1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: هل سينقذ السيسي البلاد أم سيُزيد من "عسكرة الدولة"؟

سهام أشطو٥ مارس ٢٠١٤

يشهد الشارع المصري حالة ترقب كبير انتظارا للإعلان الرسمي عن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر كما يتوقع ذلك الكثيرون، فما الذي ينتظر مصر في حالة وقوع ذلك؟

عسكرة الدولة أكبر خطر يحدق بمصر في حال ترشح المشير السيسي.صورة من: picture-alliance/dpa

هل سيترشح المشيرعبد الفتاح السيسي أم لا؟ صار هذا أهم سؤال في مصر حاليا وإن كانت تصريحات المشير الأخيرة قد أجابت عنه بشكل جزئي عندما أُعلن مؤخرا أنه "لن يدير ظهره ويتجاهل الغالبية من المصريين إن هي أرادته أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ".

وزير الدفاع المصري أوضح أن مصر تمر بظروف صعبة تتطلب تكاتف الشعب والجيش والشرطة لأن أي شخص لا يستطيع وحده أن ينهض بالبلاد في مثل هذه الظروف. وذلك خلال حضوره احتفالا بانتهاء فترة التدريب الأساسي للطلبة المستجدين بالكليات العسكرية من الكلية الحربية. تصريحات السيسي اعتبرها كثيرون إشارة إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الإعلان رسميا عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.

ضد مبادئ الثورة

ويشهد الشارع المصري انقساما بين من يرى أن ترشح المشير السيسي سيجر البلاد نحو مخاطر كبيرة بسبب إقحام الجيش في السياسية والقضاء على مبدأ مدنية الدولة المصرية وهو أهم مبدأ من مبادئ ثورة 25 يناير، وبين من يرى في السيسي منقذ البلاد من الأزمة الحالية والشخصية الوحيدة القادرة على فرض الأمن وحماية البلاد.

الناشط السياسي المصري مصطفى شوقي يرى في تصريحات السيسي الأخيرة استمرارا في "منهج تصدير الزعيم للجمهور بشكل تدريجي" من خلال تصويره على أنه الشخص الوحيد القادر على إنقاذ البلاد مما تمر به و محاربة الإرهاب، وهو ما يعتبره الناشط الشاب هزيمة للثورة المصرية.

وتشهد مصر حالة استقطاب سياسي منذ 30 يونيو الماضي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي و انتهاء حكم جماعة الإخوان ،التي حُظر نشاطها بعد ذلك،الذين يعتبرون ما وقع انقلابا عسكريا لا شرعية له. ويرى البعض أن السيسي أصبح في الواقع رئيسا للبلاد منذ ذلك التوقيت إذ أنه يتحكم في كل ما يجري داخلها و يتخذ أهم القرارات. ويرى شوقي أن أكبر خطر يمثله ترشح السيسي لرئاسة مصر يكمن في استمرار "عسكرة الدولة"."على مدى 65 سنة خضعت مصر لنظام العسكر الذي لم يثبت نجاعته و ثورة 25 يناير جاءت على أمل تحقيق حكم مدني وتداول للسلطة في مصر عن طريق الديمقراطية و لكن هذا لا يمكن أن يتحقق في حال تسلم الجيش السلطة".

وصول الجيش إلى السلطة يثير مخاوف في مصر وخارجها.صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images

الدكتورة رشا عبد الله، الرئيسة السابقة لقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة، تشاطر شوقي نفس الرأي و تقول إن آمال المصريين وهم يطلقون الثورة كان أهمها تأسيس دولة مدينة وليست عسكرية أو دينية و أصبح هذا المطلب أكثر إلحاحا بعد فشل تجربة الإخوان وأيضا تجربة المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية التي تلت سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

مخاطر أكبر إذا فشل الجيش

وتضيف الخبيرة المصرية أن الاعتراض ليس على شخصية السيسي تحديدا و إنما على تدخل الجيش في السياسة."أكبر خطر يحدق بمصر حاليا هو دفع البلاد إلى معترك العسكر لأن السيسي و إن نزع بدلته العسكرية و قدم استقالته من الجيش إلا أنه يبقى شخصية من المؤسسة العسكرية مهما حصل".

ويرى قطاع كبير من الشارع المصري أن تولي السيسي حكم مصر أصبح ضرورة ملحة بسبب ما تشهده البلاد من اضطرابات سياسية و أمنية تحتاج لتدخل الجيش لفرض الأمن و محاربة خطر الإرهاب، لكن رشا تعلق على ذلك بالقول" حماية البلاد و فرض الأمن تبقى مهمة الجيش وواجبه في كل الحالات وبغض النظر عن هوية رئيس البلاد لكن ذلك لا يعني أن من حق الجيش التدخل في الحياة السياسية في البلد". وتحذر الخبيرة المصرية من أن رئيس مصر القادم تنتظره الكثير من التحديات ولن يكون عمله سهلا بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد وبالتالي فإنه ففي حالة ترشح شخص من العسكر وفشله في قيادة البلاد سينعكس ذلك على مؤسسة الجيش بأكملها و دورها في البلاد وهذا ما سيجر البلاد إلى عواقب لا تحمد عقباها.

عودة نظام مبارك

وبالإضافة إلى المخاوف من "عسكرة الدولة" يرى شوقي في ترشح السيسي للرئاسة و فوزه بها إشارة إلى عودة رموز النظام السابق ومصالحه ويقول:"ليس هناك إيمان حقيقي بأنه سيتم تطبيق العدالة وتحسين التعليم والسكن وتحقيق مطالب الثورة ببساطة لأنه ليس هناك فرق بين السيسي وفريقه و بين رجال مبارك فنحن نرى نفس الوجوه والرموز ونفس المصالح المشتركة وبالتالي ففوز السيسي برئاسة مصر سيعني تراجعا كبيرا وعودة إلى مرحلة ما قبل الثورة". أكبر دليل على ذلك بحسب الناشط المصري هو التضييق على الحريات و قمع حرية التعبير ومضايقة الصحافيين والمحامين.

أما الحل كما يراه الخبيران المصريان فهو خلق المناخ المناسب لترسيخ ثقافة المؤسسات الديمقراطية عوضا عن ثقافة الأشخاص والاستغناء عن البحث عن شخصية الزعيم المنقذ والبطل، بالإضافة إلى ضرورة وضع قانون للعدالة الانتقالية يحاسب كل من تورط في جرائم لأن ذلك هل الحل الوحيد لخلق مصالحة وطنية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW