جدل وسخرية في مصر بعد استضافة عمرو أديب لـ "محمود السيسي"
٢٣ سبتمبر ٢٠١٩
أثارت استضافة الإعلامي المصري عمرو أديب لـ "محمود السيسي" للحديث عن سلسلة صيدليات 19011 جدلا في مصر بعد أن تلقفت الخبر وسائل إعلام مؤيدة للرئيس المصري وأخرى مناوئة له متوقعة ظهور نجل الرئيس، ليتضح فيما بعد أنه "سيسي" آخر
إعلان
على هامش الاحتجاجات المناوئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتت وسائل الإعلام تتلقف الضيوف والخبراء، وبات مشاهدوها يتتبعون التصريحات والتطورات. وفي خضم هذا الترقب جاءت ما يمكن تسميته بـ "خدعة" الإعلامي المصري عمرو أديب لتتسبب في جدل من نوع آخر في مصر.
فبعد أن ألمح الإعلامي المصري إلى استضافته "محمودعبد الفتاح السيسي" في برنامجه مساء أمس الأحد (22 سبتمبر/ أيلول 2019) اعتقد كثيرون أن الضيف هو نجل الرئيس المصري، خصوصاً بعد أن تم تداول اسمه في وسائل الإعلام مؤخراً بكثرة مع إعلان الناشط المصري وائل غنيم قبل أيام قليلة أن "محمود السيسي" هو من يقف وراء اعتقال شقيقه. هذا الترقب زاد من حدته أن عائلة الرئيس السيسي لا تظهر إلا نادراً في وسائل الإعلام.
وبعد أن كان الإعلامي المصري قد أعلن قبل حلقته من برنامج "الحكاية" على قناة "ام بي سي مصر أنه سيفتح ملفات مشروعات القوات المسلحة وسيرد على الشائعات المتعلقة بمجموعة صيدليات 19011 "والشخصيات النافذة التي قالوا إنهم بيديروها" بكل صراحة، مضيافاً بالعامية المصرية: "هنتكلم عن بيزنس الجيش ومفيش على راسنا بطحة وهنبين كل حاجة بالورق وهنرد على اللي بيتقال عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونجله محمود السيسي وكله بالورق"، وبمقابلة محمود السيسي.
وحينما جاءت الفقرة المخصصة للموضوع ظهر الشاب محمود السيسي، لكنه لم يكن نجل الرئيس المصري، وإنما صيدلي مصري تشابه اسمه مع نجل السيسي، ليتضح أنه أحد ملاك سلسلة الصيدليات التي بدأت تثير جدلاً في مصر مؤخراً.
وهذا المقابلة التي لعب فيها الإعلامي المصري على الأسماء أثارت جدلاً من نوع آخر، أتى في كثير من فقراته ممزوجاً بالسخرية والطرافة من جانب، ومن النقد أيضاً، بعد أن تلقفت وسائل إعلامية إعلان أديب ونوهت إلى أنه سيستضيف نجل الرئيس.
فقد كتبت صحيفة الوطن في خبر عاجل: "في اول ظهور.. نجل الرئيس السيسي ضيف عمرو أديب بعد قليل".
كما وقعت قنوات داعمة لجماعة الإخوان المسلمين في "خديعة" أديب، فقد ظهر الإعلامي محمد ناصر في قناة "مكملين" منتقداً لمحمود السيسي، ليتكشف أنه "سيسي" آخر:
فيما توقع آخر أن "خدعة" عمرو أديب ستنتهي بفقدانه لعمله:
عبر البعض عن إعجابهم بـ"الخدعة" التي أوقع فيها أديب بعض قنوات الإخوان المسلمين التي تبث من خارج مصر:
ومن بينهم زوجته الإعلامية المصرية لميس الحديدي، التي أعادت نشر تغريدة عمرو أديب التي استعان فيها بصورة من مسلسل "دموع في عيون وقحة"
ومن التعليقات الساخرة على الواقعة برمتها، نشر أحد مستخدمي تويتر صورة للسيسي بتعليق واضح:
بينما تذكر آخر أحد مشاهد مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي":
وعلق ثالث بالقول:
فيما اقتطف مستخدم آخر مقطعاً من أحد الأفلام المصرية القديمة، قائلاً إن أديب خدع القنوات الداعمة للإخوان:
ع.غ/ ا.ف
أبرز التعديلات الدستورية في مصر ... ما لها وما عليها
يجمع معظم المراقبين على أن نتيجة التعديلات الدستورية المثيرة للجدل في مصر محسومة سلفاً فيما يرضي الرئيس عبد الفتاح السيسي. ما هي أبرز تلك التعديلات، وكيف يدافع عنها مؤيدوها؟ وما هي المآخذ التي يراها المعارضون؟
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
توقعات حول نسبة المشاركة
على مدار ثلاثة أيام يصوت المصريون على التعديلات الدستورية. ويحق لنحو 55 مليون شخص من إجمالي عدد سكان مصر البالغ نحو 100 مليون نسمة الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. مراقبون لا يتوقعون إقبالاً كبيراً، ويعزون ذلك لعدم "وضوح" التعديلات بالنسبة للكثيرين بسبب قصر الفترة بين طرحها وإجراء الاستفتاء عليها. بينما تعلن مصادر رسمية عن إقبال كبير في مناطق معينة. إعلان نتيجة الاستفتاء يكون يوم 27 نيسان/ أبريل.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السيسي في الحكم
توسع التعديلات المقترحة من سلطة الرئيس؛ إذ تسمح بتمديد فترة ولايته إلى 6 سنوات، بدلاً من أربع سنوات، والسماح له بالترشح بعدها لفترة جديدة مدتها 6 سنوات أخرى تنتهي في 2030. وتضمنت التعديلات أن يكون لرئيس الدولة الحق في تعيين نائب أو أكثر له.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/V. Belousov
تعزيز قبضة الجيش
زيدت المادة 200 الخاصة بالقوات المسلحة لتشمل مهامها - إضافة إلى حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها - مهام "صون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحريات وحقوق الأفراد".
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
السلطة القضائية
تمنح التعديلات الرئيس المزيد من الصلاحيات في تعيين رؤساء الهيئات القضائية والنائب العام ورئيس المحكمة الدستورية من بين عدد من المرشحين تقترحها تلك الهيئات.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إحياء مجلس الشيوخ (الشورى)
تضمنت التعديلات إنشاء غرفة برلمانية ثانية باسم مجلس الشيوخ. وحسب التعديلات يبلغ عدد أعضائه 180 يختار الناخبون ثلثيهم بينما يعين رئيس الدولة الثلث الباقي. وقد تم إلغاء المجلس المذكور (الشورى سابقاً) بموجب دستور 2014.
صورة من: Reuters
الشباب والمرأة
كما تتضمن التعديلات مواداً أخرى تتعلق بتمثيل المرأة داخل مجلس النواب وتحديد حصتها بـ 25%. كما تضمنت تعديلات أخرى على "ضرورة" الحفاظ على نسب الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، مع التمثيل الملائم للعمال والفلاحين والشباب والأقباط.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Sayed
رجال الدين: واجب وطني
بحسب موقع التليفزيون المصري، دعا البابا تواضروس الثانى، عقب الإدلاء بصوته، أبناء الوطن للمشاركة في الاستفتاء. مؤكداً ان هذه التعديلات في "صالح" الوطن، مردفاً أن المشاركة في الاستفتاء على الدستور واجب وطني على كل المصريين. في نفس الاتجاه، أكد مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، في تصريح عقب الإدلاء بصوته أن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية واجب وطني على كل مصري.
تصويت "نزيه وحر"
في حوار مع صحيفة الأهرام الحكومية نفى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات لاشين إبراهيم المخاوف بشأن المناخ السياسي في مصر. وقال لفرانس برس إن التصويت في الاستفتاء سيكون نزيها وحراً "مئة بالمئة". وأوضح إن عشرين ألف قاض يشرفون على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
صوت "نعم"
منذ أسبوع امتلأت شوارع القاهرة وغيرها من مدن البلاد بلافتات تدعو إلى تأييد التعديلات على دستور 2014. كما انتشرت حملات "نعم" الإعلانية في الصحف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
معارضة جد خجولة
كان البرلمان المصري صوت بأغلبية ساحقة من 531 صوتاً من أصل 554 نائباً على التعديلات. وخلى المجال العام المصري من أي صوت معارض، إلا القليل كالنائب البرلماني المعارض هيثم الحريري، الذي أعرب عن اعتقاده أن التعديلات تقوض "المسار الديمقراطي". كما رأى أنها ليست في صالح البلاد، مضيفاً أنها تبدو مفصلة على شخص معين، في إشارة غير مباشرة إلى السيسي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mostafa
المناخ غير "مؤات"
مركز"صوفان سنتر" للتحليل الأمني ذهب إلى أنه "لا توجد معارضة علنية تُذكر للتعديلات الدستورية، وهي نتيجة محتملة للطبيعة القمعية للحكومة المصرية".
كما رأت منظمات دولية لحقوق الإنسان في بيان مشترك أن المناخ الوطني الحالي في مصر "يخلو من أي فضاء يمكن أن يجري فيه استفتاء مع ضمانات للحياد والنزاهة".
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
تداعيات "خطيرة"
رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد تشاتام هاوس، لينا الخطيب رأت أن هذه التعديلات "تمهد الطريق أمام الاستحواذ على السلطة" من قبل السيسي. وأضافت "ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الديمقراطية في مصر على المدى المتوسط وتجعل من الصعب تنافس أصوات سياسية بديلة على السلطة على المدى البعيد".