بعد أكثر من عشرة أيام على توقفه إثر ضربات إسرائيلية عنيفة، استأنف مطار صنعاء رحلاته الجوية، وسط توتر متصاعد وضربات جديدة طالت منشآت يمنية حيوية.
نائب وزير النقل ورئيس هيئة الطيران المدني في سلطة الحوثيين أكد أنّ استئناف الرحلات جاء بعد إعادة تشغيل المطارصورة من: Mohammed Huwais/AFP/Getty Images
إعلان
أعلن الحوثيون في اليمن، السبت (17 أيار/مايو) عن استئناف الرحلات الجوية في مطار صنعاء الدولي، بعد إتمام أعمال الصيانة اللازمة عقب تعرضه لغارات إسرائيلية مكثفة في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في بيان بثّته وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، أنّ المطار عاد للعمل بتسيير أربع رحلات مجدولة بين العاصمة اليمنية صنعاء ومطار الملكة علياء الدولي في الأردن، شملت رحلتي وصول ورحلتي مغادرة، نقلت 575 راكباً.
وأشار البيان إلى أن هذا الاستئناف يأتي "عقب استكمال أعمال إعادة الجاهزية الفنية والتشغيلية للمطار"، مؤكداً أنّ عودة الحركة الجوية تشكّل دليلاً عملياً على قدرة المطار على استعادة نشاطه في وقت قياسي، رغم حجم الدمار الذي لحق به.
وقبل يومين من هذه الرحلات، سُيّرت عشر رحلات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، وهو ما عدّه الحوثيون دليلاً إضافياً على اكتمال جاهزية المطار. وكانت قناة "المسيرة" نقلت عن يحيى السياني، نائب وزير النقل ورئيس هيئة الطيران المدني، تأكيده أنّ استئناف الرحلات جاء بعد إعادة تشغيل المطار، في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي وصفها الحوثيون بأنها "دمرت المطار بالكامل" وتسببت بخسائر قُدّرت بنحو 500 مليون دولار.
غارات أميركية على اليمن لوقف هجمات الحوثيين
03:02
This browser does not support the video element.
وكان مطار صنعاء قد توقف عن استقبال الرحلات المدنية بين عامي 2016 و2022، باستثناء الرحلات الإنسانية التي نظّمتها الأمم المتحدة، بسبب الحصار الجوي الذي فرضه التحالف بقيادة السعودية خلال سنوات النزاع مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
عودة نشاط المطار تتزامن مع تجدد الضربات الإسرائيلية على منشآت حيوية في اليمن، كان آخرها قصف ميناءي الصليف والحديدة غرب البلاد، مساء الجمعة. وفي بيان رسمي، ندّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بتلك الضربات، معتبراً أنها "جريمة حرب" تُنفّذ "بدعم غير مشروط" من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، كثّف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم علىإسرائيل، مستخدمين الصواريخ والطائرات المسيّرة، واستهدفوا أيضاً سفناً في البحر الأحمر قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل.
وردّت إسرائيل بدءاً من يوليو الماضي بسلسلة غارات جوية استهدفت الموانئ ومطار صنعاء ومنشآت أخرى، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 33 شخصاً، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات الحوثيين، آخرهم شخص قُتل في غارة الجمعة.
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش