لاجئون يشتبكون مع الشرطة لمنع ترحيل أحد طالبي اللجوء
٣ مايو ٢٠١٨
تمكنت الشرطة الألمانية من القبض على طالب لجوء صدر في حقه قرار ترحيل، بعد مقاومة من لاجئين استمرت لثلاثة أيام. فيما انتقد سياسيون سلوك اللاجئين الذين لم يسمحوا بتطبيق القانون، وطالبوا باتخاذ إجراءات صارمة.
إعلان
تمكنت الشرطة الألمانية من القبض أخيراً على شاب من جمهورية توغو يبلغ من العمر (23 عاما) ، صدر في حقه قرار ترحيل إلى إيطاليا. ورغم فشل محاولات الشرطة في ترحيله منذ يوم الاثنين الماضي (30 نيسان/ أبريل)، إلا أن الشرطة لم تستسلم وبدأت منذ صباح اليوم الخميس (الثالث من أيار/ مايو) بمحاولات جديدة لترحيله في مركز للاجئين في مدينة إلفانغن، بولاية بادن فورتمبيرغ جنوب ألمانيا. وأكد المتحدث باسم الشرطة أن الهدف من مداهمة مركز اللاجئين اليوم كان هو ترحيل الشاب الإفريقي.
وبحسب سكان محليين، فإن أعدادا كبيرة من رجال الشرطة قد تجمعت قرب مركز اللاجئين. ووصل الموظفون المسؤولون في مركز اللجوء برفقة حافلات وتم تطويق الشوارع المحيطة بالمركز وانتشر العديد من الضباط الذين يرتدون ملابس واقية فضلا عن المسعفين وفريق الطوارئ. وقد أسفرت المداهمة على إلقاء القبض مجددا على التوغولي الصادر في حقه قرار الترحيل.
وكان لاجئون أفارقة قد حاولوا منع ترحيل اللاجئ التوغولي بالقوة، ما دفع رجال الشرطة إلى إنهاء المهمة لتفادي تعرض سيارة دورية الشرطة إلى أخطار شديدة. وبحسب شهود عيان، أحاط نحو 150 لاجئا أفريقيا يوم الاثنين (30 أبريل/ نيسان) بسيارة رجال الشرطة وضايقوهم وهددوهم، ليتمكن اللاجئون من الحصول على مفاتيح أصفاد اللاجئ الإفريقي الذي اختفى فيما بعد.
من جانبه أدان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر منع اللاجئين الشرطة الألمانية من تنفيذ القانون، ووصف زيهوفر تصرف اللاجئين بأنه "صفعة بوجه شرعية الشعب"، مطالباً باتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذه التصرفات.
وردا على أعمال الشغب التي قام بها اللاجئون، طالب آرمين شوستر من الحزب المسيحي الديمقراطي، بتنظيم حملة أمنية صارمة من قبل الأجهزة الأمنية، حسبما صرح لموقع "فوكوس" الألماني. وأضاف بالقول "إن إيجاد أعذار لمثل هذه التصرفات هو أمر غير مسموح به".
حالات سابقة
جدير بالذكر أن حوادث أعمال الشغب أثناء قيام رجال الشرطة بعمليات الترحيل، كانت قد تكررت في الفترات الأخيرة. ففي مدينة فيتسنهاوزن بولاية هيسن الألمانية، حاول مؤخرا ستون شخصا منع رجال الشرطة من ترحيل شاب سوري إلى بلغاريا. وأوضحت الشرطة أنه بعدما تم توقيف السوري البالغ من العمر 27 عاما من بيته، أحاط هؤلاء الأشخاص بسيارتي الدورية وحاصروها بدراجات ما دفع رجال الشرطة إلى استدعاء الدعم.
وفي حادثة أخرى شهدها مركز اللاجئين في مطلع هذا العام، في منطقة تابعة لبلدية غوترسلو بولاية شمال الران ويستفاليا، رفضت عائلة أذربيجانية الترحيل، بعد أن توجهت دورية تابعة للشرطة إلى نزل اللاجئين. وانقض أحد أفراد العائلة على مسدس تابع لرجل أمن، غير أن العائلة استسلمت في النهاية.
جدير بالذكر أن مرافقة طالبي اللجوء المرحلين، باتت من المهام غير المحبذة لدى رجال الشرطة في ألمانيا. إذ شهدت أعداد المتطوعين للقيام بهذه المهمة تراجعا ملحوظا، خاصة بالنسبة لعمليات الترحيل إلى أفغانستان ويعود السبب في ذلك إلى صعوبة هذه المهمة نفسيا وجسديا، حسبما نقل موقع"شبيغل أونلاين".
د.ص/ ع.خ
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش