مطالبا بإجراء إصلاحات.. شولتس يدعو لتوسيع الاتحاد الأوروبي
١٨ يونيو ٢٠٢٢
دعا المستشار أولاف شولتس الاتحاد الأوروبي لإجراء إصلاحات لتسهيل قبول الأعضاء الجدد وقال "لن يكون ممكنا دائما اتخاذ قرار بالإجماع في كل شيء". ويعتزم إدراج تعزيز التعاون بين الديمقراطيات في العالم ضمن موضوعات قمة السبع.
إعلان
في مقابلة تلفزيونية أجرتها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) باللغة الإنجليزية، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى إصلاحات في الاتحاد الأوروبي لتسهيل قبول الأعضاء الجدد. وقال شولتس إنه ليس فقط على الدول المرشحة للانضمام أن تستعد، وإنما أيضًا على الاتحاد الأوروبي نفسه أن يستعد لتوسيع دائرته.
وأضاف شولتس أنه للقيام بذلك "يجب أن يقوم الاتحاد بتحديث هياكله وعمليات صنع القرار فيه، فلن يكون من الممكن دائما اتخاذ قرار بالإجماع في كل شيء، بل يجب أن يتخذ الاتحاد قراره بالإجماع اليوم على عدم إمكانية الاستمرار في ذلك". وأوضح أنه يعتزم التحدث عن ذلك في قمة الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة المقبلين.
ويبحث رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة خلال القمة طلبات العضوية الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا. أوصت مفوضية الاتحاد الأوروبي بإعلان أوكرانيا ومولدوفا دولتين مرشحتين رسميا، كما تحدث شولتس خلال زيارة لكييف يوم الخميس الماضي بوضوح لصالح اتخاذ قرار بهذا.
ولا يمكن منح حالة الدولة المرشحة إلا بالتصويت بالإجماع. وكانت هناك مناقشات في الاتحاد الأوروبي حول تخفيف مبدأ الإجماع لفترة طويلة. إلا أن المشكلة تظل في أنه يتعين على رؤساء الدول والحكومات اتخاذ قرار بالإجماع بشأن الإصلاح المناسب لهذا البند.
تعزيز التعاون بين الديمقراطيات في العالم
ويعتزم شولتس إدراج موضوع تعزيز التعاون بين الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم ضمن موضوعات قمة مجموعة دول السبع التي تعقد في قصر إلماو في دائرة غارميش بارتنكيرشن بولاية بافاريا جنوب شرقي ألمانيا، في الفترة من 26 إلى 28 حزيران / يونيو الجاري.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا.
وقال شولتس في مقابلته مع وكالة الأنباء الألمانية "إنه سيكون نجاحا خاصا إذا كانت القمة يمكن أن تكون نقطة البداية لإلقاء نظرة جديدة على عالم الديمقراطية".
وذكر المستشار الألماني أن "الديمقراطيات الكبيرة والقوية في المستقبل موجودة في آسيا وأفريقيا وجنوب أمريكا وستكون من شركائنا، وعلينا أن ننظر إلى العالم بأسره لا أن تكون نظرتنا قاصرة على أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان فقط".
وقال لوكالة الأنباء الألمانية: "لا بد أن تكفل روسيا إنشاء ممر آمن وأن تمنح في الوقت ذاته ضمانات موثوقة بأنها لن تستخدم الممر للقيام بغزو". وأضاف: "لا يمكن أن تغادر السفن التي تحمل الحبوب الموانئ الأوكرانية وتتوجه السفن الحربية الروسية إلى الموانئ".
وأكد المستشار الألماني أن شحنات الأسلحة الثقيلة التي تعهدت بها بلاده ستصل إلى أوكرانيا في الوقت المناسب لدعمها في مواجهة الهجوم الروسي في منطقة دونباس، وقال "ستصل (الأسلحة) في الوقت المحدد".
ص.ش/ أ.ح (د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش