1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر ـ حرب بين السلطة والمعارضة على الفيسبوك والمدونات!

٢٩ أكتوبر ٢٠١٠

كثرت الشائعات في بمصر حول قيام الحكومة بالتضييق على نشطاء الإنترنت واحتمال إغلاق الفيسبوك بحجة أنه يستخدم في الضرر بالمصالح الوطنية. فهل هذه مجرد شائعات أم تطور جدي؟ وكيف يبدو الصراع بين النظام والمعارضة على الفيسبوك؟

صورة من: picture alliance/dpa

يرى المدون وائل عباس أن الأمر يتجاوز الشائعات، فإغلاق صحف وقنوات فضائية، والتضييق على الرسائل الإخبارية وقواعد البث المباشر، كلها مؤشرات أن النظام يغلق الفضاء (بالضبة والمفتاح وفق التعبير الشعبي الشائع). ولا يستغرب المدون المعارض ذلك، فلديه معلومات مؤكدة أن أجهزة الأمن بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية، وصلت إلى اتفاق مع الشركات المتحكمة في شبكة الاإنترنت لحجب موقع الفيسبوك بشكل تكتيكي في أوقات بعينها. وقد سبق للنظام استخدام تلك التقنية خلال إضراب 6 إبريل عام 2008، لكنه لم يصل إلى الحجب الكامل.

ويضيف عباس، وهو صاحب مدونة "الوعي المصري"، في حوار مع دويتشه فيله، أنّ "النظام يدرك أنه مع أي إجراء قمعي جديد لن يجد من يحاسبه وهو جرب قبل عام 2005 حجب المواقع الإلكترونية لمعارضيه في الداخل والخارج، وفشل عندما وجد التدوين والفيسبوك، فبدأ من ذلك العام ينقل معركته من الخارج إلى الداخل". وتزامن ذلك مع مصالح استثمارية ضخمة، تمثلت في شركات الاتصالات التي توسعت في خدماتها، كذلك شركات الإعلانات المعتمدة على الإنترنت. وقد زايدت الحكومة بهذه النجاحات ولا يمكنها الآن هدمها. كما فوجئت بأن الضربة لم تأت من الجرائد والفضائيات التي تجيد التحكم بها، بل جاءت من وسيط صعب التحكم فيه، وهو يعرف أن دول الخليج جربت ذلك وفشلت".

مدون حكومي وحيد... والمعارضة تسيطر على الفيسبوك

المحامي محمود إبراهيم معروف لدى المعارضة بـ"المدون الحكومي"صورة من: DW

المحامي محمود إبراهيم هو أشهر المدونيين الأعضاء في الحزب الحاكم، بل يكاد يكون الوحيد المعروف لأوساط المعارضة. ويرى إبراهيم في الإجراءات الحكومية "ترشيدا لفوضى يشهدها هذا الفضاء، واستجابة تكنوقراطية لبعض الأجنحة التي تفسر المصلحة العامة دون حساسية سياسية". ويستشهد إبراهيم، في حوار مع دويتشه فيله، في ذلك بتجربته الشخصية حين انطلقت الشائعات قبل عام حول تطبيق نظام جديد لسعة التحميل القصوى؛ في تلك الفترة التقى صاحب مدونة (مصر اللي بنحبها) بالسيد جمال مبارك في إحدى الفعاليات، وعندما واجهه الحضور بهذه الشائعة ظهر جليا عدم معرفته بها، وتبين فيما بعد أن وزير الاتصالات طرح الفكرة لمواجهة أزمة انقطاع الكابل الموصل لخدمات الإنترنت في مصر.

ويشكو إبراهيم من سيطرة المعارضة على فضاء التدوين والفيسبوك ويقول "ظهر جلياً في أزمة 6 أبريل ضعف تعامل الحزب الوطني مع الوسائط الجديدة، لقد هزمنا في معركة الإضراب الشهير، لذا أسس الحزب لجنته الإلكترونية لتفعيل تواجد كوادره في الفضاء الافتراضي". ويضيف إبراهيم أن الحزب الحاكم ومدونوه هزموا في "دعوات كسر الإضراب لأن معظم الشباب في الحزب الوطني بلا خبرة في هذا المجال خصوصا أن الفضاء الافتراضي يتطلب حجة قوية، اختصارا ودقة في السجال". وينفي إبراهيم دور مدوني الحزب الحاكم في محاولة تشويه صورة الدكتور محمد البرادعي من خلال نشر صور لابنته بملابس البحر، لكن "المساحة جديدة والأخطاء واردة".

استحالة العودة إلى ما قبل عام ألفين وخمسة

يرى المدون عمرو عزت أن الفيسبوك وفر فرصة كبيرة للمشاركة السياسيةصورة من: DW

بدوره يرى المدون والصحفي عمرو عزت استحالة العودة إلى ما قبل 2005. فانطلاقا من نفس العام بدأ هو مسيرته التدوينية، وذلك قبل أشهر من انتمائه لحركة كفاية المعارضة. ويضيف عزت، وهو صاحب مدونة "ما بدا لي" أن الفضاء الافتراضي خلق مناخا وحرك أمزجة لم تستوعبها السياسة الواقعية، لا في الأحزاب ولا في غيرها من المنظمات. لقد وفر الفيسبوك فرصة لمن "لا يعرفون السياسة أن يشاركوا بالتعليق، وأن يشاهدوا عالماً آخر".

ولأن التدوين هو "سجل شخصي بتحولات الأفراد الفكرية، فقد ساعد ذلك على تشبيك أناس كان من الممكن أن يتقاتلوا في اللقاء الواقعي". ويضيف عزت بأن "بعض المدونيين المحسوبين على التيار الإسلامي يدافعون اليوم عن المدون المسجون كريم عامر علما أنه معتقل بتهمة ازدراء الأديان". لقد حرك الفضاء الافتراضي الشخصيات الواقعية بل و"جعلها أكثر واقعية". والتدوين الآن يضم تنويعات معبرة بالكامل عن التنوع الكبير الذي بات يشهده المجتمع المصري، ولا عودة في ذلك للوراء.

"فضاء عاطفي وشعبوي يكفر بالأصنام"

احمد ناجي، رئيس تحرير مجلة "وصلة" المهتمة بمتابعة التدوين في العالم العربيصورة من: DW

ويرى أحمد ناجي رئيس تحرير مجلة "وصلة"، المهتمة بمتابعة التدوين في العالم العربي، أن الفضاء الشبكي المصري مراقب ويخضع للقمع. كما يرى الهجمة نتاج سلوك "مغفلين" يحاولون التأثير على قطاع من الطبقة الوسطى، الآباء تحديداً الذين سترتعد فرائصهم من التلويح بخيانة (أبنائهم) مستخدمي الفيس بوك كما جاء في فقرة بالتلفزيون الرسمي. والهجمة في رأيه هي مجرد هجمة لتشويه سمعة الوسيط. ويرى صاحب مدونة (وسع خيالك) أن الأجهزة الرسمية في مصر أضعف من مراقبة الشبكة بالكامل. وغالباً ما تعتمد على "تبليغ" أشخاص، مثلما حدث مع المدون الذي حوكم أمام محكمة عسكرية بتهمة "تشويه سمعة مؤسسة سيادية" بعد أن أبلغ عنه أحد المعلقين على مدونته السلطات المختصة.

ويعرب ناجي عن اعتقاده بأن فكرة المنع الكامل ستؤذي سمعة النظام الاقتصادية، خاصة بعد أن فتحت غوغل استثمارات في مصر، وتفكر ياهو في نفس الأمر، لكن سيطرتها على شركات الكول سنتر ستزيد. أما فكرة أن الفضاء الإلكتروني محسوب على المعارضة، فالأرقام تكذب ذلك: "في مصر نحو 25 ألف مدون، المسيسون منهم لا يزيدون عن 40%، ومعظمهم لا ينتمي إلى حزب أو تنظيم سياسي واضح، بل إن من بدأ منهم إخوانياً خرج من الجماعة، والنشطاء السياسيون منهم ينتقدون كفاية والنظام والإخوان بنفس الدرجة".

ويرجع ناجي، في شهادته لدويتشه فيله، تمرد المدونين إجمالاً على السياسة إلى ثلاثة أسباب: الأول أن جيل التدوين لا يعترض على الحكومة وحدها، بل يرفض مجمل قواعد اللعبة السياسية السائدة. والثاني أن الفضاء الإلكتروني يتميز بالميل الشعبوي، فالكل خونة، وأي أسطورة سرعان ما يتم هدمها، والدليل البرادعي الذي بمجرد تحوله إلى حقيقة إعلامية جرى انتقاده وهدمه انطلاقاً من المدونات نفسها. والسبب الثالث أن الفضاء في علاقته بالسياسة تشوبه عاطفية بالغة، فمدونات التعذيب الشهيرة لم تجذب ربع عدد من جذبتهم صورة القتيل خالد سعيد (اتهم الأمن المصري بقتله تحت التعذيب).

هاني درويش ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW