1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر والسعودية – "قطيعة" عند مفرق قاعدة حماة السورية؟

ملهم الملائكة
٢٤ نوفمبر ٢٠١٦

ربما باتت علاقات مصر بالسعودية على مفترق طرق بعد أن لمّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نيته في الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد. هذا التحول قد يصنع محاور جديدة قامت حولها منذ الآن حرب على موقع تويتر.

Ägypten Abdel Fattah al-Sisi & Salman bin Abdulaziz Al Saud
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency/Handout

قد تدخل العلاقات المصرية السعودية مرحلة حرجة بعد أن عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء (22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) في مقابلة مع تلفزيون "ار تي بي" البرتغالي عن دعمه "للجيوش الوطنية"، وبينها الجيش السوري حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي نشرت خبر اللقاء.

السيسي رد على سؤال حول ما إذا كان يمكن لمصر أن توافق على المشاركة في قوة أممية لحفظ السلام في سوريا بالقول "من المفضّل أن تقوم الجيوش الوطنية للدول بالحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه الأحوال". وتابع "الأولى بنا أن ندعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، نفس الكلام في سوريا ونفس الكلام في العراق".

احتمال دخول قوات الصاعقة المصرية في معارك سوريا ؟

وتطور الموقف بشكل مضطرد حين نشرت صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر الخميس (24  تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) مقالا كشف كاتبه محمد بلوط، المعروف بقربه من النظام السوري، عن وحدة مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات تعمل منذ الثاني عشر من هذا الشهر في قاعدة حماه الجوية.

بلوط تحدث من مكتبه في بيروت إلى DW عربية مبينا أنّه حصل على الخبر من مصادر موثوقة رفض الكشف عنها، وقد امتنع عن نشره حتى بث التلفزيون البرتغالي حواره مع  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ونفى بلوط وجود تعاونٍ عسكري واسع بين مصر وسوريا، ولكنه أشار إلى احتمال "أن يجري الحديث خلال المرحلة المقبلة عن تدخل قوات خاصة مصرية في إطار العمل في قاعدة حماة، باعتبار أنّ عدد الطيارين الذين كُشف عنهم، ونوع الطائرات التي يعملون عنها مختصة بنقل القوات الخاصة، ومن المنطقي أن يجري الحديث بعد ذلك عن قوات الصاعقة المصرية للمشاركة في القتال".

صورة من الأرشيف، دخول تنظيم "داعش" على الخط عقد المشهد السوري.صورة من: Reuters/K. Ashawi

سياسيا، ربما كان دعم المملكة العربية السعودية للرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في موقفه من حكم الأخوان المسلمين هو العنصر الحاسم في وصوله الى السلطة، لا سيما أنّ افتتاحية صحيفة رأي اليوم (في عدد يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) تحدثت عن 50 مليار دولار قدمتها المملكة دعما للمشيرعبد الفتاح السيسي، لكن تطورات ما عُرف بـ " الربيع العربي" جعلت السيسي يختار معسكرا مضادا لمصالح السعودية في اليمن وفي الجبهة المضادة للنظام السوري التي تتزعمها المملكة، وهو ما عده كثيرون "نكرانا للجميل" من جانبه بحق السعوديين الذين ساعدوه في صراعه ضد الأخوان.

ويرى العديد من المراقبين أن السعوديين استخدموا سلاح النفط في نزاعهم مع السيسي، فقطعت شركة آرامكو امداداتها عن أرض الكنانة رغم الإتفاق طويل الأمد المبرم بين البلدين، دون أن توضح أسباب هذا القرار الخطير.

الكاتب المصري رفعت سيد أحمد، في مقال نشره موقع قناة الميادين المقربة من إيران وسوريا اعتبر "أنّ قرار الرئيس المصري بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، ورفض القضاء المصري هذا التنازل قاد الى استياء سعودي رسمي سببه الأهم رفض مصر أن تلعب دوراً دموياً ضدّ النظام السوري بقيادة بشّار الأسد أو أن تتورّط أكثر في حرب اليمن الخاسرة".

"قدر المملكة العربية السعودية أن تكون قائدة لحماية الأمن القومي العربي"

إزاء هذا، لا يبدو السعوديون في هذه المرحلة المبكرة مكترثين الى جدية الموقف المصري، وفي هذا السياق كشف محمد بن عبد الله آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي السابق في حوار مع DW أنّ العلاقة بين بلاده ومصر "لن تصل الى القطيعة، ولكن إذا صحت الأنباء (عن وجود طيارين مصريين في حماة) فهذا خبر مؤسف، حيث أنّ أكبر دولة عربية تنضم الى جانب إيران وميلشياتها والى جانب روسيا ونظام الأسد الذي دمّر كل شيء في سوريا وشرّد شعبها".

ويضيف آل أنه "من المؤسف أن نجد قوات عربية تشارك هذه الأطراف لإحداث مزيد من التدمير والتقتيل للشعب السوري.هذا أمر مؤلم ومؤسف". ومضى المسؤول السعودي السابق إلى القول إن السعودية "لن يفتّ في عضدها هذا الشيء لأنها تؤمن أن قدرها اليوم هي أن تكون قائدة لحماية الأمن القومي العربي بامكاناتها وقدراتها وقدرات مجلس التعاون الى جانبها وأيضا العرب الشرفاء".

حرب التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي

وتسارعت التعليقات على صفحات تويتر خاصة في عرض المواقف فكتب كحيلان وهو سعودي

فيما حرّض المغرد السعودي ماهر بن سلطان على طرد العمالة المصرية

معلق مصري اسمه سهام الجبالي، رفع شعار المفاخرة بالجيش المصري

 

وغرّد بو جاسم الشمري الذي يضع صورة أمير الكويت على بروفايله بالقول:


تغريدة لساندرا علي (صورة رجل وامرأة في العقد الخامس من عمرهما تقريبا) تقول بلغة غامضة أنت بحد ذاتك مؤامرة

الا أنّ لغة بعض الصحافة المصرية حاولت أن تكون أكثر دبلوماسية، وفي هذا السياق  تحدث الكاتب والصحفي المصري أحمد الصاوي إلى DW مبينا أنّ "مصر ليست في موضع اختيار بين معسكرين في هذه المنطقة". ومضى إلى القول"لمصر موقف واضح من مسألة هدم الدول، مصر واجهت تجربة في هذا الإطار على حدودها الغربية في ليبيا لدولة سقطت ولم تقم حتى الآن".

وينهي الصاوي كلامه بالقول إن مصر "لديها هاجس سقوط الدولة السورية وليس النظام السوري، فسقوط الدولة السورية يمثل تحديا لأمن مصر القومي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW