مصر - غياب الزخم في احتفالات ثورة يناير على شبكات التواصل
٢٥ يناير ٢٠١٧
بين داعم للرئيس المصري السيسي ومناهض له، استذكر المصريون ذكرى ثورة 25 يناير على مواقع التواصل الاجتماعي. في وقت قرعت فيه منظمات حقوقية ناقوس الخطر بسبب التضييق الواسع على الحريات في مصر.
إعلان
لا يستويان. والمقصود هنا حال مصر في 25 يناير 2011، وحال مصر في ذات اليوم بعد ست سنوات. حينها، وعند اندلاع الثورة، كان المصريون، الذي ثاروا على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في صف واحد. ولكن السنوات الست أفرزت وأفرزت الكثير من الأحداث ووصل الأمر اليوم، إلى احتفال كثير من أولئك الثوار بذكرى ثورة يناير ولكن كل من وجهة نظره ولمصلحة أجندته.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه خطابا للشعب بمناسبة الذكرى السادسة للثورة، وأكد أن مصر تسير على "الطريق الصحيح"، داعيا الشباب المصري الذي قام بثورة 2011 إلى المشاركة في تنمية البلاد.
إلا أنّ أصواتا كثيرة لأفراد وجماعات داخل مصر وخارجها تخالف رأي السيسي، وهذا ما يمكن رصده في مواقع التواصل الاجتماعي.
منظمة هيومن رايتس ووتش، اتهمت القضاء المصري بالتضييق على الحريات بأحكام "كيدية".
وسخرت المنظمة عبر حسابها على تويتر من "قائمة الإرهاب" قائلة: "هل تعلم أن بين من تم إدراجهم على قائمة الإرهاب في مصر 5 أشخاص متوفين؟! قانون معيب واستهزاء بالعدالة".
وبعيدا عن هذه القائمة والضجة التي أثارتها، من خلال زجّ بعض الأسماء فيها كالنجم المصري الشهير أبو تريكة، تصدرت على تويتر عدة هاشتاغات مرتبطة بالذكرى قائمة الأكثر تداولا في مصر لهذا اليوم الأربعاء، مثل هاشتاق "#الذكري_السادسه" و "#25يناير" و" #القاهره_تثور". وإن كان التفاعل مع تلك الهاتشاغات لم يكن كبيرا. كما أن هاشتاغ "#مصر_ولا_غانا" تصدر المشهد على تويتر، ما يمكن قراءته على أن زخم التفاعل مع الاحتفال بذكرى الثورة لم يعد كما كان في الأعوام الماضية.
وحمل مغردون جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية ما وصلت إليه البلاد
المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات سابقا، وهو أعلى جهة رقابية في مصر، والذي لوحق مؤخرا وضُيق عليه، أظهر إصرارا وتفاؤلا في تغريداته:
فيما أبدى آخرون غضبا من إغلاق الميادين، بسبب خوف الحكومة من أي مظاهرات مضادة
أنصار السيسي يحتفون
وهناك من اعتبر أن ثورة يناير انتصرت، وأرجعوا الفضل بذلك للجيش ولقائده الذي صار رئيس لمصر
وذكروا بهذه المناسبة ما اعتبروها إنجازات لمصر في عهد السيسي
تجربة مصر الإلتهاب الكبدي الوبائي
السيسى نجح ف سنتين ف اربع نقاط هامة:
وهناك من بدا سعيدا بالعلاقة الدافئة بين الرئيس الأمريكي الجديد ترامب والسيسي، معتبرين أن السيسي يواجه "الإرهاب" ويقود مصر لمواجهته بكفاءة
ولكن الإعلامي الشهير عمرو أديب بدا حذرا ومحذرا السيسي
وتبقى الأوضاع الاقتصادية عامل ضغط متواصل على حكام مصر. فانهيار سعر صرف الجنيه وغلاء الأسعار يؤثر بشدة على حياة المواطن اليومية، خاصة وأن أول مطالب ثورة يناير كانت اقتصادية، من خلال الشعار الشهير هو "عيش".
وأمام هذا الانقسام في الشارع المصري، يتذكر البعض عام 2011، ويحن إليه لأن تلك الأيام وحدت الشعب المصري أكثر من أي وقت مضى
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.