مصر- صدمة بعد انتحار الناشطة المثلية سارة حجازي في كندا
١٥ يونيو ٢٠٢٠
بعد انتحار الناشطة المصرية سارة حجازي في كندا، انتشر جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لآراء وأفكار الناشطة الداعمة لحقوق المثليين وبين آخرين رافضين لفكرة المثلية الجنسية.
إعلان
انتشر على موقع تويتر وسم (هاشتاغ) #سارة_حجازي واحتل قائمة الأكثر تداولاً في مصر، بعدما قالت تقارير صحفية ومنظمات حقوقية يوم أمس الأحد أن الناشطة المصرية سارة حجازي، قد انتحرت في كندا التي فرت إليها من مصر قبل عام ونصف.
وكانت سارة حجازي، قد غادرت مصر بعد اعتقالها في أواخر عام 2017 على خلفية المشاركة في حفلة موسيقية رفعفيها علم " قوس قزح" والذي يشير إلى مجتمع المثليين، ووجهت إليها اتهامات بالترويج للمثلية الجنسية، التي تجرمها مصر، ليتم الافراج عنها لاحقاً بكفالة في أوائل عام 2018.
وشهد وسم #سارة_حجازي جدالاً حاداً بين الداعمين لحقوق المثلية الجنسية وبين الرافضين والمعارضين للمثلية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت رسالة كتبت بخط اليد ونسبت إلى الناشطة المصرية تطلب فيها من "أخوتها وأصدقائها أن يسامحوها":
حزب"العيش والحرية" المصري - تحت التأسيس - نعى سارة والتي كانت إحدى مؤسسيه:
وعملت سارة في مجال تكنولوجيا المعلومات قبل أن تتحول إلى ناشطة للدفاع عن المثلية الجنسية والتنوع الجنسى. وعقب إعلان خبر انتحار سارة، نعاها أصدقاء ونشطاء مصريون بالداخل والخارج:
لكن على جانب آخر، انتقد مغردون ومدونون حملة التضامن مع سارة حجازي، وطالبوا بعدم التضامن مع من ينتحر أو "يدعم أفكار تخالف الاسلام والمسلمين":
بينما نبه السياسي محمد البرادعي، أحد رموز ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلى أن "قضية سارة حجازي تثير قضايا عامة شائكة لم تطرح بوضوح في معظم الدول ذات الأغلبية المسلمة.."
ويقول أصدقاء لسارة ونشطاء إنها تعرضت لتعذيب وحشي بالكهرباء وانتهاكات جنسية في مقر الاحتجاز ما تسبب في دخولها في حالة اكتئاب عنيفة لم تستطيع تجاوزها، حتى بعد رحيلها من مصر، وانتهت بانتحارها.
كانت سارة قد كتبت على صفحتها بموقع فيسبوك بعد مرور عام على حبسها بأنها أصيبت "باكتئاب حاد واضطراب ما بعد الكرب وتوتر وقلق ونوبات فزع، مع علاج بالصدمات الكهربائية أدى إلى مشاكل بالذاكرة، قبل أن أجبر على السفر، وفي الغربة أفقد أمي، لتليها مرحلة أخرى من العلاج بالصدمات الكهربائية في تورونتو، ومحاولتا انتحار وتأتأة بالنطق وذعر وخوف ومحاولات لتجنب الحديث عن السجن، عدم القدرة على الخروج من الحجرة وتدهور أكبر في الذاكرة وتجنب الظهور وسط التجمعات والإعلام بسبب فقدان التركيز والشعور بالتيه والرغبة في الصمت، كل هذا مع الشعور بفقدان الأمل من العلاج والشفاء".
احتشد مئات الآلاف في مدينة كولونيا اليوم الأحد في موكب "كريستوفر ستريت" للمثليين، للمطالبة بالمساواة القانونية والاجتماعية. وشكل السماح مؤخرا للمثليين بالزواج في ألمانيا، مناسبة إضافية للمشاركين من أجل الاحتفال.
صورة من: imago stock&people
موكب "كريستوفر ستريت" بكولونيا يعتبر أكبر تظاهرة للمثليين والمتحولين جنسيا وثنائي الجنس في أوروبا. حوالي 85 مركبة بالإضافة إلى مئات المشاركين يجوبون شوارع مدينة كولونيا ويطالبون بالمساواة القانونية والقبول الاجتماعي للمثليين والمثليات.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
موكب كريستوفر ستريت هو تقليد سنوي في كولونيا منذ 1991 ويتم تنظيمه في نهاية الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز. وينطلق الموكب من جسر Deutzer Brücke ويمر عبر وسط المدينة التي تعتبر الأكبر في ولاية شمال الراين وستفاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
يشكل موكب كريستوفر ستريت ذروة الأنشطة التي تشهدها مدينة كولونيا لمدة أسبوعين والتي يريد من خلالها المثليون والمثليات والمتحولين جنسيا لفت الأنظار إليهم. مساء الأحد تحي الفرقة الموسيقية Erasure حفلا فنيا في كولونيا بهذه المناسبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
افتتح وزير العدل الألماني هايكو ماس يوم الجمعة الماضي مهرجان المثليين في كولونيا. في ألمانيا لم يتم إلغاء القانون الذي يعاقب على المثلية الجنسية إلا في عام 1994. وفي شهر مارس الماضي قرر البرلمان الألماني إلغاء جميع الأحكام التي أصدرت منذ 1945 في إطار الفصل 175 من القانون الجنائي الذي كان يجرم المثلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
"لا للعودة للتمييز" هو شعار هذا العام. ويتم هنا بالأساس تذكر ضحايا الحقبة النازية، حيث كان يطلب من المثلياث في معسكر الاعتقال النازي إرتداء زي أسود على شكل مثلث في حين كان يرتدي المثليون الذكور ملابس وردية اللون.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
قانون "الزواج للجميع" الذي أقره البرلمان الألماني في 30 من يونيو/ حزيران الماضي شكل أيضا مناسبة إضافية للاحتفال هذا العام. رغم ذلك فإن منظمي مهرجان المثليين في كولونيا مصممون على مواصلة ضغوطاتهم حتى يتم تنظيم بعض الجوانب المتعلقة بزواج المثليين، ومنها أي من الشريكين يحمل صفة الأم أمام القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Kaiser
الكثير من الشركات قدمت الدعم للمركبات المشاركة في موكب "كريستوفر ستريت" كما هو الحال هنا بالنسبة لشركة يورو وينغز التابعة لشركة لوفتهانزا للطيران. ومن خلال ذلك تظهر مثل هذه الشركات أنها أيضا تدعو إلى التسامح وفي نفس الوقت تقوم بالترويج لنفسها أمام حوالي مليون شخص.
صورة من: picture alliance/dpa/H.Galuschka
الأنشطة التي تنظم في جميع أنحاء العالم في إطار "يوم شارع كريستوفر" (Christopher Street Day) يعود أصلها إلى 28 يونيو/حزيران 1969. ففي حانة ستونوول بشارع كريستوفر ستريت في نيويورك انتفض المثليون ضد الاعتقالات التي كانت تطالهم. في ستينيات القرن الماضي كانت حانات المثليين تتعرض باستمرار لمداهمات تحت مبرر "سلوكيات غير لائقة".
الكاتب: تاوبه فريدل/ هـ.د