أعلنت لجنة التحقيق في حادثة طائرة مصر للطيران التي سقطت في المتوسط في 19 أيار/مايو الماضي خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة أنه جرت اختبارات كهربائية للوحدتين في الصندوق الأسود تمهيدا لتفريغ محتوياتهما.
إعلان
قالت لجنة التحقيق في حادث سقوط طائرة مصر للطيران فوق البحر المتوسط الشهر الماضي إنها بدأت في فحص أجزاء جهازي تسجيل الطائرة المنكوبة بحضور ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة.وكانت سفينة انتشلت الصندوق الأسود الأول الذي يضم تسجيلات قمرة القيادة الخميس وبعدها بيوم انتشلت الصندوق الثاني الخاص بتسجيل بيانات رحلة الطائرة وهي من نوع إيرباص إيه 320.
ويمثل العثور على الصندوقين الأسودين أمرا محوريا لمعرفة ما حدث للطائرة التي هوت في مياه البحر في ساعة مبكرة من يوم 19 مايو/ أيار أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا.
وقالت لجنة التحقيق في بيان اليوم الأحد (19 يونيو/حزيران 2016 ) "تم أمس السبت البدء في عملية فحص أجزاء جهازي مسجل محادثات الكابينة ومسجل معلومات الطيران معرفة لجنة التحقيق وبحضور الممثل المعتمد لدولة فرنسا ومستشاريه... كما انضم إلى لجنة التحقيق الممثل المعتمد للولايات المتحدة الأمريكية، دولة صانع محرك الطائرة وأحد مستشاريه."
وأضافت "تم تحرير وحدات الذاكرة من الجهازين بمعامل الإدارة المركزية للحوادث بوزارة الطيران المدني تمهيدا للبدء في مرحلة التجفيف والتي تمت في مركز البحوث الفنية للقوات المسلحة." وتابعت اللجنة أنه "جارٍ حاليا القيام بعملية الاختبارات الكهربائية لوحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين والتي يعقبها مرحلة تفريغ المعلومات."
وكانت مصادر باللجنة قالت في وقت سابق اليوم الأحد إن وحدتي الذاكرة بهما "تلفيات شديدة" وتحتاجان "لوقت وجهد كبير" لإصلاحهما قبل البدء في تفريغ محتوياتهما. وأضافت المصادر أن اللجنة تقيم التلفيات في الوقت الراهن لتحديد ما إذا كان يمكن إصلاحها في مصر أو في الخارج.
وبينما لم يستبعد أي تفسير للكارثة حتى الآن فإن مسؤولين حاليين وسابقين بصناعة الطيران يزداد اعتقادهم بأن السبب الرئيسي في الحادث يتعلق بالأنظمة التقنية في الطائرة أكثر من كونه عملا تخريبيا متعمدا.
م.أ.م/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
سقوط "طائرة باريس" يضيف أحزانا جديدة للمصريين
مهما كان سبب سقوط طائرة مصر للطيران، التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، تبقى الأحزان مسيطرة على أهل الضحايا وأصدقائهم. كانوا ينتظرون لحظة وصولهم ليعانقوهم والآن عليهم أن يتغلبوا على أحزان فراقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Euler
في الساعة 11.09 من مساء الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) بتوقيت باريس أقلعت من مطار شارل ديغول طائرة ايرباص 320 تابعة لمصر للطيران، الرحلة "ام اس 804" وعلى متنها 56 راكبا إضافة إلى عشرة أفراد يمثلون طاقم الطائرة والأمن المرافق لها في طريقها إلى القاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/P. Andrieu
في الساعة 2.45 من صباح الخميس بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة (00.45 بالتوقيت العالمي الموحد) اختفت الطائرة عن شاشات الرادرا أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري، كما قال نائب رئيس الشركة المصرية. ولم يكن قائد الطائرة قد أفاد عن "أي مشكلة" في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة.
وتجري سفن وطائرات من فرنسا واليونان ومصر عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها على بعد نحو 290 كيلومترا إلى الشمال من سواحل مدينة الإسكندرية المصرية. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Rimmer/BRITISH MINISTRY OF DEFENCE
عدد من أهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس أمام مبنى المطار القديم داخل مطار القاهرة. كان يتفرض أن تصل الطائرة إلى مطار القاهرة الساعة 03.45 فجراً بتوقيت العاصمة المصرية، لكنها لم تصل. ورغم ذلك كانوا لا يزالون يأملون أن تكون أخبار سقوط الطائرة مجرد كابوس سيفيقون منه وينتهي الأمر.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
كانوا يتمنون أن تنتهي المسألة بسلام مثلما حدث في 29 مارس/ آذار مع طائرة أخرى لمصر للطيران اختطفها شخص من الإسكندرية إلى قبرص ثم أفرج عن جميع من فيها دون أذية، واستسلم للسلطات هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Christodoulou
لكن الحكومة المصرية أكدت الخميس نبأ سقوط الطائرة، القادمة من باريس. فانهمرت دموع هذه السيدة التي تخبيء وجهها بكفيها في مطار القاهرة، فلا شيء أصعب من أن يفقد الإنسان عزيزا له، خصوصا عندما يكون مصيره مجهولا، مثلما هو الحال مع ركاب الطائرة المنكوبة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
الحزن كان مسيطرا على الأهالي والعاملين في مطار القاهرة. وكانت الطائرة تنقل 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من سبعة أفراد وثلاثة عناصر أمن. جنسيات الركاب: 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
وفي فرنسا لم تكن الصدمة والحزن أقل مما هو عليه الحال في القاهرة. حيث توافد أهالي الضحايا على مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس لمتابعة آخر تطورات حادثة طائرة مصر للطيران. كثير من المصريين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية المصرية والفرنسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
موظفة في شركة مصر للطيران في مطار باريس تتابع آخر أخبار الطائرة المفقودة. وإلى جوارها لوحات دعاية للسياحة المصرية. لكن السياحة المصرية تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم قيام مصري وصف بأنه مختل باختطاف طائرة من الأسكندرية. ويتوقع خبراء أن تستمر المعاناة بعد حادث الطائرة، التي كانت قادمة من باريس.