معاناة المراسلين الأجانب: مضايقة صحفي ألماني في الصين
٢٨ يوليو ٢٠٢١
يتعرض الصحفيون الأجانب في الصين لمضايقات، حتى من المواطنين العاديين الذين يشعرون أن المراسلين "يقدمون صورة مشوهة عن بلدهم". حادثة مضايقة صحفي ألماني يعمل لوسائل إعلامية مختلفة، منها DW، تسلط الضوء مجدداً على هذه المشكلة.
ماتياس بولينغر يتحدث إلى DW من الصينصورة من: DW
إعلان
”هل أنت ذاك الرجل من بي بي سي؟"، سأل أحد المارة ماتياس بولينغر، وهو صحفي ألماني، كان ينقل أخبار الفيضانات في الصين لوسائل إعلامية مختلفة من بينها DW.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قد بثت تقريراً تلفزيونياً استقصائياً عن أصل فيروس كورونا - وهو تقرير تعتبره بكين ”وهمياً"، والذي أصبحت "بي بي سي" بموجبه مرادفة "لوسائل الإعلام الأجنبية المناهضة للصين غير الجديرة بالثقة"، ويعتبر الرأي الرسمي أن مراسليها لا ينشرون أي شيء سوى "الأكاذيب حول الصين".
ورغم أن بولينغر، المعتمد من وزارة الخارجية الصينية للأنشطة الصحفية في الصين، لا يعمل لدى هيئة الإذاعة البريطانية، لكنه وجد نفسه محور نقاش غريب على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
حشد غاضب
يقول بولينغر، والذي يتحدث اللغة الصينية بطلاقة، إنه وخلال مقابلة مباشرة باللغة الإنجليزية مع DW في 24 تموز/يوليو في مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، قام المارة بتصويره بهواتفهم المحمولة.
وفيما بعد، على حد قوله، اقترب منه بضعة أشخاص وأخبروه أنه غير مسموح له بالتصوير على الإطلاق. وسرعان ما تجمع حوله حشد، وأظهر أحد المارة صورة لمراسل "بي بي سي" روبن برانت، وسألوه: ”هل هذا أنت؟".
وسُئل أيضاً عن سبب ”افتراء" المراسلين على "كل شيء في الصين"، وعن سبب "نشر الأكاذيب". ويُظهر مقطع فيديو نُشر على خدمة المدونات "Weibo" الصينية، ونشره لاحقاً بولينغر على تويتر، حشداً غاضباً، ومحاولة شخص ما الاستيلاء على هاتف المراسل.
التباس مع مراسل بي بي سي
لكن اتضح أن الناس أخطأوا في التمييز بين المراسل الألماني ومراسل "بي بي سي" الذي كان يعمل في المدينة، إذ شعر السكان المحليون الصينيون بأنه تم نشر "أخبار كاذبة"، و"التلاعب" بتصريحات الصينيين الذين تمت مقابلتهم.
فيما قامت منظمة الشباب التابعة للحزب الشيوعي الصيني بنشر صورة عبر الإنترنت مع تحذير بعدم "التورط" في "مقابلة مفترضة" مع مراسل "بي بي سي"، وجاء في التحذير ”من يره يرجى أن يبلّغ عن موقعه".
غالبًا ما يتعرض الصحفيون الأجانب للمضايقة في الصين ، مثل طاقم الكاميرا هذا في سوق هوانان للمأكولات البحرية في مقاطعة هوبي في كانون الثاني/يناير 2021.صورة من: Thomas Peter/REUTERS
وبمجرد أن اتضح سوء الفهم، أكد بولينغر أن الحشد تراجع، وأضاف :"في النهاية صفق لي أحدهم واعتذر".
الإعلام الغربي ”الشرير"
وانتشرت مقاطع فيديو مختلفة حول هذا الحادث بسرعة على الإنترنت. وعبر العديد من المستخدمين في تعليقات عن خيبة آمالهم، حيث كتبوا أنه "لا جدوى من الأمل في أن تقوم وسائل الإعلام الغربية بتقديم تقارير موضوعية وبطريقة متوازنة عن الصين". فيما كتب آخرون أن الصين "تفتقر إلى وسائل إعلام كهذه تحقق في المشكلات الاجتماعية وتشكك في حكومتها".
وكتبت صحيفة " غلوبال تايمز" اليومية في بكين في مقال رأي، أن "الانزعاج من تغطية وسائل الإعلام الغربية أمر مبرر تماماً"، مشيرة إلى أنه ساهم في خلق صورة "مشوهة" للصين في الغرب. لكن الكاتب نصح بعدم "محاصرة المراسلين الأجانب ومضايقتهم في العمل"، فهذا من شأنه أن يمنح وسائل الإعلام الغربية مزيداً من الذخيرة لانتقاد الصين، على حد تعبيره.
وقال ماتياس بولينغر إنه لم يتوقع أن تنتشر حادثة مضايقته بهذا الشكل، وقال إنه بصفته مراسلاً أجنبياً في الصين، فقد اعتاد أن تتم مضايقته ومواجهته باستمرار. لكن هذه المرة، اعترف بأن الأمر مختلف، إذ تلقى الكثير من رسائل الكراهية على تويتر. مضيفاً أنه لا يتقبل انتقاد تقاريره بكونها ”متحيزة من جانب واحد وتنتقد الصين".
تساي هاي/ فانغ وان/م.ش/م.ح.ع/خ.س
بالصور: هونغ كونغ تدشن خطاً لقطار فائق السرعة
افتتح في هونغ كونغ مشروع سكك حديدية لقطار عالي السرعة يربط منطقة هونغ كونغ بالمناطق والمدن الرئيسية في الصين. ورغم سرعة التواصل بين المناطق والراحة التي يقدمها المشروع، لم يخل هذا المشروع من الانتقادات.
صورة من: Reuters
مشروع مكلف
تدفق المئات من الركاب على القطار السريع الجديد في محطة غرب كاولون في هونغ كونغ، ليكونوا أول ركاب المشروع الجديد لقطار فائق السرعة افتتح مؤخراً في هونغ كونغ. تقدر تكلفة خط السكك الحديدية هذا، الذي يربط هونغ كونغ بمقاطعة قوانغدونغ الصينية الصناعية بأكثر من 8.5 مليار يورو واستغرقت عملية بنائه أكثر من ثمانية أعوام.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
خدمة تنقل فائقة السرعة
يسير القطار بسرعة 200 كيلومتر في الساعة وتستغرق الرحلة من هونغ كونغ إلى شينزين عبر الحدود الصينية نحو 14 دقيقة، في حين يقطع القطار العادي نفس المسافة في قرابة ساعة واحدة. وإلى قوانغدونغ، عاصمة قوانغتشو، يقطع القطار المسافة خلال نصف ساعة، أي بنحو 90 دقيقة أسرع من خدمة القطارات الحالية. تبلغ قدرة المشروع الجديد في نقل الركاب قرابة 80 ألف راكب يومياً.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
خدمات مريحة ولكنها باهظة
بعد عبور الحدود الصينية، تفتح أمام الركاب القادمين من هونغ كونغ شبكة سكك حديدية واسعة تربط بين شنتشن وقوانغتشو وأكثر من 44 وجهة صينية، بما في ذلك شنغهاي والعاصمة الصينية بكين ومدينة شيان الغربية. وعبّر أحد الركاب لوكالة فرانس برس عن رأيه حول المشروع قائلاً: "بكل تأكيد هذا القطار مريح من حيث الوقت"، إلا أن تكلفة التذاكر باهظة ونظام شراء التذاكر ليس فعالاً.
صورة من: Imago/Xinhua
انتهاك للحكم الذاتي؟
انتقد البعض مشروع خط السكك الحديدية الجديد بين هونغ كونغ والصين لأنه قد يعرض صفة الحكم شبه الذاتي المدينة للخطر، كما أنه يمنح جزءاً من أراضيها للدولة الصينية. يتعين على الركاب القادمين من هونغ كونغ المرور عبر إدارة الهجرة الصينية في محطة غرب كاولون التي بُنيت حديثاً. ويقول برلمانيون معارضون إن هذه الخطوة تعد انتهاكاً لقانون هونغ كونغ الأساسي.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
قواعد خاصة للخط الجديد
يضمن القانون الأساسي في هونغ كونغ، وهو بمثابة دستور المدينة، نظامها القانوني الخاص وحرياتها المدنية بعد أن عادت للسيادة الصينية في عام 1997. في حين تخضع محطة سكة الحديد في غرب كاولون، التي تعد جزءاً من "منطقة الميناء الخاصة" الجديدة، للقانون الساري في بقية أنحاء الصين.
صورة من: picture-alliance/Zuma/Liau Chung-ren
الثقة المتنامية للصين
نشطاء مؤيدون للديمقراطية في هونغ كونغ قلقون من التدخل الصيني المتزايد في إدارة وسياسة مدينتهم. وينظر الكثيرون إلى مشروع السكك الحديدية الجديد كجزء من طموحات بكين للسيطرة على هونغ كونغ. ووصفت كلوديا مو، وهي برلمانية ذات توجه ديمقراطي، المشروع الجديد في تصريح لوكالة فرانس برس بأنه "تصرف شبه إمبريالي من طرف بكين".
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
السلطات تدافع عن المشروع
الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، المدعومة من بكين، كاري لام، دافعت عن مشروع السكك الحديدية الجديد، قائلة إنه سيعزز السرعة والراحة. بيد أن هناك مخاوف بشأن سلامة الركاب في المناطق الرئيسية في الصين. لكن السيد تشان، أحد الركاب، قال لوكالة فرانس برس إنه "لا يشعر بالقلق حيال قضية السلامة في المناطق الرئيسية". ما يهمه أكثر حالياً هو سرعة التنقل.