيل" ما يحدث بأنه "كان أكبر من حلم المثقفين وغير المثقفين في مصر". وأضاف: "كنا نعيب على هذا الجيل أنه مشغول بالعلاقات التي يتيحها الفيسبوك وخلافه، ثم اتضح أنه جيل مشغول بهموم بلده طوال الوقت، واستطاع أن يقدم للعالم بطاقة تعريف جديدة لهذا الوطن".

عباس الخشالي(دويتشه فيله)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW