مطالبات بسحب الجنود الألمان من تركيا عقب التوتر مع أنقرة
١٢ مارس ٢٠١٧
في أعقاب التوترات الأخيرة بين أنقرة وبرلين، تتعالى أصوات مجددا من داخل ألمانيا من أجل سحب الجنود الألمان من قاعدة انجرليك الجوية التركية، ومن بين المقترحات نقل القاعدة الجوية من إسطنبول إلى العاصمة الأردنية عمان.
إعلان
تعالت مجددا الأصوات المطالبة بسحب الجنود الألمان المتمركزين في قاعدة انجرليك الجوية التركية ضمن مهمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك في أعقاب التوترات الأخيرة بين أنقرة وبرلين. وفي تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد ( 12 آذار/ مارس 2017)، قال فلوريان هان، المتحدث باسم نواب الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، للشؤون السياسة الأمنية والخارجية:" في هذا الجو الساخن ولاسيما بالنسبة لألمانيا، يبدو أنه لم يعد من المؤكد، ما إذا كانت الحكومة التركية راغبة وقادرة على توفير الحماية الشاملة لجنودنا في انجرليك". وأعرب السياسي المحافظ عن اعتقاده بأن على الحكومة الألمانية الآن أن توقف أي استثمارات في البنية التحتية للقاعدة الجوية والشروع في الخطوة الثانية في نقل طائرات التورنيدو.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصف ممارسات الحكومة الألمانية بأنها تشبه الممارسات النازية وذلك على خلفية منع مشاركة وزراء أتراك في فعاليات ترويجية في ألمانيا لدعوة الأتراك المقيمين هناك للتصويت لصالح التعديلات الدستورية في الاستفتاء المزمع إجراؤه الشهر المقبل.
وقال هان إن ألمانيا لا ينبغي لها أن تسمح بأن يتحول الجيش الألماني إلى رهينة بيد أردوغان في لعبة السلطة، وأضاف :" علاقة التبعية هذه تعتبر جنونا، لاسيما في ظل وجود قواعد جوية أخرى يمكن أن تكون بديلا مثل العاصمة الأردنية عمان". تجدر الإشارة إلى أنه كان قد جرى النقاش قبل بضعة أشهر حول نقل الجنود الألمان إلى عمان، وذلك في أعقاب منع السلطات التركية نواب تابعين للبرلمان الألماني من زيارة جنود بلادهم في أنجرليك.
ويشارك الجنود الألمان في القاعدة الجوية في مهمة للناتو، وذلك لتأمين تركيا العضو الحليف من هجوم محتمل قادم من الأراضي السورية المجاورة.
ع.أ.ج/ع.ج.م (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.