مصر ـ دعوات لإقالة وزيرة الصحة بعد حديثها عن السمنة والحجاب
٢٩ يوليو ٢٠١٩
بحديثها عن "الوزن الزائد" للممرضات والتقليل من أهمية غياب مئات الصيادلة ورفضها "الحجاب الطويل" للعاملات بقطاع الصحة، أثارت وزيرة الصحة المصرية غضب الكثيرين كما طالب البعض بإقالتها من منصبها، ما دفع الوزارة للرد.
إعلان
أثارت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد،غضب العديد من العاملين بقطاع الصحةبسبب تصريحاتها عنهم والتي اعتبروها "إساءة" في حقهم.
ففي لقاء لها الأحد (28 يوليو/تموز) بممثلي الصيادلة وطواقم التمريض بمستشفيات التأمين الصحي في محافظة بورسعيد، قللت وزيرة الصحة والسكان من أهمية غياب الصيادلة حيث قالت: "غياب ممرضة واحدة يكون مؤثرا، بينما غياب ١٠٠ صيدلي لن تشعر به".
وكرد فعل على التصريحات، أصدرت الأمانة العامة لاتحاد الصيادلة العرب في مصر، بيانا يصف تصريحات الوزيرة بأنها "اعتداء بألفاظ غير منضبطة..(وتمثل) تهديدا للأمن المجتمعي وأخلاق الزمالة".
كما أصدر مجلس نقابة صيادلة بورسعيد بيانا اعتبر فيه تصريحات الوزيرة دليلا على عدم اتباعها "أساليب الإدارة الحديثة"، مؤكدا على أن "الإدارة لا تكون بالسب، والنهر، وبث الإحباط، بل بالتشجيع، والتحفيز"، وفقا لصحيفة المصري اليوم.
الوزيرة تطرقت أيضا للعاملاتبقطاع التمريض أيضا حيث رفضت هالة زايد ما أسمته "الزيادة في وزن بعض الممرضات" وقالت: "من يرغبن في الالتحاق بقطاع التمريض أمامهنثلاثة أشهر لإنقاص وزنهن".
وطال كلام الوزيرة زي بعض العاملات في قطاع الصحة المصري، حيث طالبتهن بعدم ارتداء النقاب و"الحجاب الطويل"، وهو ما اعتبره مجلس نقابة صيادلة بورسعيد "تطرقا إلى قضايا الحريات الشخصية الخاصة بالمواطن المصري العامل بمنظومة التأمين الصحي".
ردود الفعل على تصريحات الوزيرة المصرية انتشرت أيضا على مواقع التواصل، حيث طالب الكثيرونمن مستخدمي هذه المواقع بإقالة الوزيرة. وتصدر هاشتاغ "إقالة وزيرة الصحة" موقع تويتر في مصر وجاء ضمن أعلى خمسة موضوعات مناقشة، وفقا لموقع تريندز24.
وأكد الكثير من المغردين على أهمية الدور الذي يلعبه الصيادلة ودعوا الوزيرة إلى الاهتمام بالقضايا الملحة والضرورية، بينما عبر البعض عن استيائهم من تصريحاتها من خلال أسلوب السخريةمنها، خاصة فيما يتعلق بالحديث عن وزن الممرضات وزي العاملات بقطاع الصحة.
الجانب الأخر كان هناك من دافع عن الوزيرة معتبرا بأنه لا يوجد في تصريحاتها أية إساءة، بل رأى البعض بأنحديثها عن عدد الصيادلة مقارنة بالممرضات "عاديا" في ظل "ارتفاع عدد خريجي كليات الصيدلة" في مصر.
وزارة الصحة المصرية من سارعت من جانبها للدفاع عن الوزيرة، فقد أكد المتحدث باسم الوزارة، الدكتور خالد مجاهد، بأن "التصريح تم اجتزاؤه". وأكد المتحدث، عبرمداخلة هاتفية في برنامج "الحكاية" الذي يقدمه عمرو أديب، على احترام وزيرة الصحة لدور جميع الصيادلة في مصر. وأضاف أن حديثها عن السمنة جاء تنفيذا "لتوجيهات رئاسية بمكافحة مرض السمنة وصرف ملايين الجنيهات على التوعية بأهمية اللياقة البدنية".
وفيما يتعلق بتصريحاتها حول زي العاملات بقطاع الصحة، أوضح أن انتقاد الوزيرة للحجاب الطويل هو من أجل "مكافحة العدوى بالأمراض"، مؤكدا على وجود "زي متفق عليه داخل المنظومة الجديدة للتأمين الصحي الشامل".
د. ب/ع.ج.م
ما هو حال الدول العربية في سجلات حرية الصحافة؟
يحتفل العالم منذ عام 1993 باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/مايو. فما هي حال حرية الصحافة في الدول العربية؟ في صور، ترتيب بعض الدول العربية في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
تونس: الأولى عربياً
وفقاً لمؤشر حرية الصحافة لعالم 2019 القائم على التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تتصدر تونس قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة. وحققت تونس هذا العام قفزة ملحوظة إذ تقدمت بخمسة وعشرين مركزاً لتحتل المركز الـ 72.
صورة من: picture-alliance/dpa
لبنان: تسييس واستقطاب
رغم أن وسائل الإعلام اللبنانية تعمل في جو من الحرية، كما تقول مراسلون بلا حدود، إلا أنها "تتميز بالتسييس وبحدة الاستقطاب". وقد تراجعت لبنان مرتبة واحدة في التقرير السنوي لحرية الصحافة لتصبح في المرتبة 101. وبحسب التقرير فإنه "غالباً ما يحكم على الصحفيين بدفع غرامات أو بالسجن الغيابي".
صورة من: DW/A.Vohra
قطر: ترسانة قانونية قمعية
تراجعت قطر في مؤشر حرية الصحافة في عام 2019 ثلاث مراتب لتصبح في المركز 128. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين المحليين يواجهون "ترسانة قانونية قمعية إضافة إلى نظام رقابة صارم". وتضيف بأن الصحفيين الذين يقتربون من "الخطوط الحمراء لدول الخليج (الحكومة والعائلة الحاكمة والدين) يكون مصيرهم السجن".
صورة من: picture-alliance/dpa
المغرب: عرقلة عمل الإعلام
بقيت المغرب في المرتبة 135 في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، كما كانت في عام 2018. وتقول مراسون بلا حدود إن "السلطات المغربية تتعمد عرقلة عمل وسائل الإعلام الوطنيّة والأجنبية التي عملت على ملف حراك الريف أو ملف الهجرة الذي يُعتبر ممنوعًا".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
الجزائر: حرية الإعلام مهددة
تراجعت الجزائر خمسة مراكز في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 لتحتل المرتبة 141. وتقول مراسلون بلا حدود إن حرية الإعلام في الجزائر "مهددة"، مضيفة أن "السلطات تواصل تضييق الساحة الإعلامية من خلال دعاوى قضائية ضد الصحفيين". وبحسب المنظمة "لا شيء يؤشر إلى تحسن وضع حرية الإعلام (في الجزائر) خلال سنة 2019".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
العراق: اعتقالات وتخويف في مناخ مسيّس
رغم تقدم العراق أربعة مراكز في المؤشر السنوي لحرية الصحافة ليصبح في المرتبة 156، إلا أن الصحفيين "مازالوا ضحايا الهجمات المسلحة والاعتقالات والتخويف من طرف ميليشيات مقربة من الحكومة أو حتى من قوات نظامية"، كما تقول صحفيون بلا حدود، مشيرة إلى أن التحقيقات حول الفساد أو الاختلاس "خطيرة" على الصحفيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Messara
مصر: محاكمات جائرة للصحفيين
تقول منظمة مراسلون بلا حدود إن مصر "أصبحت أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم" في عام 2018، مضيفة أن بعضهم "يقضي سنوات في الإيقاف التحفظي دون توجيه أي تهمة ودون محاكمة، وتصدر في حق آخرين أحكام ثقيلة بالسجن تصل إلى المؤبد في إطار محاكمات جائرة". وتراجعت مصر في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة نقطتين لتحتل المرتبة 163.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
اليمن: تهديدات بشكل يومي
تراجع اليمن في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 مرتبة واحدة ليصبح في المرتبة 168. ويتعرض الصحفيون في اليمن للاعتداءات وعمليات الاختطاف والتهديدات "بشكل يومي، هذا إذا لم يكونوا ضحية المواجهات التي يقومون بتغطيتها"، كما تقول مراسلون بلا حدود. وتشير المنظمة إلى أن الإعلام المستقل حول الصراع نادر، ووسائل الإعلام مراقبة من قبل كل الأطراف المتدخلة في الصراع.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
السعودية في المرتبة 172 بعد مقتل خاشقجي
تراجعت مرتبة السعودية بحسب تقرير مؤشر حرية الصحافة في العالم العربي ثلاثة مراكز أخرى لتحل هذا العام في المرتبة 172، وقد أثر على ذلك بشكل خاص مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي. وجاء في التقرير أنه "لا وجود لوسائل إعلام حرة في السعودية"، كما أشار إلى أن الصحفيين "يخضعون إلى مراقبة مشددة حتى لو كانوا في الخارج".
صورة من: imago/Depo Photos
سوريا: ظروف عمل لا تحتمل
احتلت سوريا المركز 174 في المؤشر السنوي لحرية الصحافة في عام 2019. وبحسب المؤشر فإن الاعتقالات والاختطافات والاغتيالات المتواصلة تجعل العمل الصحفي في سوريا خطيراً وصعباً. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين يعانون من "الترهيب سواء من القوات السورية أو باقي المجموعات المسلحة بما في ذلك المتطرفون كالدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام أو القوات التي تدعمها القوات التركية أو الكردية".
صورة من: picture alliance/abaca
السودان: مضايقات ورقابة
خلال عهد الرئيس عمر البشير، الذي أطاح به الجيش مؤخرا "أصبحت السودان من أكثر دول العالم قمعاً لحرية الصحافة"، كما يقول تقرير مراسلون بلا حدود، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام في السودان "يرزح تحت وطأة المضايقات والرقابة ومصادرة الصحف وإغلاق وسائل الإعلام وقطع خدمة الإنترنت". وقد تراجعت السودان مرتبة واحدة في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة لتحتل المركز 175.
إعداد: م.ع.ح/أ.ح