مطالبات حقوقية لحكومة بغداد بوقف "الإعدام السري" و"التعذيب"
١٢ ديسمبر ٢٠٢٤
طالبـت منظمات عراقية ودولية وناشطَين حقوقيَين، حكومة بغداد بـ"الوقف الفوري لعمليات الإعدام السرية (...) والتعذيب (...) الذي يتعرض له المعتقلون"ودعوا إلى "التحقيق في عمليات الإعدام غير القانونية" و "الوفيات المشبوهة".
إعلان
طالبت منظمات حقوقية وناشطون الخميس (12 كانون الأول/ديسمبر 2024) الحكومة العراقية بـ"الوقف الفوري لعمليات الإعدام السرية" و"التعذيب" بحق سجناء محكوم عليهم بالإعدام في البلد الذي ينفّذ سنويا عشرات الإعدامات.
وفي الأعوام الأخيرة، أصدرت المحاكم العراقية في قضايا إرهاب وقتل مئات الأحكام بالإعدام والسجن مدى الحياة في حق مدانين بالانتماء إلى "جماعة إرهابية"، إثر محاكمات انتقدتها منظمات حقوقية واعتبرت أن الأحكام فيها صدرت على عجل أو شملت انتزاع اعترافات من المتهمين تحت التعذيب.
وفي بيان صدر الخميس، طالب سبعة أطراف هم خمس منظمات عراقية ودولية وناشطَين حقوقيَين، حكومة بغداد بـ"الوقف الفوري لعمليات الإعدام السرية (...) والتعذيب (...) الذي يتعرض له المعتقلون". ودعوا إلى "التحقيق في عمليات الإعدام غير القانونية (...) والوفيات المشبوهة أثناء الاحتجاز"، فضلا عن "ضمان معاملة المعتقلين المحتجزين حاليا داخل سجن الناصرية" في محافظة ذي قار بجنوب العراق "باحترام لكرامتهم".
وسبق أن انتقدت منظمات حقوقية عديدة تردي الظروف الإنسانية في هذا السجن المعروف كذلك باسم "سجن الحوت" حيث يسود الاعتقاد في أوساط الكثير من العراقيين، بأن من يدخله لن يتمكن من مغادرته على قيد الحياة.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الحكومة العراقية بتوسيع نطاق عمليات الإعدام "غير القانونية" ووتيرتها في العام 2024. وأشارت يومها إلى أن نحو ثمانية آلاف شخص ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في العراق.
ويتناول السجناء ثلاث وجبات في اليوم "هي قطعة خبز منتهي الصلاحية في الصباح، وثلاث ملاعق من الأرز منتهي الصلاحية كوجبة غداء، وقطعة خبز منتهي الصلاحية وجبنة للعشاء" ويشربون "مياه غير صالحة للشرب" بحسب بيان الخميس.
وطالب الأطراف الموقّعون بـ"توفير الرعاية الصحية للسجناء" خصوصا أن "مرض السل منتشر بينهم". ودعوا كذلك إلى "تطبيق بروتوكول جديد للزيارات العائلية التي أصبحت الآن مهمة مهينة للعائلات".
وكانت هيومن رايتس ووتش لفتت إلى أن أيّا ممن قابلتهم من عائلات أو محامي المحكوم عليهم بالإعدام قال "إنه تلقى إشعارا مسبقا بالإعدامات". وفي أيلول/سبتمبر، نُفذ حكم الإعدام في حق 50 مدانا بجرائم بينها "الإرهاب" وفق منظمة "آفاد" المستقلة التي تراقب الانتهاكات الحقوقية في العراق والتي وقعت على البيان الصادر الخميس.
وقالت المحامية الفرنسية ألفة أوليد لوكالة فرانس برس إن كلّ موكليها العراقيين "حُكم عليهم بالإعدام استنادا إلى اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب وبعد محاكمات موجزة"، مشيرة إلى أنهم "قُدّموا كإرهابيين لتبرير كل ما تعرضوا له من سوء معاملة منذ اعتقالهم".
وفي نهاية حزيران/يونيو، اعتبر خبراء مستقلون يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإن كانوا لا يتحدثون باسمه، أن "عمليات الإعدام المنهجية التي تنفذها الحكومة العراقية ضد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بناء على اعترافات مشوبة بالتعذيب وبموجب قانون غامض لمكافحة الإرهاب (...) قد ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية".
وردا على تقريرهم، قال وزير العدل العراقي خالد شواني الشهر التالي إن المعلومات التي اعتمد عليها هؤلاء الخبراء "لم تكن مستندة إلى أدلة موثقة".
وما زال العراق الذي يعدّ أكثر من 45 مليون نسمة، يعاني صدمة جرّاء سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على حوالى ثلث مساحة أراضيه بين 2014 و2017 وبثّه الرعب في المنطقة والعالم.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب)
يموت واقفًا.. نخيل العراق ضحية الحرب والدمار والإهمال
بعد أن تركت الحروب والنزاعات المسلحة آثاراً كارثية على أعداد النخيل في العراق، وجاء الجفاف وتقلص المساحات المزروعة ليجهز على الباقي، يحاول العراق بمشروعات طموحة لزراعة الصحراء بالنخيل واستعادة مكانته في تصدير التمور.
صورة من: Wisam
بدأت "العتبة الحسينية"،المؤسسة الدينية البارزة في كربلاء، مشروعاً ضخماً للحفاظ على النخيل التي تعد رمزاً وطنياً. وعلى أطراف صحراء كربلاء تصطف آلاف النخلات الصغيرة على مدّ النظر بغية زيادة عددها في العراق بعد تراجع جراء الحروب والإهمال والجفاف.
صورة من: Mohammed SAWAF/AFP
يمكن رؤية أشجار النخيل الصغيرة مزروعة على مسافات منتظمة قرب بعضها البعض عند أطراف كربلاء، على قطع أرض منفصلة ترويها برك مياه متلألئة تحت ضوء الشمس. ورغم أنها لا تزال فتيّة، تدلّت منها أغصان مليئة بثمار تمرٍ خضراء.
صورة من: HUSSEIN FALEH/AFP/Getty Images
يجري ريّ هذه الأشجار بالتنقيط وتزوّد المياه من أحد فروع نهر الفرات و10 آبار، خلافاً للطريقة التقليدية للريّ التي تقضي بغمر التربة بالمياه، وذلك لأن العراق يواجه موجةً من التصحر والجفاف.
صورة من: DW/A. Al-khashali
شكّلت النزاعات المتكررة التي ألّمت بالبلاد بدءا بالحرب بين إيران والعراق (1980 - 1988) حرب تحرير الكويت وغزو العراق عام 2003 التهديد الأبرز للنخيل، لكن التحديات البيئية والحاجة إلى إحداث نقلة نوعية بالقطاع تفرض نفسها اليوم.
صورة من: AFP/dpa/picture-alliance
التناقض صارخ مع البصرة الحدودية مع إيران والواقعة في أقصى جنوب العراق. هناك، تمتدّ على عشرات الكيلومترات الجذوع المقطوعة لما كان في الماضي شجرات نخيل، فيما سقط السعف الجاف أرضا. تكمن المفارقة في أن المنطقة تقع على ضفاف شطّ العرب حيث يلتقي نهري دجلة والفرات.
صورة من: Wisam
خلال الحرب العراقية الإيرانية، قطع نظام الرئيس الأسبق صدام حسين النخيل من مساحات شاسعة لمنع تسلل العدو. وباتت قنوات الريّ بدون فائدة، ولذا جرى وقف تدفقّها، أحياناً بجذوع الأشجار المقطوعة.
صورة من: ASAAD NIAZI/AFP/Getty Images
تعمل وزارة الزراعة حاليا على زيادة مساحات النخيل ويقول متحدث باسم الوزارة "خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأنا من 11 مليون ووصلنا إلى 17 مليون نخلة". وبدأ هذا المشروع في 2010، لكنّه توقّف في العام 2018 بسبب انقطاع الدعم المالي.
صورة من: Muhsin
يرى الخبراء أن العقبة الأساسية التي تؤثر على زراعة النخيل هي "التجاوز على بساتين النخيل وتحويل البساتين إلى مناطق سكنية"، خصوصاً في بغداد وكربلاء. وارتفعت العديد من الدعوات للجهات الحكومية المسؤولة لمعالجة السكن من أجل أبعاد الناس عن التجاوز على المساحات الخضراء.
صورة من: DW:A. Malaika
في شرق العراق قرب الحدود مع إيران، تظهر نتائج الحرب أيضاً في بدرة في محافظة واسط، حيث تبدو جذوع بعض أشجار النخيل الشاهقة مقطوعة. ويندّد المسؤولون المحليون بصعوبة التزوّد بالمياه منذ أكثر من عقد، مع اتهام إيران بتحويل مجرى نهر "ميرزاباد" المسمّى محلياً نهر الكلّال.
صورة من: Wisam
أعلن العراق في آذار/ مارس الماضي عن تصديره نحو 600 ألف طنّ من التمر إلى الخارج لسنة 2021. ويعدّ التمر ثاني أكبر منتج يصدّره العراق بعد النفط، إذ يدرّ سنوياً على البلاد 120 مليون دولاراً بحسب البنك الدولي، الذي دعا بغداد إلى العمل على تحسين النوعية وتنويع الأصناف المنتجة.
صورة من: Aleksey Butenkov/Zoonar/picture alliance
وعلى الرغم من ضخامة المشروع الذي تديره وتموّله "العتبة الحسينية"، إلّا أن التحدّي لا يزال كبيراً أمام العراق الذي كان يضمّ في الماضي "30 مليون نخلة" وينتج أكثر من 600 نوع من التمر.
صورة من: The Print Collector/A. Kerim/Heritage Images/picture alliance