بمجرد الحديث عن بعض السجون في القارة الأوروبية، يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس صورة إيجابية جداً عن طبيعة الأوضاع هناك على غرار: زنزانات مُريحة تتمتع بمعدات ووسائل تخدم السجين على أكمل وجه، قاعات كبيرة لممارسة الرياضة، مكتبات تتوفر على أنواع مختلفة من الكتب، ووجبات غذائية غنية ودسمة لكل سجين.
بيد أن هذه الصورة قد لا تصف دائماً بدقة حقيقة الأوضاع داخل بعض السجون في "القارة العجوز"، فقد أورد موقع صحيفة "شتوتغارته-ناخريشتن" أن بعض السجناء، في سجن "هايدرينغ" في العاصمة الألمانية برلين، ينشرون منذ حوالي أسبوعين بعض الصور للوجبات الغذائية، التي يحصلون عليها داخل جدران السجن.
وأوضح الموقع الألماني أن هؤلاء السجناء، ينشرون بطريقة غير مشروعة بعض الصور لوجباتهم الغذائية على حساب في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث أطلق السجناء على هذا الحساب اسم "مطبخ السجن".
وانتقد هؤلاء السجناء بشدة نوعية وكميات الوجبات الغذائية المُقدمة، والتي يمكن أن تكون نصف جزرة، خبز صغير، بطاطس مسلوقة، حساء، حليب، بيضة...، وكتب السجناء غير المعروفة هويتهم حتى الآن "إنها نهاية الأسبوع. وعندنا في السجن جلس طهاة مبدعون لفترة طويلة وفكروا في كيفية إعداد وجبة للسجناء".
وأشار السجناء على حسابهم "مطبخ السجن" على موقع تويتر، أن "التغذية تلعب دوراً مهما بالنسبة لنا والطريقة، التي يتم التعامل بها هنا مع التغذية مُخيفة". كما انتقد السجناء شركة التموين الخاصة التي تخدم السجناء، مُضيفين أن الوجبات يتم تقليلها مراراً وتكراراً، فيما قال أحد السجناء إن الوجبات الغذائية المُقدمة في السجن تفتقر إلى الفيتامينات والحديد والكالسيوم.
في المقابل، أورد موقع صحيفة "شتوتغارته- ناخريشتن "أن السلطات المختصة لا ترى أنه يوجد سبب للشك في صحة الصور التي نشرها السجناء في موقع "تويتر"، وأضاف أن استخدام الهواتف الذكية ممنوع أثناء تنفيذ العقوبة في السجن، حيث يجب أن يضع السجناء، الذين ينشرون الصور في تويتر، في الحسبان إمكانية التعرض لإجراءات عقابية، حسب نفس المصدر.
وقال متحدث باسم وزارة العدل إن قوائم الطعام يتم تجميعها، وفق توجيهات الجمعية الألمانية للتغذية، مُضيفاً أن السجناء في سجن "هايدرينغ" يحصلون يومياً على أطعمة تبلغ مجموع سعراتها الحرارية حوالي 2800 سعرة حرارية، ما يُلبي حاجة كل سجين يتراوح عمره بين 25 و 51 عاماً.
يشار إلى أن هؤلاء السجناء، يمتلكون أيضاً قناة لهم على موقع "يوتيوب". ويشترك في هذه القناة أكثر من 100 ألف شخص، إذ يواصل السجناء نشر الفيديوهات عليها، وذلك رغم عمليات التفتيش التي تقوم بها السلطات هناك، وفق ما ذكر موقع صحيفة "شتوتغارته تسايتونغ".
ر.م/ع.ش
لم تعد السجون تسمى سجونا في ألمانيا. كما أن خدماتها في تطور مستمر، ورقابتها وتنظيمها أيضا. ورغم ذلك قررت مقاطعات ألمانية إغلاق بعض "السجون" بسبب قلة المساجين. تعرف على "السجون" في ألمانيا في ملف للصور.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauchتوجد في ألمانيا مئات المراكز الإصلاحية، وهذه المراكز لم تعد تسمى رسميا بالسجون بل بـ"دوائر التنفيذ القضائي"، ويتم تقسيم أقسام المبنى في الغالب إلى ردهات رجالية، وأخرى نسائية، وردهات خاصة للشباب.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisiusويوجد في ألمانيا نحو 70 ألف سجين يقيمون في "دوائر التنفيذ القضائي" (السجون سابقا). وفيها يتم معاملة "النزلاء" معاملة إنسانية لحين إتمام محكوميتهم.
صورة من: picture-alliance/dpaتوجد مغاسل ودورة مياه صغيرة في كل ردهة من ردهات السجن الانفرادية. بالإضافة إلى ذلك يحق للسجين استعمال بعض مقتنياته الخاصة كالكتب، وأيضا ممارسة الهوايات التي يحبها.
صورة من: Imago/Michael Westermannيتم تفتيش "السجون" والردهات بشكل مستمر ومكثف في ألمانيا، لمنع بيع المخدرات وحمل الأسلحة داخل السجون، وللكشف عن محاولات الهروب أو عمليات الارتباط بعصابات الجريمة المنظمة.
صورة من: picture-alliance/H. Schmidt/ZBتعاني بعض المقاطعات الألمانية من قلة المساجين، ما دعا الوزارات المختصة إلى إغلاق بعض السجون، فيما بدأت حكومات بعض المقاطعات في سنة 2005 بخصخصة "دوائر التنفيذ القضائي" وفتحها لشركات أهلية خاصة لإدارتها.
صورة من: picture-alliance/Jens Wolf/ZBيُعرض على المحكوم في "دوائر التنفيذ القضائي" تعلم مهنة ليمارسها بعد انتهاء محكوميته، كالحدادة. أوقات العمل داخل "السجن" يتقاضى عليها السجناء أجورا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maja Hitijبعض "السجون" تقوم بإصدار صحف خاصة بها، القائمون على العمل هم من المساجين، فيما يشرف عليهم بعض موظفي "دوائر التنفيذ القضائي" التابعة لوزارة العدل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maja Hitijومن لم تسنح له الفرصة لإكمال دراسته تقدم له الدوائر العدلية وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية فرصة إكمال الدراسة أثناء فترة المحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Kienzleغرفة خاصة للعبادة في "دائرة التنفيذ القضائي" في مدية تونا. حرية العبادة يكفلها القانون الألماني، وحتى في السجون والمراكز الإصلاحية.
صورة من: F.-M. Theuerيسمح باستخدام التلفزيون داخل الردهات، لكن استعمال الانترنت ما زال ممنوعا، رغم ذلك يحاول بعض السجناء دخول الانترنت عبر الأجهزة الالكترونية الحديثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Naupoldيُحضر طعام السجناء في الغالب في المبنى ويقدم طازجا للنزلاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulteيُسمح للسجناء بقضاء فترات من الوقت للتسلية وممارسة الألعاب الرياضية المختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauchويُسمح أيضا للسجناء باستقبال أطفالهم وعائلاتهم في غرف خاصة معدة لذلك. وحتى يسمح لهم بممارسة الجنس في مكان مخصص لذلك داخل المبنى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Grit Büttnerوتقدم بعض الفرق الموسيقية عروضا غنائية خاصة للمساجين داخل "دوائر التنفيذ القضائي".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrodلكن السجون تبقى سجونا رغم تغير الأسماء والامتيازات، ويحلم السجناء الألمان كغيرهم بيوم الخروج والعودة إلى الحياة العامة وانتهاء فترة المحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger