مطالب في ألمانيا بسحب الأسلحة النووية الأمريكية من البلاد
٢٣ يونيو ٢٠٠٨طالب ساسة ألمان من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمعارضة بالتخلص من جميع الأسلحة النووية الأمريكية الموجودة في ألمانيا وذلك في أعقاب تقرير أمريكي أشار إلى المخاطر الأمنية في معظم مواقع الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا.
وقال غويدو فيسترفيله رئيس الحزب الديمقراطي الحر ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب في تصريحات نشرتها صحيفة "برلينر تسايتونغ" اليوم الاثنين إن "الأسلحة النووية في ألمانيا هي من مخلفات الحرب الباردة ويجب التخلص منها" مشدداً كذلك على ضرورة توصل الحكومة الألمانية إلى حل في هذا الشأن مع حكومة واشنطن. وأشار في السياق ذاته إلى أن سحب هذه الأسلحة من ألمانيا سيكون إشارة تدعم مساعي الحد من التسلح في أوروبا.
الأسلحة النووية توحد كلمة الحزب الاشتراكي والمعارضة
واتفق العديد من الساسة الألمان مع فيسترفيله في الرأي من بينهم يورجن تريتن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر وجريجور جيسي رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار ونيلس أنين مسؤول السياسات الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي أكد أن التخلص من هذه الأسلحة سيكون خطوة كبيرة في طريق الحد من التسلح النووي.
وتعقيبا على مساعي الحد من التسلح قال مارتن ييجر المتحدث باسم الخارجية الألمانية: "التخلص من الأسلحة النووية على مستوى العالم سيكون أمرا مثاليا ولكن يجب أن نكون واقعيين" مؤكدا أن الحكومة الألمانية تهتم من ناحية بالحفاظ على قدرة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الترهيب كما تحرص من ناحية أخرى على الوصول لهدف الحد من السلاح النووي على مستوى العالم. هذا ما أكده أيضا إيكارت فون كلادن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي لشئون السياسات الخارجية حيث قال: "لا يمكننا التخلي عنها طالما توجد أسلحة نووية في العالم. فهي تحمينا أيضا".
مواقع الأسلحة النووية الأمريكية في ألمانيا
من ناحية أخرى تمسكت الحكومة الألمانية برفض إصدار معلومات خاصة بمواقع الأسلحة النووية الأمريكية في البلاد. وقال أولريش فيلهيلم المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين إن حكومة بلاده لن تعلن على الملأ عن عدد أو أماكن هذه المواقع النووية لتسير بذلك على نفس نهج الحكومات السابقة. من جهته قال توماس رابيه المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إنه يجب تجنب إعطاء الخصوم المحتملين الفرصة للحصول على معلومات خاصة بتفاصيل هذه المواقع.
وكانت دراسة داخلية أجراها سلاح الجو الأمريكي قد خلصت إلى أن معظم المواقع المستخدمة لتخزين الأسلحة النووية فى أوروبا تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الأمن التي وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وتجدر الإشارة إلى أنه لدى كل من بلجيكا وألمانيا وهولندا وإيطاليا أسلحة نووية في قواعد جوية تخضع لمراقبة سلاح الجو الأمريكي.