من المقرر أن يخضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة (11 نيسان/أبريل 2025)، للفحص الطبي السنوي، ما سيكشف بشكل علني للمرة الأولى منذ سنوات عن التفاصيل الخاصة بصحة الرجل الذي أصبح في يناير/كانون الثاني الماضي، أكبر رئيس سناً يؤدي اليمين الدستورية في تاريخ الولايات المتحدة.

وقال ترامب (78 عاماً) في منشور له على موقعه للتواصل الاجتماعي، عن الفحص الذي يجريه في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني، في بيثيسدا بولاية ماريلاند، قرب العاصمة واشنطن: "لم يسبق أن شعرت بصحتي أفضل من الآن، ولكن رغم ذلك، يتعين علي القيام بهذه الأشياء".

ورغم التشكيك الطويل في القدرة الجسدية والذهنية لسلفه جو بايدن، اعتاد ترامب إضفاء السرية بشكل روتيني على الحقائق الأساسية الخاصة بصحته - وذلك بعيداً عن الشفافية الرئاسية التقليدية بشأن المسائل الطبية.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين في البيت الأبيض، أثناء خضوع ترامب للفحص، إن الرئيس يخضع "لفحصه الطبي الروتيني والمجدول منذ فترة طويلة". 

ووعدت ليفيت بإذاعة تقرير "من طبيب البيت الأبيض" سيتم إصداره "في أقرب وقت ممكن" مشيرة إلى أن التفاصيل ستكون شاملة. وأضافت ليفيت: "يمكنني أن أؤكد لكم أن حالة الرئيس الصحية جيدة للغاية".

يشار إلى أن مثل هذا التقرير سيمثل أول معلومات عامة عن صحة ترامب منذ محاولة اغتياله في بتلر بولاية بنسلفانيا، في يوليو /تموز الماضي.

ديموقراطيون يطلبون فتح تحقيق في تحول موقف ترامب بشأن التعرفات

وفي قضية الرسوم الجمركية، طلب أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ الجمعة من هيئة الأوراق المالية والبورصات تبيان ما إذا ارتكب الرئيس دونالد ترامب مخالفة بتشجيعه على شراء أسهم قبل تغييره بشكل جذري موقفه من الرسوم الجمركية.

وأشار الديموقراطيون الستة وعلى رأسهم السناتور إليزابيث وارن من ولاية ماساشوستس، في رسالة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى أن ترامب كتب على منصته تروث سوشال صباح الأربعاء، بعيد افتتاح التداولات في بورصة وول ستريت "إنه وقت مناسب للشراء". بعد بضع ساعات، أعلن الرئيس تعليق التعرفات الإضافية لمدة 90 يوماً على عشرات الدول، باستثناء الصين، ما أدى إلى انتعاش هائل لسوق الأسهم. وقال البيت الأبيض لصحيفة واشنطن بوست إن رسالة ترامب كانت تهدف فقط إلى "طمأنة" الجمهور، وإن من مسؤولياته "طمأنة الأسواق والأمريكيين بشأن أمنهم الاقتصادي".

وجاء في رسالة أعضاء مجلس الشيوخ "نحضّ هيئة الأوراق المالية والبورصات على التحقيق في ما إذا أثرى ما أُعلن بالنسبة للتعرفات الجمركية أقارب وأصدقاء الإدارة على حساب الشعب الأمريكي". وقد طلبوا في الرسالة التحقّق ممّا إذا كان "أقارب، بما في ذلك عائلة الرئيس، على علم مسبق بتعليق التعرفات الجمركية وأجروا تعاملات في سوق الأوراق المالية قبل الإعلان الذي أصدره الرئيس".

كما تدعو الرسالة هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى تبيان ما إذا حصل تلاعب من جانب الرئيس ومتبرعيه أو غيرهم في السوق أو ما إذا حصل تداول داخلي أو غيره من الانتهاكات لقوانين الأوراق المالية.

وهيئة الأوراق المالية والبورصات غير ملزمة بالرد إيجاباً على طلب التحقيق. وسبق أن خاض رئيس الهيئة بول أتكينز مواجهة مع وارن، كبيرة الديموقراطيين في اللجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ، بعدما اتّهمته بتضارب مصالح بسبب علاقاته بقطاع الخدمات المالية.

تأتي الرسالة التي وقّعها خصوصا زعيم المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في خضم مخاوف من استغلال محتمل من قبل ترامب وعائلته لمنصبه لإثراء أنفسهم، رغم عدم تقديم أي دليل على حدوث فساد.

قبل بضعة أيام من تنصيبه في نهاية كانون الثاني/يناير، أطلق ترامب "عملة ميم" مشفّرة تحمل اسمه $TRUMP ما أدى إلى موجة شراء كبيرة لها لترتفع قيمتها السوقية إلى مليارات الدولارات. واعتبر حينها مستشاره السابق أنتوني سكاراموتشي على شبكات التواصل الاجتماعي تعليقاً على الخطوة، أن "أيا كان في العالم بات بإمكانه إيداع أموال في الحساب المصرفي لرئيس الولايات المتحدة ببضع نقرات". وندّد بما اعتبره "عرض خدمات جيوسياسية وتجارية وشخصية للبيع في وضح النهار".

خ.س/ص.ش (أ ف ب، أ ب، د ب أ)