1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر ما بعد الثورة .. صدمة اقتصادية وآمال خائبة

كيرستن كنيب/ آخيم زيغلو٢٣ مايو ٢٠١٣

أمل المصريون في مستقبل لامع لهم بعد إسقاط الرئيس حسني مبارك. إلا ان أملهم هذا لم يتحقق من الناحية الاقتصادية، بل على العكس، فاقتصاد البلاد متدهور والبطالة ما تزال متفشية في أوساط المصريين.

An elderly Egyptian woman walks in a market in Cairo on June 13, 2012, days before Egyptians head to the polls in the second round of voting for the country's president. AFP PHOTO/MARWAN NAAMANI
صورة من: Getty Images

لا تعرف هدى كيف يمكن أن تحصل على لقمة عيشها في المستقبل. فعالمة الآثار الشابة تعمل، حسب ما تقول، في عدة مؤسسات لتذود البأساء عنها. وبالإضافة إلى تقديم دورات في الجامعة حول موضوع فجر تاريخ مصر، تعمل هدى مترجمة لشركة ومرشدة سياحية. إلا أن عدد السواح في مصر أصبح قليلاً.

ويشبه وضع هدى وضع مصريين كثيرين يقومون بهذا العمل بين الحين والآخر، ويثير حصولهم على بعض النقود على الأقل ارتياحهم، فنسبة البطالة وصلت إلى 12,5 في المئة. ويعتبر الخبير الاقتصادي أحمد كمالي من الجامعة الأمريكية في القاهرة أن هذه النسبة ستستمر في التزايد، وذلك في حديث مع DW، مشيراً إلى أن "الوضع السياسي غير مستقر. ويترك ذلك آثاره على سوق العمل".

ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية الأساسية

كانت التجارة بأجهزة التكييف والتبريد في مصر قبل الثورة رائجة ومربحةصورة من: picture-alliance/ap photo

تعاني مصر بعد مرور أكثر من سنتين على سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك من صدمة اقتصادية، فالمستثمرون الأجانب غادروا البلاد. كما أعلن البنك المركزي المصري أن الاستثمارات المباشرة انخفضت عام 2011 وحده بمقدار 418 مليون دولار أمريكي. وعلاوة على ذلك، تشهد مصر تدهور عملتها إلى حد كبير. لذلك، خصص البنك المركزي حتى الآن أكثر من نصف احتياطياته من العملة الصعبة لمواجهة التضخم المالي واستيراد السلع الأساسية.

ورغم ذلك، يجد مصريون كثيرون صعوبات كبيرة حتى في دفع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والبطاطا والخضروات. ونتيجة لذلك، يُستخدم أكثر من ربع أموال ميزانية الدولة لتمويل مساعدات اجتماعية.

وفي ظل هذا الوضع، يتزايد عدد المصريين المهددين بفقدان عملهم. وبحسب ما صرح به رجل الأعمال علاء بدوي لـDW، فقد وجد بدوي نفسه مجبراً على تسريح عمال كثيرين. ويضيف علاء بدوي، الذي تنتج شركته أجهزة تبريد وتهوية: "بلغ عدد من العاملين في شركتي حتى اندلاع الثورة عام 2011 أكثر من 70 شخصاً. والآن انخفض عددهم إلى 30 شخصاً، إذ لا أستطيع دفع أجور عدد أكبر من العمال".

الافتقار إلى نظام تدريب وتأهيل فعال

ويعتبر رجل الأعمال المصري أن تدهور الجنيه المصري بشكل خاص يتسبب في مشاكل كبيرة، موضحاً أنه "نتيجة لذلك يصبح كل شيء غال بالنسبة لي ويجبرني على تخفيض الأجور وفصل عمال من عملهم".

وتعود أسباب الوضع الحرج الحالي إلى الماضي، فطوال عقود لم يتم اتخاذ أي خطوات لتحديث نظام التدريب والتأهيل المصري، كما يشرح أحمد كمالي. فرغم أن الاقتصاد المصري ازدهر في عهد مبارك فترة طويلة وسجل نسب نمو لا بأس بها، إلا أن ذلك لم يحدث تطوراً يذكر في سوق العمل.

يتوقع الخبراء الاقتصاديون استمرار تدهور الاقتصاد المصري في غياب الاستثمارات الأجنبيةصورة من: Timurk/Fotolia

ويتابع الخبير الاقتصادي كمالي بالقول: "يعود سبب ذلك بشكل خاص إلى أن نظام التدريب لم يناسب متطلبات سوق العمل. هذه الهوة بين المتطلبات وبين مستوى التدريب الحقيقي لا تزال قائمة حتى اليوم". ولذلك يبحث القطاع المصرفي مثلاً عن موظفين ذوي تأهيل مناسب دون جدوى، "وهذا من ناحيته هو سبب انحدار قسم كبير من العاملين في القطاع المصرفي من دول أجنبية"، بحسب أحمد كمالي.

مبادرات مشجعة قليلة

لكن رجال الأعمال المصريين لا يواجهون فقط مشاكل تعود إلى الماضي، وإنما يجدون صعوبات أيضاً في مواجهة تحديات الحاضر، إذ لا تنطلق من الحكومة مبادرات مشجعة تذكر، كما يقول أحمد كمالي، فبينما علق النظام القديم أكبر أهمية على الخصخصة، ينتهج النظام الحالي نهجاً عكسياً ويعيد دمج شركات خاصة في القطاع العام. ويضيف كمالي: "يرى المستثمرون المحتملون في ذلك دليلاً على أن مصر تتطور في اتجاه التأميم وهذا دليل سيء جداً".

لذلك يعتبر كمالي أن التحديات الجذرية ليست اقتصادية، إذ "لا يشكل تدهور الاقتصاد إلا عرضاً". أما المشاكل الجوهرية فتحمل طابعاً آخر، ذلك أن "المستقبل السياسي غامض. وعلاوة على ذلك يشغل أشخاص بلا خبرات تذكر المناصب الرئيسية. ويترك كل ذلك آثاره على الاقتصاد أيضاً".

الهجرة من مصر

فما هو مستقبل مصر والمصريين إذن؟ يقول علاء بدوي في حديثه مع DW إنه لا يمكن للبلاد في أي حال أن تواصل نهجها الحالي، فمصر اقترضت في السنوات الماضية أموالاً طائلة، إلا أن البلاد لن تحل مشاكلها عن طريق الاقتراض. لذلك يطالب رجل الأعمال المصري بأن تركز مصر "اهتمامها على التحديات الجوهرية. ينبغي عليها تحسين البنية التحتية والنظامين التدريبي والصحي". إلا أن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً يتراوح ما بين 10 و20 سنة، كما يتوقع.

غير أن عالمة الآثار الشابة هدى لا تريد الانتظار حتى ذلك الحين. ولذلك تفكر في إمكانيات بديلة، بينها الهجرة من مصر إلى دولة أخرى للبحث هناك عن حياة أفضل لها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW