أعلنت مصر أنها لم تجد دليلا حتى الآن يثبت أن "عملا إرهابيا" أسقط الطائرة الروسية فوق سيناء متسببا بمقتل 224 شخصا كانوا على متنها، بعد ما كان تنظيم "داعش" قد تبنى إسقاطها، فيما جددت روسيا تأكيدها أن "قنبلة" سببته.
إعلان
قال أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم طائرة ركاب مدنية روسية في مصر اليوم (الاثنين 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن اللجنة "لم تتلق" حتى الآن ما يفيد بوجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وراء الحادث الذي وقع في 31 أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل جميع ركاب وأفراد طاقم الطائرة وعددهم 224 شخصا.
وقالت روسيا ودول غربية إن الطائرة وهي طراز ايرباص ايه 321 تابعة لشركة متروجيت الروسية أسقطت بقنبلة على الأرجح. وتعقيبا على التقرير قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لا يسعني إلا أن اذكر باستنتاجات خبرائنا وأجهزة استخباراتنا والتي تشير بوضوح إلى عمل إرهابي".
وكان تنظيم الدولة "الإسلامية" قد أعلن أنه "وجد طريقة لتحقيق اختراق أمني" في مطار شرم الشيخ سمح له بتهريب قنبلة داخل الطائرة الروسية في علبة مياه غازية معدنية. وأعلنت موسكو في 17 تشرين الثاني/نوفمبر أن سقوط الطائرة نتج عن قنبلة مصنعة يدويا تحتوي كيلوغراما واحدا من مادة تي ان تي المتفجرة. وقالت "ولاية سيناء" التي أعلنت ولائها لتنظيم "الدولة الإسلامية" إنها أسقطت الطائرة ردا على الغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا.
لكن رئيس لجنة التحقيق الطيار أيمن المقدم قال في بيان أصدرته وزارة الطيران المدني المصرية اليوم: "لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني." وأضاف المقدم أن اللجنة انتهت أمس الأحد من إعداد التقرير الأولي عن الحادث وأرسلت التقرير إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك في التحقيق وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وألحق حادث سقوط الطائرة ضررا بالغا بقطاع السياحة في مصر وهي ركيزة أساسية للاقتصاد. وسقطت الطائرة بعد 23 دقيقة من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ وهو مقصد سياحي رئيسي للروس والبريطانيين. وأثار الحادث تساؤلات جادة حول أمن المطارات وعلقت روسيا وبريطانيا الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ / رويترز)
العنف يدق إسفينا جديدا في نعش التعايش السلمي بمصر
أحداث عنف خطيرة هزت الشارع المصري هذا الأسبوع، بدأت باغتيال النائب العام ولم تنته بالعمليات العسكرية الكبيرة في شمال سيناء. نستعرض في صور التطورات الأخيرة في مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency
تمثلت بداية موجة العنف التي عصفت بمصر هذا الأسبوع، باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، يوم الاثنين (29 يونيو/حزيران). جماعة غير معروفة كثيرا تسمي نفسها "المقاومة الشعبية في الجيزة" أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. عملية الاغتيال عرفت إدانة عربية ودولية واسعة.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
عقب اغتيال النائب العام توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتشديد القوانين لتنفيذ العقوبات الجنائية ضد المتشددين بشكل أسرع. وقال السيسي، فيما كان محاطا بأقارب بركات بعيد حضوره الجنازة، "يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين. لن ننتظر على هذا. سنعدل القوانين التي تجعلنا ننفذ العدالة في أسرع وقت ممكن"، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي. وبالفعل أقرت الحكومة المصرية قانونا جديدا "لمكافحة الإرهاب".
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency
القيادة في مصر اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف عملية الاغتيال. وشنت هيئة الاستعلامات المصرية، التابعة لرئاسة الجمهورية، هجوما قويا على الجماعة، واعتبرت أن اغتيال بركات هدفه "إشاعة الفوضى" في مصر. غير أن الجماعة نفت مسؤوليتها وأعلنت في بيان "رفض القتل"، وحملت السلطات الحاكمة المسؤولية عن "العنف والإرهاب" في البلاد.
صورة من: Reuters
يوم الثلاثاء أصدرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) تقريرها السنوي، متهمة مصر بأنها أصبحت "دولة قمعية"، مع أكثر من 41 ألف معتقل منذ 2013، ومنددة بالصمت الدولي. وتحدث التقرير عن وجود 160 شخصا في حالة "اختفاء قسري". وذكرت المنظمة أن القمع بدأ ضد الإسلاميين فقط ثم توسع سريعا ليشمل كل المشهد السياسي المصري. الخارجية المصرية أدانت تقرير أمنستي ووصفته بـ"الكاذب".
صورة من: DW/H. Kiesel
يوم الأربعاء استيقظ المصريون على أنباء وقوع أكثر من 70 قتيلا وعشرات الجرحى، معظمهم جنود، في هجمات متزامنة على حواجز ومواقع أمنية في منطقتي الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء. جماعة "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" أعلنت المسؤولية عن الهجمات، وذلك في بيان على موقع تويتر.
صورة من: Reuters
الجيش المصري رد بغارات جوية مكثفة. حيث قصفت طائرات حربية مواقع لمسلحين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" – ولاية سيناء. ومساء الأربعاء أعلنت "قيادة لجيش المصري عن مقتل ما لا يقل عن مئة من العناصر الإرهابية"، وعن تدمير 20 من عرباتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/epa AFP
وبالتوازي مع أحداث سيناء، قُتل 13 من الإخوان المسلمين، بينهم قيادي بارز يوم الأربعاء، خلال عملية مداهمة نفذتها الشرطة المصرية في القاهرة بحسب ما أعلنت الجماعة، التي أكدت أن القتلى هم أعضاء "لجنة كفالة أسر الشهداء والمعتقلين". في حين قالت الشرطة إن القتلى "إسلاميون مطلوبون لارتكابهم أعمالا إجرامية وتخريبية".
صورة من: Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل برقية إلى الرئيس المصري لتعزيته باغتيال جنود الجيش المصري. وفي تصريحات صحفية قال نتانياهو إن «الإرهاب بدأ يقرع أبواب إسرائيل»، موضحا أن إسرائيل ومصر ودولا أخرى كثيرة في الشرق الأوسط والعالم تقف في خندق واحد لمحاربة الإرهاب الإسلامي المتشدد. واتهم نتنياهو إيران وتنظيم الدولة الإسلامية وحركة حماس برعاية الإرهاب، بحسب قوله.