تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يطال أيضا عالم كرة القدم. فبعد الانفصال أصبح مصير مجموعة من النجوم الأوروبيين معلقا بعد فقدانهم للامتيازات القانونية التي كانوا يتمتعون بها في السابق.
إعلان
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون له تبعات سياسية واقتصادية فحسب، بل تبعات رياضية ايضا وبالتحديد على صعيد الدوري الإنجليزي لكرة القدم. أبواب الدوري الإنجليزي كانت مفتوحة في السابق بلا قيود أمام اللاعبين الذين يحملون الجنسية الأوروبية وذلك وفقا للاتفاقيات الأوروبية التي تسمح للمواطنين الأوروبيين بالتنقل والعمل بحرية داخل دول الاتحاد. لكن بالمقابل كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يضع شروطا معينة لانضمام لاعبين من خارج الاتحاد إلى البريميرليغ وذلك من أجل حماية اللاعب المحلي. وتنص هذه الشروط على ضرورة مشاركة اللاعب الذي يريد الانتقال للدوري الإنجليزي في ثلاثين في المائة أو خمسة وأربعين في المائة من مباريات منتخب بلاده في العامين الأخيرين. وتختلف تلك النسبة باختلاف ترتيب المنتخبات.
حتى الآن كان اللاعبون الأوروبيون مستثنون من هذه الشروط، لكن وبعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستصبح هذه القوانين سارية المفعول عليهم أيضا وهو ما يهدد تواجدهم بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وحسب بيانات نشرها موقع BBC و صحيفة غارديان فإن ثلثي اللاعبين الأوروبيين الممارسين في الدوري الإنجليزي الممتاز والبالغ عددهم 160 لاعبا سيفقدون عملهم إذا استمر تطبيق القانون القديم. ولا يتعلق الأمر هنا بلاعبين عاديين بل بنجوم كبار أمثال المهاجم الفرنسي المتألق ديمتري بايت وحارس مانشستر يونايتد دافيد دي خيا والمدافع الألماني إيمري جان لاعب ليفربول والإسباني خوان ماتا ونجم ليستر سيتي نغولو كانتي...بل إن كثيرا من الأندية ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن أكثر من 11 لاعبا.
انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سيضر بالدوري الإنجليزي
ويخشى المدير التنفيذي لرابطة الدوري الانجليزي الممتاز ريتشارد سكودامور من أن يتسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في تكبيد الكرة الانجليزية خسائر بالمليارات. فالسمعة الجيدة للدوري الإنجليزي الممتاز والتي جعلته يتصدر الدوريات الأوروبية من حيث الإثارة يرجع الفضل فيها بشكل كبير للاعبين الأوروبيين الذين ينشطون في الدوري الإنجليزي.
كما وصف كثير من الفاعلين في كرة القدم الإنجليزية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكارثة، على الأقل فيما يخص تأثير ذلك على مستوى كرة القدم في البلاد. وعبر المدير الفني لفريق أرسنال أرسين فينغر عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى مغادرة أفضل اللاعبين للدوري الإنجليزي وبالتالي حسب فينغر "ستنتهي أجمل لعبة في هذا البلد".
من جهته عبر الدولي الإنجليزي السابق غاري لينكر عن استيائه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكتب على حسابه في توتير "أخجل من أبناء جيلي. فبهذا التصويت تخلينا عن أبنائنا وأحفادنا".
فرصة لتشجيع المواهب الانجليزية
لكن وبالمقابل، هناك أصوات ترى في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرصة جيدة للكرة الإنجليزية. فتراجع عدد اللاعبين الأجانب يعني منح فرصة أكبر للاعب البريطاني للتطور وهو ما قد يعود بالنفع على المنتخب الإنجليزي الذي لم يتذوق طعم التتويج بالألقاب منذ 1966. نقطة أخرى قد تلعب لصالح كرة القدم الإنجليزية بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وهي الاعتماد على المواهب الصاعدة المحلية بدل من جلبها من الخارج.
ففي السابق كانت بريطانيا تستفيد، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، من الانتقال الحر للمواهب الصاعدة داخل دول الاتحاد بدون قيود. لكن الآن وبعد الانفصال لم يعد ذلك مسموحا لها وهو ما يعني أنها ستضطر إلى الاهتمام بالمواهب الصاعدة الموجودة بالداخل.
وبشكل عام وبسبب الارتباك الكبير الذي وقعت فيه الأندية الانجليزية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخشيتها من فقدان نجوم كبار يشكلون أعمدتها الأساسية، قد تلجأ وزارة الداخلية الإنجليزية بالتنسيق مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حسب خبراء، إلى التخفيف من حدة شروط الحصول على تصاريح العمل للاعبين حتى لا يضطر حوالي 100 لاعب أوروبي لمغادرة البريميرليغ. وهو أمر إذا حصل فسيكون بمثابة ضربة قاضية للدوري الإنجليزي الممتاز الذي ساهم اللاعبون الأوروبيون بشكل كبير في جعله أكثر الدوريات في العالم إثارة.
يورو 2016: ألمانيا في مواجهة خصوم عنيدين
يعد المنتخب الألماني المرشح الأوفر حظا في المجموعة الثالثة، لكن لقاءه مع المنتخب الأوكراني لن يكون بالأمر الهين، كما لم يكن منتخب بولاندا خصما ضعيفا في تصفيات التأهيل. أما منتخب إيرلاندا الشمالية فهو الأقل ترشيحا للفوز.
صورة من: picture-alliance/dpa
طبعا، للمنتخب الألماني لكرة القدم طموح الحصول على لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا. مدرب المنتخب يواخيم لوف أكد ذلك بالقول: "لدينا هدف كبير وهو الفوز وأن نحقق اللقب الرابع لنا في هذه البطولة". وتوج المنتخب الألماني بهذا اللقب في 1972 و1980 و1996
صورة من: Laurence Griffiths/Getty Images
لن يكون الأمر سهلا، خاصة أن المنتخب الألماني شهد تغييرات كثيرة بعد نهاية كأس العالم في البرازيل 2014: اعتزال قائد المنتخب فيليب لام وميروسلاف كلوزة وميرتساكر، ثم الإصابات والعديد من العراقيل خلال التصفيات أو التخوفات من أعمال إرهابية. ورغم كل ذلك فإن المنتخب الألماني يعمل بكل إصرارلنيل اللقب مرة أخرى، رغم بعض التصريحات المتشككة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Eisenhuth
ستخوض ألمانيا مباراتان في دور المجموعات في باريس، الأولى في ملعب "استاد فرنسا" ضد بولاندا، حيث طال الإرهاب عالم كرة القدم في (نوفمبر/تشرين الثاني) الماضي، والثانية على ملعب "برينسن بارك" ضد ايرلاندا الشمالية. ويأمل المدرب لوف ألا تؤثر ذكريات تلك الأحداث المؤلمة على اللاعبين. أما مباراة الافتتاح لألمانيا فستجرى ضد أوكرانيا وستقام في مدينة ليل.
صورة من: picture alliance/Sven Simon
في مباراة الافتتاح سيكون المدرب المساعد أندريه شفيتشينكو أحد نجوم اللقاء. فهو أفضل هداف في تاريخ كرة القدم الأوكراني. فاز بلقب دوري أبطال أوروبا (التشامبيونزليغ). عام 2004 حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا ومن المفترض أن يكون قد قدم الكثير من النصائح القيمة لمنتخب ألمانيا، علما أن أوكرانيا استضافت عام 2012 مثل هذه البطولة وتأهلت الآن لأول مرة للمشاركة فيها.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/A. Stepanov
أناتولي تيموشوك - اسم معروف أيضا في المنتخب الأوكراني. عام 2013 فاز تيموشوك مع بايرن ميونخ بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. خاض 140 مباراة دولية، ما يجعله أكثر لاعبي المنتخب الأوكراني خبرة. أندري يارمولينكو من دينامو كييف ساهم هو الآخر في تسديد أهم الأهداف في التصفيات. الأبرز في هذه المنتخب هي قوة دفاعه، فخلال 10 مباريات لم تدخل مرماه سوى أربعة أهداف، رغم وجوده ضمن مجموعة تضم اسبانيا في التصفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Bat
حذر مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف من الاستهانة بالمنتخب الأوكراني قائلا: " لدى أوكرانيا واحد من أفضل خطوط الدفاع، ما قد يجعل الهجمات المعاكسة أمرا غير مريح". ولكن وبحسب الإحصائيات، لم يخسر المنتخب الألماني في اللقاءات الخمسة مع أوكرانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Voloshin
في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2016، كانت بولاندا خصما صعبا بالنسبة للألمان، كما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره البولاندي. واحتلت بولاندا المرتبة الثانية في تصفيات كأس الأمم الأوروبية بفارق نقطة واحدة عن المنتخب الألماني، ما يزيد من رغبة المنتخب البولاندي في تقديم أفضل مالديه في العرس الكروي. حتى الآن وصلت بولاندا مرتين إلى نهائي هذه المسابقة بدون أن تحرز على اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Zborowski
الهداف روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل 13 هدفا في 10 مباريات تصفية شارك فيها، ومن بينها هدف الحسم الذي حصلت بفضله بولاندا على مقعد لها في منافسات كأس الأمم الأوروبية، عندما فازت على إيرلاندا بـ(2/1). ليفاندوفسكي سجل أهدافا في مرمى زملائه في بايرن ميونخ، ليطلب منه زميله توماس مولر أن يكف عن القيام بذلك. وقد خسرت بولاندا ب (2/0) أمام ألمانيا في بطولة كاس الأمم الأوروبية 2008.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
المنتخب الثالث في هذه المجموعة هو منتخب إيرلاندا الشمالية وهذه هي المشاركة الأولى له في مثل هذه البطولة. وضعه ذلك أمام تحد كبير، علما أنه وصل إلى المرتبة 30 في جدول ترتيب الفيفا. ويرى لوف بأنه "خصم يصعب الفوز عليه". منتخب إيرلاندا الشمالية تمكن من الفوز على المنتخب اليوناني، صاحب لقب بطولة 2004 في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Faith
إلى جانب مشاركة منتخب إيرلاندا الشمالية في هذه التصفيات فإنه سيواجه أيضا المنتخب الألماني في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم. نتائج القرعة أسعدت مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف عندما قال: "إيرلاندا الشمالية هو مرشحي المفضل"