تحتجز السلطات التونسية الخبير الأممي لشؤون تهريب الأسلحة منصف قرطاس منذ خمسة اسابيع رغم حصانته الدبلوماسية بتهمة التجسس، ويطالب نحو 100 من زملائه الأكاديميين بإطلاق سراحه، حسب موقع "شبيغل أولاين".
إعلان
منذ قرابة خمسة أسابيع تحتجز السلطات التونسية الخبير الدولي في شؤون تهريب الأسلحة والذي يعمل لحساب الأمم المتحدة منصف قرطاس بتهمة التخابر مع جهات أجنبية، حسب الادعاء التونسي. وتم احتجاز منصف قرطاس اثناء دخوله البلاد من مطار قرطاج الدولي في السادس والعشرين من أذار/ مارس الماضي في مهمة لصالح الأمم المتحدة، حيث كان بصحبة زميل له. ويواجه الإثنان بحسب المتحدث القضائي "تهمة الحصول على معلومات ومعطيات أمنية متعلقة بمجال مكافحة الإرهاب، وإفشائها في غير الأحوال المسموح بها قانونا". كما تتضمن قائمة التهم التجسس وتسريب معلومات أمنية. وهي تهم خطيرة وفق القانون التونسي، يمكنها أن تصل إلى عقوبة الإعدام.
يشار إلى أن منصف قرطاس يحمل الجنسيتين التونسية والألمانية، فهو من أب تونسي وأم ألمانية. وهو باحث أكاديمي عمل مؤخرا لحساب مجلس الأمن الدولي مكلفا بملف تهريب الأسلحة إلى ليبيا في إطار لجنة دولية تتألف من خبراء من مختلف دول العالم، حسب ما نشر موقع "شبيغل أولاين".
يذكر أن قرطاس يتمتع بحصانة دبلوماسية بصفته خبيرا لدى الأمم المتحدة. واعتبر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان صدر في 12 من الشهر الجاري، أن استمرار احتجاز الدبلوماسي الألماني التونسي في تونس "انتهاكًا لحقه في الحصانة كخبير في الأمم المتحدة".
في المقابل، ردّ المتحدث باسم محكمة تونس العاصمة والقطب (الجهاز) القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في 26 من الشهر الجاري بأن قرطاس "ما يزال في فترة الإيقاف التحفظي، وهو يخضع للتحقيق". وتابع بأن "قاضي التحقيق هو من يملك سلطات تقديرية في الإبقاء على قرطاس رهن الإيقاف أو في حالة سراح".
وتعتبر تونس من دول الربيع العربي القلائل التي قطفت بعض ثمار الثورة الشعبية وتعتبر نموذجا ناجحا لحد الآن. ولكن وحسب "شبيغل أولاين"، فإن تونس باتت تحت شبهة العودة إلى عهد السلطة التعسفية، حيث يتم اعتقال باحث أكاديمي لـ"إسكاته" وفق الموقع الألماني الذي أضاف أن نحو 100 من زملاء قرطاس الأكاديميين المعروفين دوليا يطالبون السلطات التونسية بإطلاق سراحه فورا.
تونس تلقي القبض على مسلحين فرنسيين بجوازات دبلوماسية.. ما السر وراء عبورهم الحدود مع ليبيا؟
02:55
وكانت اللجنة الدولية تتابع ملف تهريب الأسلحة إلى ليبيا، وخصوصا تلك الأسلحة التي وصلت إلى الجنرال المتقاعد خليفة حفتر أحد أمراء الحرب في ليبيا في مرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي الديكتاتوري. وتتهم حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا تورط دول خليجية، مثل دولة الإمارات العربية في تجهيز حفتر بأسلحة على خلاف الحظر الدولي المفروض على ليبيا.
يذكر أن حفتر يسعى حاليا إلى فرض سيطرته على كامل الأراضي الليبية انطلاقا من شرق البلاد، حيث زحف في الأسابيع الأخيرة نحو طرابلس. وذلك في خطوة يحظى فيها بدعم إقليمي، خصوصا من مصر والإمارات والسعودية، وهي الدول التي تقاطع قطر بسبب الخلاف حول دور جماعة الإخوان المسلمين.
ح.ع.ح/و.ب (د ب أ، شبيغل أولاين)
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
يواجه التونسيون معضلات جمة، ليس آخرها الإصلاحات التي تراوح في مكانها والبطالة المتفشية. ومن هنا يبرز السؤال: هل كانت "ثورة الياسمين" بلا جدوى وعبثية؟ ألبوم صور ينقلنا إلى عين المكان بعد سبع سنوات على الثورة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
اغتيالات سياسية
هز اغتيال قادة سياسيين علمانيين كمحمد براهمي وشكري بلعيد تونس في عام 2013. وبشكل روتيني تشهد البلاد مظاهرات تدعو إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
ظلال الماضي
قبل اندلاع "ثورة الياسمين" قبل سبع سنوات كان الجميع يخشى من ظله: الحيطان لها آذان. اليوم يشعر التوانسة بالفخر بحرية الرأي التي ينعمون بها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
مقهى البرلمان
"نملك اليوم، على الأقل، حرية الكلام"، هذا هو لسان حال ابن الشارع في تونس. وأضحت مقاهي كالبرلمان منتديات للنقاشات التي أطلقتها الثورة من قمقمها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
رصاصة في حائط متحف باردو
المتحف الوطني التونسي باردو كان مسرحاً لهجوم إرهابي عام 2015 خلفا 24 قتيلاً. وما يزال يعاني الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة من تبعات ذلك الهجوم وآخر أكثر دموية على فندق بالقرب من سوسة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
أكبر مصدر لـ"الدواعش"
إلى جانب متحف باردو شهدت مدينة سوسة اعتداء إرهابياً ذهب ضحيته 38 سائحاً. كما تشكل تونس البلد الأول الذي ينحدر منه أكبر عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
جنون بكرة القدم..لامبالاة بالسياسية
يشكو بعض الشباب التونسي من أن المجتمع يركز جل اهتمامه على كرة القدم أكثر من الأمور السياسية في تونس ما بعد "ثورة الياسمين"، متجاهلاً مشاكل جدية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
الكفاح من أجل حقوق المرأة
في فبراير/ شباط الماضي دخل تشريع يجرم العنف ضد المرأة حيز التنفيذ. انخرطت وفاء فراوس في النضال من أجل المرأة وهي بنت خمسة عشر عاماً. ويعد الثورة كانت أحد الشخصيات التي صاغت مسودة الدستور، بما يضمن المساواة بين الجنسين. واليوم هي مديرة "بيتي"، وهو الملجأ الوحيد للنساء المعنفات.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الأمل الوحيد
بالنسبة للكثير من التونسيين فإن الخيار الوحيد للهروب من براثن الفقر هو ركوب البحر إلى أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر والأهوال نحو "الفردوس الأوروبي". في عام 2017 وصل أكثر من 6000 تونسي السواحل الإيطالية.
صورة من: DW/Benas Gerdziunas
شباب مركون على الكراسي بلا عمل
في أحد مقاهي العاصمة، يتحلق رجال حول طاولة بلاستيكية تعلوها فناجين قهوة وعلى الأرض تتناثر أعقاب السجائر. "هذه هي البطالة"، يقول أحد الجالسين. ثلاثة من الجالسين في المقهى على الأقل تم ترحيلهم من إيطاليا بعد وصولهم هناك بشكل غير شرعي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الهروب من الماضي إلى المخدرات
أحد رواد المقهى الدائمين يقول إن الكثير من التونسيين اتجهوا إلى الخارج للهروب من أحكام بالسجن والإنفاق على عائلاتهم في الوطن أو قطع أي علاقة لهم بالماضي. "ركبنا البحر أنا وخمسة آخرين إلى لامبيدوزبا، حيث قضيت أربع سنوات في شمال إيطاليا وأنا أتاجر بالمخدرات لإرسال ما يكفي من النقود لعائلتي".
صورة من: DW/B. Gerdziunas
المسمار الأخير في النعش
قضى المئات من التونسيين نحبهم أثناء محاولاتهم الوصول بحراً وبشكل غير شرعي إلى أوروبا. على طول الشاطئ التونسي على المتوسط تتناثر قبور لأشخاص مجهولي الهوية. بيناس جيردزيوناس/ خ.س