مصر في المونديال.. اختلاط المشاعر وتداخل السياسي مع الرياضي
٩ أكتوبر ٢٠١٧
بعد مباراة مثيرة ومشوقة فاز المنتخب المصري على نظيره الكونغولي بهدفين مقابل هدف، لتتأهل مصر الى نهائيات روسيا 2018 بعد غياب 28 عاما عن المونديال، ليفتح من جديد ملف الحدود بين السياسي والرياضي.
إعلان
الفرحة عمت الشارع المصري بكافة أطيافه بعد تأهل فريق الفراعنة لمونديال روسيا، فتناسى الجميع الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 6 أعوام، وتوحدوا خلف المنتخب الذي يذكي بداخلهم مشاعر الوطنية والوحدة.
سعادة غائبة.. تحضر اخيراً
المشهد في صباح اليوم التالي في شوارع مصر كان مختلفاً حسبما وصف العديد من المغردين. فالناس تبتسم في الشوارع وهناك سعادة خفية تسري بينهم، حيث اختفى الاحتقان:
حتى أن بعضهم غير من تحية الصباح لتصبح "صلاح الخير":
ما فرقته السياسة تجمعه الرياضة
الرئيس المصري بادر فور انتهاء المبارة إلى تهنئة المنتخب الوطني المصري بتأهله إلى نهائيات كأس العالم:
ورغم المصاعب الاقتصادية التي يعانيها المصريون، والحزن الذي تجلبه ذكرى وفاة 75 وجرح المئات من مشجعي النادي الأهلي عام 2012 والتي ترد إلى الأذهان كلما اجتمع مشجعون في ستاد بمصر، طالب كثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي بفصل السياسي عن الرياضي:
آخرون طالبوا بترك مشاعر الفرحة التي غابت عن المجتمع المصري لفترة ليست بالقليلة، تنساب بين الناس، بل وألقوا باللوم على من يحاول التقليل من مشاعر فرحة المصريين أو التقليل من شأن الفوز الرياضي الكبير:
على الرغم من ذلك، لم يتوقف الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة عن هذا الخلط، بل زادت جرعات سب وتخوين المعارضة:
على أن العلاقة بين السياسي والرياضي ليست بالأمر الجديد، فكثيراً ما تستغل الأنظمة السياسية الأحداث الرياضية الهامة إما لتهدئة الشعوب أو شغلها عن أمور حياتية أكثر أهمية أو أن تضيفه إلى سجل إنجازاتها لترفع من رصيدها لدى شعوبها.
مصر في كأس العالم ..الفرحة تعيد الحياة إلى ميدان التحرير
01:46
فالاتحاد المصري لكرة القدم أصدر بياناً بعد الفوز جاء فيه: "بهذه المناسبة التاريخية فإن الاتحاد المصري لكرة القدم لا يفوته أن يتقدم بكل تقدير وامتنان إلى كافة أجهزة الدولة بخالص الشكر على إحاطتها منتخب البلاد بكل الرعاية والإهتمام وفي مقدمتها جيش مصر العظيم وشرطتها المخلصة والحكومة المصرية بكامل هيئاتها وفي القلب منها وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد وجماهير الكرة المصرية تعي تمامًا أن هذه المواقف التاريخية من جميع الهيئات المعنية ما كان لها أن تتجانس وتتفاعل في بوتقة الوطنية إلا في ظل قيادة مخلصة لبلدنا العظيم ممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية".
ويبدو أنه من الصعب للغاية فصل السياسي عن الرياضي لأسباب اقتصادية، طالما تتحكم السياسة بمصادر التمويل.
وإذا كان المصريون قد اختلفوا حول السيسي وطريقة حكمه، لكن ما لم يختلفوا حوله أبداً هو ذلك الحب الجارف لمحمد صلاح، الذي ساهم مع زملائه في أن يلتف المصريون من كل الاتجاهات والأطياف سواء داخل أو خارج البلاد حول المنتخب ولتتأجج من جديد مشاعر الوطنية، التي أحيتها مباراة كرة قدم:
فهل أصبحت الرياضة مخدراً للشعوب؟
ع.أ/ ع.ج
كأس أمم أفريقيا - جولة تاريخية مع منتخب مصر في بطولته المفضلة
تعد بطولة كأس الأمم الإفريقية هي البطولة المفضلة للمنتخب المصري، حيث يحمل الرقم القياسي في عدد الفوز بألقابها. وفي هذه الجولة نعود مع المنتخب المصري لنشهد مراحل مهمة من مشاركته في تلك البطولة، التي تقام كل عامين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Ridley
من جديد سيواجه المنتخب المصري لكرة القدم، نظيره الكاميروني في نهائي كأس الأمم الأفريقية بالغابون 2017. المباراة ستقام مساء الأحد الخامس من فبراير/ شباط. وقد صعدت مصر للنهائي بالفوز على بوركينا فاسو بركلات الترجيح بينما فازت الكاميرون على غانا 2- صفر. وفي الصورة المصري أحمد فتحي والكاميروني صمويل أيتو من مواجهة في بطولة 2010.
صورة من: AP
تعود أول بطولة لكأس أمم إفريقيا إلى عام 1957 وأقيمت على الأراضي السودانية وشاركت فيها ثلاث دول فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا وفاز باللقب المنتخب المصري. والصورة هنا من احتفال بإحدى المناسبات العام الماضي في الخرطوم.
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
وفي البطولة الثانية التي أقيمت في مصر عام 1959 شاركت أيضا الدول الثلاثة (مصر، السودان، أثيوبيا) وفاز المنتخب المصري للمرة الثانية على التوالي بالبطولة. لكن مصر خسرت لقبها أمام أثيوبيا في البطولة التي استضافتها أثيوبيا عام 1962، وشارك فيها أيضا أوغندا وتونس. والصورة لجماهير إثيوبية من عام 2013.
صورة من: DW
ثم غاب اللقب عن مصر لمدة 27 عاما. إلى أن تمكن المنتخب المصري من الفوز بالبطولة التي أقيمت على أرض مصر عام 1986، حينما تغلب في استاد القاهرة على الكاميرون بركلات الترجيح. وكان أبرز لاعبي ذلك الجيل الخطيب وطاهر أبوزيد وإبراهيم يوسف وجمال عبدالحميد. وفي الصورة الجماهير في استاد القاهرة في لقطة من عام 2009.
صورة من: AP
ثم عادت كأس الأمم الأفريقية إلى منتخب مصر بعد 12 عاما، حينما تمكن من الفوز باللقب الرابع له في بوركينا فاسو عام 1998. وكان النجم حسام حسن أبرز لاعبي ذلك الجيل الذي ضم أيضا حارس المرمى نادر السيد والنجم هاني رمزي. وفي يمين الصورة نرى الحارس الاحتياطي آنذاك عصام الحضري، الذي سيصبح أسطورة مصرية أفريقية من بعد.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Cabanis
لم يشفع لمنتخب مصر وجود لاعبين أفذاذ مثل أحمد حسام ميدو وحسام حسن وهاني رمزي في الفوز باللقب في البطولات التالية، فخرجت في بطولة 2000 و 2002 و2004 خالية الوفاض. هذه اللقطة تعود لعام 2002 حينما تغلبت مصر على زامبيا 2-1 لكنها خرجت في ربع نهائي البطولة، التي نظمتها مالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Sanogo
لكن مصر كانت على موعد جديد مع اللقب في البطولة التي أقيمت على أرضها عام 2006، حينما كان فريقها يضم الجيل الذهبي بقيادة أحمد حسن ومعه عدد من أمهر اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية مثل ميدو وأبوتريكه وعمرو زكي والراحل محمد عبد الوهاب ووائل جمعة وحارس مصر التاريخي عصام الحضري، ليتألق هذا الجيل لسنوات بقيادة المدرب حسن شحاته الملقب بـ"المعلم".
صورة من: picture-alliance/ dpa
ولأول مرة في ملاعب كرة القدم المصرية رأينا في بطولة 2006 تواجدا كبيرا للجنس اللطيف، ولا سيما في اللقاءات المهمة لمنتخب مصر. كانوا يشجعون منتخب بلادهم بطرق مبتكرة استلهموها من ملاعب كرة القدم الأوروبية، لكن صبغوها بصبغة مصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي البطولة التالية التي أقيمت في غانا 2008 نجح أبناء المعلم شحاته بقيادة أحمد حسن في الفوز باللقب السادس لبلادهم. وقدموا أداء تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية، ونالوا اللقب بجدارة بعدما فازوا في النهائي على فريق الكاميرون بهدف لصفر سجله محمد أبوتريكه.
صورة من: AP
وكما تألق عصام الحضري عام 2006 تألق أيضا في بطولة 2008 وكذلك في بطولة 2010، التي فازت بها مصر أيضا، وكان دائما يحتفل بالفوز بطريقة مميزة حيث يصعد على عارضة المرمى ثم يبدأ في الرقص مثيرا حماس الجماهير.
صورة من: AP
نجوم منتخب مصر والجهاز الفني يحتفلون في ملعب لواندا في أنغولا بعد فوزهم لبلادهم باللقب السابع عام 2010. أسماء عديدة من بينها حسني عبدربه ومحمد زيدان، وأحمد المحمدي وعبدالظاهر السقا وأحمد عيد عبدالملك. لكن هدف الفوز بالمباراة النهائية وبالتالي بالبطولة جاء بقدم لاعب آخر.
صورة من: AP
إنه محمد ناجي جدو، البديل السوبر، الذي كان يشركه المدرب حسن شحاته فيقتنص لفريقه الانتصار. في مباراة النهائي في عام 2010 كان الفريق الغاني مسيطرا على مجريات اللقاء واستطاع جدو أن يخطف هدف الفوز قبيل النهاية مباشرة عندما تلقى تمريرة رائعة من اللاعب محمد زيدان.
صورة من: AP
لكن دوام الحال من المحال، كما قال الأولون. فقد قامت في مصر ثورة في 2011، وشهدت ملاعب الكرة فوضى راح ضحيتها عشرات المشجعين. لتدخل كرة القدم المصرية ومعها منتخب مصر نفقا مظلما فلم تتأهل مصر لبطولة 2012 و 2013 و 2015.
صورة من: Mohammed Abed/AFP/Getty Images
وبعد ست سنوات من الغياب عاد المنتخب المصري إلى بطولته المفضلة بجيل جديد، على رأسه النجم الذهبي محمد صلاح والنجم عبدالله السعيد. حيث صعد منتخب مصر إلى نهائي البطولة المقامة حاليا في الغابون، دون أن يخسر مباراة واحدة في مشواره، ولم تهتز شباكه سوى في مباراة قبل النهائي أمام فريق بوركينا فاسو المدجج بالنجوم.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
ودائما عصام الحضري على موعد مع التألق. لم يمنعه سنه البالغ 44 عاما من التصدي لركلتي ترجيح في لقاء بوركينا فاسو ليقود بلاده إلى المباراة النهائية. وقد يفعلها مرة أخرى ويفوز باللقب للمرة الخامسة في مسيرته ليحقق رقما قياسيا جديدا ضمن أرقامه التي يتفرد بها في البطولة هو ومنتخب بلاده. الكاتب: حسن زنيند/ صلاح شرارة.