مصر - كيف نجح المنتخب الأولمبي فيما أخفق فيه الكبار؟
٢٠ نوفمبر ٢٠١٩
تأهل المنتخب الأولمبي المصري إلى أولمبياد طوكيو 2020، يثير ردود فعل واسعة في مصر. لكن تزامن تألق المنتخب الأولمبي مع خيبات منتخب الفراعنة الأول، كشف عن مفارقة تشهدها الكرة المصرية حاليا.
إعلان
يبدو أن الجماهير المصرية تجد في المنتخب الأولمبي ضالتها بعد خيبات أمل متكررة في منتخبها الوطني الأول. ردود الفعل الواسعة والمرحبة بأداء المنتخب الأولمبي لكرة القدم (تحت 23 عاما)، بعد أن حقق انجازا كبيرا بتأهله إلى أولمبياد طوكيو 2020، عقب فوزه على نظيره الجنوب أفريقي بثلاثة أهداف دون رد في مباراة حامية الوطيس بستاد القاهرة ليل الثلاثاء (19 نوفمبر تشرين الثاني 2019).
وبهذا الفوز أيضا تأهل المنتخب الوطني إلى نهائي بطولة أمم أفريقيا تحت 23 سنة التي تستضيفها القاهرة. وسيشارك المنتخب المصري بالأولمبياد للمرة 12 بتاريخه وبعد سبع سنوات من الغياب عن الساحة الأولمبية. وكانت آخر مشاركة له في أولمبياد لندن 2012 والتي نجح فيها نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح وزملاؤه بالوصول لربع نهائي البطولة.
هدية للجمهور
وظل التعادل مسيطرا على مجريات اللقاء حتى سجل قائد المنتخب رمضان صبحي الهدف الأول من ركلة جزاء في الدقيقة 59 من عمر المباراة، قبل أن يضيف عبدالرحمن مجدي الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 84 و89، ليقود الفراعنة إلى التأهل للأولمبياد.
وعقب المباراة، قال المدير الفني لمنتخب مصر الأولمبي، شوقي غريب، لقناة "بي إن سبورتس" الرياضية عقب المباراة: "هذا التأهل هدية للجمهور المصري"، مضيفا: "بين شوطي المباراة قلت للاعبين لو سنموت جميعا سنذهب إلى طوكيو ومن يشعر بعدم قدرته على المشاركة ليجلس هنا".
واحتفت الجماهير المصرية ووسائل الإعلام المصرية بالفريق الشاب الذي عوض إخفاق المنتخب الأول في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي استضافتها مصر في حزيران/يونيو وتموز/ يوليو 2019 بعدما أطاح به نظيره الجنوب أفريقي حينها وليفشل محمد صلاح وزملاؤه في مواصلة المسعى إلى لقب ثامن في البطولة.
إنجاز رغم عيوب فنية
وعدّد الناقد الرياضي المصري صبري سراج في حديث لـDW عربية، أسباب الفوز قائلا إن الصدفة لعبت دورها في نجاح المنتخب المصري الشاب في التأهل إلى أولمبياد طوكيو، مضيفا أن الجميع فوجئ بالأداء القوي والروح العالية لهؤلاء اللاعبين الشبان.
ويوضح سراج أنه لم يكن هناك خطة فنية واضحة للمنتخب كما تعرض لاعبون مؤثرين للإصابة قبل انطلاق البطولة مثل كريم نيدفيد (قائد المنتخب ولاعب خط الوسط) ومحمود مرعي وناصر ماهر.
ويرى سراج أن المدرب شوقي غريب لديه عيوب فنية كثيرة ظهرت في أداء المنتخب، لكنه عوَّض ذلك بالتعامل النفسي مع اللاعبين وخلق روح الفوز داخلهم، متابعا أن قائد المنتخب الموهوب رمضان صبحي استطاع قيادة زملائه داخل الملعب كما حقق الانضباط داخل المعسكر. ويضيف المحلل الرياضي أن الحضور الجماهيري الكبير والذي دعم الفريق طوال البطولة لعب دورا كبيرا ايضا في هذا الإنجاز "هذا الجيل محظوظ للغاية لانه وجد جمهور يسانده".
عقب التأهل تحدثت وسائل إعلام مصرية عن مشاركة صلاح مع المنتخب الأولمبي في منافسات طوكيو 2020، وقال نائب رئيس اتحاد الكرة المصري السابق أحمد شوبير، في تصريحات تليفزيونية بقناة "أون سبورت" المحلية، إن صلاح أبدى استعداده للمشاركة مع المنتخب الأولمبي حيث يُسمح لكل منتخب بضم 3 لاعبين من فوق سن 23 عاما.
ويرى سراج، أن صلاح بالطبع سيحدث فارقا، في وقت يحتاج المنتخب الأولمبي إلى عناصر قوية لتعويض نقص الخبرة، وذلك بمدافع قوي وحارس وأيضا صانع ألعاب، سيكون صلاح المناسب لذلك المركز.
"فريق مهلهل"
وبينما كان المنتخب الشاب يقدم عروضه القوية، كان منتخب الأول في وضع حرج بالتصفيات المؤهلة للأمم أفريقيا 2021 بعد تعادله في مباراتين متتالتين أمام كينيا وجزر القمر مما جعله مهددا بشبح الخروج من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية.
ويقول سراج، إن "أداء المنتخب المصري يشكل استمرارا للأداء المزري منذ الإقصاء في بطولة أفريقيا التي أقيمت منتصف هذا العام حيث أُجبر اتحاد كرة القدم المصري على الاستقالة كما أقيل مدرب المنتخب خافيير أجيري، وقبلها الظهور المخيب في منافسات كأس العالم".
"الفريق الكبير مهلهل تماما ولا يوجد روح بين اللاعبين"هكذا يصف المحلل الرياضي حالة منتخب الفراعنة الأول، مشيرا إلى الغياب المؤثر لنجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في المباراتين الأخيرتين، بعد إصابة في الكاحل تعرض لها خلال مباراة فريقه في الدوري الإنجليزي الأسبوع الماضي.
فارق آخر أشار إليه سراج بين نجاح المنتخب الأولمبي وإخفاق الفريق الأول، أن علاقات مدرب المنتخب الجديد حسام البدري "ليست جيدة باللاعبين داخل غرفة الملابس وكان مبتعدا لفترة طويلة عن التدريب بالإضافة إلى تواضعه الفني، بعكس مدرب المنتخب الأولمبي الذي عوض تواضعه الفني بالتعامل النفسي الجيد مع اللاعبين داخل غرف الملابس".
ولم يبد سراج تفاؤلا بتحسن نتائج المنتخب الأول في ظل استمرار نفس المدرب وكذلك استمرار غياب الجماهير "إذا استمر على نفس الأداء السيء سيخرج من التصفيات".
محمد مجدي
جولة مصورة في مدن وملاعب كأس أمم أفريقيا بمصر 2019
بعد 60 عاما من استضافتها كأس الأمم الأفريقية أول مرة تستضيف مصر البطولة مجددا. البداية كانت بثلاثة فرق، أما نسخة 2019 فتضم 24 فريقا. واختيرت ستة ملاعب في أربع مدن لاستضافة المباريات. جولة مع الملاعب ولمحات عن المدن.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملعب أسطوري
يعد استاد القاهرة الدولي ملعبا أسطوريا في مصر وأفريقيا، مثل ويمبلي بإنجلترا وماراكانا بالبرازيل. هنا ركض أساطير الكرة العالمية: بيليه، بيكنباور، زيدان وميسي. وهنا أيضا بكى أساطير الكرة الأفريقية: ميلا، دروغبا وإيتو وغيرهم. بُني الملعب على طراز ملعب ميونيخ الأوليمبي وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960، وكان يطلق عليه "استاد ناصر".
صورة من: picture-alliance/Ulmer
مسرح الافتتاح والختام
على استاد القاهرة الدولي اقيمت مباريات افتتاح والختام لثلاث بطولات أمم أفريقية سابقة: 1974، 1988 و2006. ويستضيف هذا الملعب في النسخة 32 مباريات المجموعة الأولى وتضم مصر والكونغو الديموقراطية وأوغندا وزيمبابوي. تقام مباراة الافتتاح بين مصر وزيمبابوي الجمعة 21 يونيو/ حزيران، أما المباراة النهائية للبطولة فتقام على نفس الملعب في 19 يوليو/ تموز. ويتمنى المصريون طبعا أن يكون منتخبهم طرفا فيها أيضا.
صورة من: picture-alliance/empics/BackpagePix
الزمن لا يبقى على حاله
يقع استاد القاهرة الدولي في حي مدينة نصر بشرق العاصمة المصرية، ويبتعد عن مطار القاهرة بنحو 8 كيلومترات. كان يتسع لـ120 ألف متفرج، كأكبر الملاعب اتساعا في مصر وأفريقيا. وحضور هذا العدد من الجماهير كان أمرا معتادا، خصوصا في المباريات المصيرية لمنتخب مصر (الصورة مباراة الجزائر 2009). وبعد تجديد مدرجاته أصبح يتسع رسميا لنحو 74 ألف متفرج، ليحتل المركز الثاني خلف برج العرب، الذي يتسع لـ80 ألف متفرج.
صورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER
مدينة النيل والأهرامات
وإضافة إلى استاد القاهرة الدولي هناك ملعبان آخران في العاصمة المصرية سيستقبلان مباريات مجموعتين من المجموعات الستة بالبطولة. وستكون فرصة رائعة بجانب مشاهدة نجوم الكرة الأفريقية مشاهدة الأهرامات والقيام برحلة نيلية. كما يمكن زيارة المتاحف والآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية الكثيرة التي تنتشر في ربوع القاهرة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
أقدم الملاعب المصرية
مباريات المجموعة الثانية التي تضم نيجيريا، غينيا، مدغشقر وبوروندي، ستقام على ملعب الإسكندرية، أقدم الملاعب المصرية، والذي افتتحه الملك فؤاد الأول في المدينة الساحلية عام 1929، وأطلق عليه اسمه قبل أن يتغير بعد ثورة يوليو 1952 إلى ملعب البلدية. صممه معماري روسي مستوحيا مدخله من الطابع اليوناني الروماني لمدينة الإسكندرية، كما تعكس أسواره أيضا مظاهر العمارة الإسلامية.
صورة من: DW/A. Essam
الأضواء الكاشفة
كان ملعب الإسكندرية أول ملعب في مصر تنصب فيه الأضواء الكاشفة من أجل اللعب ليلا. وفي فترة الصيف كانت تقام فيه منذ عقود الدورة الصيفية، وهي بطولة ودية بين الأندية المصرية في فصل الصيف وكان يشارك فيها أيضا أندية عربية. أقيمت على الملعب بعض مباريات كأس أفريقيا 2006 وتم تجديد مقاعده لتتسع الآن لـعدد 20 ألف متفرج.
صورة من: DW/A. Essam
عروس البحر
يطلق على الإسكندرية "عروس البحر المتوسط"، ويعدها كثيرون أجمل المدن المصرية. في هذا المكان مثلا "كوبري ستانلي" يستمتع الزوار بمشهد البحر صيفا وشتاء. والاسكندرية مدينة عالمية يعود سكانها لأصول مختلفة، مصرية قديمة ويونانية ورومانية وعربية وأفريقية، وغيرها. وبها قصور صيفية لحكام مصر عبر الزمان أشهرها قصر المنتزه الذي بني نهاية القرن الـ19.
صورة من: picture-alliance /akg-images/H. Champollion
ذكرى أليمة لعشاق الكرة
يقع استاد الدفاع الجوي في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة. إنه جزء من منشآت قرية أولمبية بناها الدفاع الجوي المصري وافتتح عام 2012، ويسمى أيضا ملعب 30 يونيو، في إشارة إلى ذكرى بناء حائط الصورايخ غربي قناة السويس عام 1970. يتسع الملعب لـ30 ألف متفرج. هنا وقع في 2015 حادث تدافع لجماهير الزمالك راح ضحيته 22 مشجعا. ويستقبل الملعب مباريات المجموعة الثالثة، التي تضم السنغال والجزائر وكينيا وتنزانيا.
صورة من: gemeinfrei
استاد السلام- معلب عسكري ثان
أما المجموعة الرابعة التي تضم المغرب وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا وناميبيا فتلعب مبارياتها على استاد السلام، الذي يطلق عليه أيضا اسم ملعب الانتاج الحربي، فهو أيضا تابع للقوات المسلحة المصرية. يقع الملعب في مدينة السلام بشرق القاهرة ويتميز بوجود مهبط للطائرات.
صورة من: DW/A. Essam
"إشادة الفيفا"
افتتح عام 2009 لاستقبال مباريات ببطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما التي نظمتها. وطبقا لموقع وزارة الانتاج الحربي المصرية يتسع ملعب السلام لـ25 ألف متفرج وبه تجهيزات حديثة مقارنة مثل قاعة المؤتمرات الصحفية وكبائن الترجمة وأماكن مخصصة للإعلاميين والكافتيريات، وتقول الوزارة "تمت الإشادة به من جميع المسئولين المحليين والعالميين وخاصة الاتحاد الدولى لكرة القدم".
صورة من: gemeinfrei
اسقاط اسم مبارك بعد ثورة
مباريات المجموعة الخامسة، وهي الوحيدة التي تضم منتخبين عربيين: تونس وموريتانيا، إضافة إلى مالي وأنغولا ستقام على استاد الجيش بالسويس. من داخل مدرجات الملعب يمكنك أن ترى السفن التي تعبر القناة من وإلى خليج السويس. وتم الانتهاء من بنائه عام 2009 وأطلق عليه في البداية استاد مبارك الدولي، قبل أن يتم تغيير اسمه بعد سقوط مبارك عام 2011. ويتسع الملعب لـ40 ألف متفرج.
صورة من: Getty Images/K. Desouki
شريان التجارة العالمي
سميت قناة السويس على اسم مدينة السويس، ومنذ افتتاحها قبل قرن ونصف (افتتحت عام 1869) أصبحت تلك المنطقة شاهدة على تاريخ العالم الحديث. هنا يمر شريان التجارة العالمي الذي يربط أوروبا بشرق أفريقيا وجنوب أسيا، وهنا وقعت حروب مصيرية، ومن هنا عبرت جيوش خاضت معارك غيرت وجه العالم المعاصر. وعندما أغلقت القناة بعد حرب 1967 عانى العالم حتى إعاد السادات افتتاحها من جديد عام 1975.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الكرة عند العاشقين لها
يستضيف ملعب الاسماعيلية مباريات المجموعة السادسة، التي تضم الكاميرون وغانا وبينين وغينيا بيساو إنه ثاني أقدم الملاعب المصرية. افتتح عام 1939 في قلب الإسماعيلية، أحد أجمل المدن المصرية ويتسع لحوالي 18.5 ألف متفرج. هنا تقام عادة مباريات نادي الإسماعيلي العريق، الملقب لاعبوه بالدراويش، الذي يشجعه عشاقه على أنغام "السمسمية" وهي آلة موسيقية تربط بمنطقة القناة التي تضم أيضا السويس وبورسعيد.
صورة من: DW/A. Essam
اعتراض غاني
أفادت أنباء أن غانا اعترضت على هذا الملعب عند القرعة في أبريل/ نيسان، خشية ألا يكون جاهزا قبل انطلاق البطولة. لكن محمد فضل، مدير اللجنة المنظمة، صرح في منتصف يونيو/ حزيران أن الملاعب كلها جاهزة تماما. كما أكد هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري للكرة أن كل عوامل نجاح البطولة من ملاعب وفنادق إقامة ووسائل إعاشة متوفرة، مشددا على وجود "دعم كامل من الدولة المصرية لتكون أفضل نسخة في تاريخ القارة".