أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن 1373 فلسطينيا قُتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة. فيما اعتبرت منظمة حقوقية أن العملية تحولت إلى "حمام دم" و"مصيدة للموت".
"بعد 22 شهرا من اندلاع الحرب بات قطاع غزة مهددا "بالمجاعة صورة من: Stringer/REUTERS
إعلان
أفاد مكتب الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية في بيان له أنه "في المجمل، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على طعام، 859 منهم في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، و514 على طول مسارات قوافل الغذاء"، منذ 27 أيار/مايو الماضي. مبرزا أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي".
إعلان
مصيدة للموت
أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نُشر الجمعة أن القوات الإسرائيلية أقامت نظاما "عسكريا معيبا" لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة للموت".
وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب".
وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي في غزة، هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع كسلاح، وهو جريمة حرب، فضلا عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية".
بعد 22 شهرا من حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بات قطاع غزة مهددا "بالمجاعة على نطاق واسع" وفقا للأمم المتحدة، ويعتمد كليا على المساعدات الإنسانية التي تُنقل في شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو.
"ضحايا المساعدات"
بعد أن فرضت حصارا شاملا على القطاع مطلع آذار/مارس متسببة بنقص حادّ في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، سمحت إسرائيل في نهاية أيار/مايو بدخول بعض المساعدات لتقوم بتوزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة ترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.
وتابعت هيومن رايتس ووتش "وقعت حوادث أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا بشكل شبه يومي في مراكز توزيع المساعدات الأربعة التي تديرها" مؤسسة غزة الإنسانية.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن "ما لا يقل عن 859 فلسطينيا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من هذه المراكز التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين 27 أيار/مايو و31 تموز/يوليو، معظمهم قتلهم الجيش الإسرائيلي وفقا للأمم المتحدة".
وتقول بلقيس ويلي نائبة مدير قسم الأزمات والصراعات في هيومن رايتس ووتش في التقرير "لا تقوم القوات الإسرائيلية بتجويع المدنيين الفلسطينيين في غزة عمدا فحسب، بل إنها تطلق النار يوميا على أولئك الذين يحاولون بشكل يائس تأمين الطعام لعائلاتهم".
قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على طعامصورة من: Jehad Alshrafi/AP Photo/dpa/picture alliance
دعوة للضغط على إسرائيل
وتضيف ويلي إن "القوات الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة والمتعاقدين من القطاع الخاص، أنشأت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات الإنسانية حوَّل عمليات توزيع المساعدات إلى حمام دم".
وقالت هيومن رايتس ووتش "بدلا من تأمين الغذاء للسكان في مئات المواقع التي يمكن الوصول إليها في مختلف أنحاء غزة، فإن آلية التوزيع الجديدة التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية تفرض على الفلسطينيين عبور مناطق خطيرة ومدمرة".
ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن "القوات الإسرائيلية تشرف على تنقل الفلسطينيين إلى المواقع من خلال استخدام الذخيرة الحية".
وتابع التقرير "داخل هذه المراكز يتم توزيع المساعدات بشكل عشوائي وغير منظم مما يترك في أكثر الأحيان الأكثر ضعفا وهشاشة دون طعام". وأكد التقرير على ضرورة "التخلي عن مصائد الموت" هذه التي تدعمها الولايات المتحدة.
وتدعو هيومن رايتس ووتش "الدول الأخرى إلى الضغط على السلطات الإسرائيلية للتوقف فورا عن استخدام القوة القاتلة ضد المدنيين الفلسطينيين للسيطرة على الحشود ورفع القيود غير القانونية والصارمة المفروضة على توزيع المساعدات الإنسانية وتعليق العمل بنظام التوزيع المعيب هذا".
إلى غاية ظهر يوم الجمعة، لم يصدر أي ردّ من جيش أو حكومة إسرائيل على هذه الاتهامات.
حاضر مأسوي ومستقبل مجهول ـ حقوق ملايين الأطفال في وضع كارثي
20 نوفمبر هو اليوم العالمي لحقوق الطفل: على مدى 35 عاماً، ضمنت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل حقوقاً عالمية لهذه الفئة. ومع ذلك، يُحرم الأطفال من حقوقهم ويتعرضون للانتهاكات في عدد متزايد من البلدان.
صورة من: Saifurahman Safi/dpa/XinHua/picture alliance
أطفال ضحايا حرب أهلية دامية
مستقبل مجهول: فقد هذا الطفل ساقه في الحرب الأهلية السودانية الدامية. إن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تم اعتمادها في 20 نوفمبر 1989 تهدف في الواقع إلى منع وقوع الأطفال ضحايا وتضمن لهم الحماية في الحرب وعند الفرار. إلا أنها لم تحقق نجاحاً يُذكر: ففي العام الماضي، ازدادت انتهاكات حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة بنسبة 21%.
صورة من: AFP/Getty Images
أطفال وسط الدمار وآخرون اختطفوا
لا مخرج: طفلتان تقفان وسط المنازل المدمرة في غزة. يعاني الأطفال بشكل خاص في الحروب: حيث يتم تشريدهم أو إصابتهم أو قتلهم أو تجنيدهم كمقاتلين. وحسب الأرقام الفلسطينية، لقي أكثر من 11,000 طفل حتفهم منذ الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة. كما تم اختطاف أطفال من إسرائيل وقتل أطفال خلال الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر 2023.
صورة من: AFP/Getty Images
حقوق متساوية للجميع
حسب اتفاقية الأمم المتحدة، يتمتع جميع الأطفال بنفس الحقوق، بغض النظر عن أصلهم أو جنسهم أو دينهم أو وضعهم الاجتماعي. ويشمل ذلك الحق في الصحة والتعليم والمشاركة والحماية من العنف - والحق في اللعب. ومع ذلك، فإن الأزمات العالمية المتعددة الناجمة عن تغير المناخ والأزمات الاقتصادية والنزاعات المسلحة تعني أن انتهاكات حقوق الطفل يعزز بعضها بعضاً.
صورة من: Christian Ditsch/epd-bild/picture alliance
ضياع المستقبل ـ أطفال بدون مدارس
صبي ينظر من خلال ثقب في جدار مدرسته في مخيم للنازحين داخلياً في سوريا. لقي نصف مليون شخص حتفهم في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011، وهناك ملايين آخرون في حالة فرار. دُمرت العديد من المدارس، وتحولت مدارس أخرى إلى ملاجئ طوارئ. وحسب الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من نصف الأطفال والشباب اللاجئين في جميع أنحاء العالم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
صورة من: AAREF WATAD/AFP/Getty Images
أزمات تلقي بظلالها على الأطفال
الجوع منتشر في كل مكان: طفلة مصابة في قطاع غزة تضغط قطعة من العجين على صدرها. في جميع أنحاء العالم، تتسبب الأزمات المتعددة الناجمة عن تغير المناخ والأزمات الاقتصادية والنزاعات المسلحة في انتهاكات لحقوق الأطفال: وتتراوح هذه الانتهاكات بين الإهمال والتمييز والتهجير وانعدام الأمن الغذائي والاستغلال وسوء المعاملة وحتى القتل.
صورة من: BASHAR TALEB/AFP/Getty Images
أطفال ضحايا التغير المناخي
اخفض رأسك: إعصار مان يي الخارق يتسبب في خلق أمواج عالية أثناء مروره فوق الفلبين. ليست الحروب وحدها هي التي تهدد الأطفال: فالظواهر المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ تسلب الأسر في جنوب الكرة الأرضية سبل عيشها بشكل متزايد. ونتيجة لذلك، غالباً ما يعاني الأطفال من الجوع ويفقدون إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الصحية، أو حتى يضطرون إلى الفرار.
صورة من: Lisa Marie David/REUTERS
فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم
فتاة صغيرة تنظر من خلال القضبان في معبر مكسيكي على الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية. يشعر العديد من المهاجرين بالقلق قبل أن يتولى دونالد ترامب منصبه: فالرئيس الأمريكي المنتخب يهدد بعمليات ترحيل جماعية، وقد قام بالفعل بفصل المهاجرين غير الشرعيين عن أطفالهم خلال فترة ولايته الأولى. الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة العضو في الأمم المتحدة التي لم تصدق على اتفاقية حقوق الطفل.
صورة من: GUILLERMO ARIAS/AFP/Getty Images
منسيون خلف الأسوار
إن وضع الأطفال اللاجئين من ميانمار كارثي بشكل خاص: "أطفال الروهينغا يكبرون دون آفاق مستقبلية"، كما توضح ياسنا كوسيفيتش من جمعية الشعوب المهددة. "إن الجوع والعنف والتمييز يميزون حياتهم، ومع ذلك فإن مصيرهم يمر إلى حد كبير دون أن يلاحظه العالم". يعيش أكثر من 500,000 طفل من أطفال الروهينغا في مخيمات مكتظة مثل هذا المخيم في بنغلاديش وحدها.
صورة من: MUNIR UZ ZAMAN/AFP/Getty Images
فتيات مسلوبات الحقوق
يُسمح للفتيات في أفغانستان بالالتحاق بالمدارس الابتدائية فقط دون التعليم الثانوي. كما تدهورت الحالة الغذائية بشكل كارثي منذ استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021: 10 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية و19 في المائة من القاصرين يعملون في عمالة الأطفال.
صورة من: ATIF ARYAN/AFP/Getty Images
أطفال في مقبرة الآليات الحربية
صبي يقف على دبابة روسية مدمرة في كييف. وحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" المعنية بحقوق الطفل، وُلد أكثر من 500,000 طفل في أوكرانيا منذ بدء الحرب. ويوضح فلوريان ويستفال، المدير الإداري لمنظمة "أنقذوا الأطفال" قائلاً: "لم يعرف الكثير من هؤلاء الأطفال الرضع والأطفال الصغار سوى حياة وسط العنف والضغوطات النفسية والمصاعب الإنسانية".