مطعم "برغر إردوغان" يعتزم تقديم "وجبات سياسة" أخرى
علاء جمعة ١١ مايو ٢٠١٦
بعد أن أضطر لإغلاق مطعمه في مدينة كولونيا إثر تهديدات على خلفية تقديمه "برغر إردوغان"، يعيد صاحب مطعم "أوربان برغري" فتح مطعمه لكن هذه المرة مع إضافة وجبة جديدة إلى قائمة الوجبات التي لا تخلو من طعم السياسة.
إعلان
بعد شهر من إغلاق مطعمه "أوربان برغري"، خوفا من تهديدات أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد إطلاقه "برغر أردوغان"، يفتتح يورغ تيمان مطعمه من جديد (الأربعاء 11.5.2016) حيث يريد تقديم "مأكولات سياسية" أخرى مثل "برغر حزب البديل" في إشارة إلى الحزب اليميني الشعبوي في ألمانيا.
ففي أبريل/ نيسان أراد يورغ تيمان صاحب مطعم أوربان برغري في بارباروسا بلاتس، في مدينة كولونيا الألمانية أن يظهر تضامنه مع الممثل الكوميدي الألماني يان بومرمان، الذي يواجه المحاكمة بسبب هذه قصيدة سخر فيها من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. فقام مطعم أوربان برغري بإعداد شطيرة جديدة أطلق عليها إسم "أردوغان بورغر". ويقول صاحب المطعم لموقع "شبيغل أونلاين" أن "برغر إردوغان" لقي إقبالا كبيرا من الناس، واصفا هذه الوجبة بأنها لذيذة المذاق وتقدم عادة بجبنة من حليب الماعز، وذلك في إشارة إلى ما تضمنته القصيدة الساخرة من الرئيس التركي.
تهديدات استفزازية
إلا أن تيمان تلقى تهديدات من أنصار الرئيس التركي، الذين اعتبروا ما قام به خطوة استفزازية، غير مقبولة، ما دفعهم لتهديده بالتعرض له، حسب قولهز كما أن عماله وهم من الأتراك أظهروا تخوفا كبيرا من الاستمرار في العمل معه. وقال صاحب المطعم، في بيان نشره على صفحة الفيسبوك الخاصة بالمطعم، أنه اضطر إلى إغلاق المكان "حتى إشعار آخر" بسبب التهديدات التي وصلته. وأضاف "نحن لن نسمح لأعداء الديمقراطية بتكميم أفواهنا، والتعدي على سيادة القانون والحريات المدنية".
إضافة "وجبة سياسة" جديدة
الآن يعيد صاحب المطعم فتحه من جديد، ولم يفصح عن السبب الذي حدا به إلى تغيير رأيه والتغلب على مخاوفه، إلا أنه ألمح إلى أن التأييد الكبير الذي تلقاه من المواطنين، وتغيير طاقم عماله، بالإضافة إلى التغطية إعلامية الكبيرة لقضيته، ساعدته على هذا القرار.
وجذبت قضية تيمان اهتمام وسائل الإعلام حيث نشرت مواقع ألمانية إعلامية هامة مثل بيلد، وشبيغل أون لاين وصحيفة اكسبرس عن قضيته.
ووفقا لأقوال صاحب المطعم الذي أدلى بها للإعلام، فإن خطته الجديدة هي توسيع "الوجبة السياسية" التي يقمها المطعم، وذلك بإضافة برغر جديدة سوف يسميها باسم "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، والذي اشتهر بمعاداته للأجانب، حيث يتوقع أن تثير هذه البرغر ردود فعل كبيرة لدى تقديمها.
ع.أ.ج/ع.ج.م
قادة سياسيون كانوا عرضة للسخرية
عرض الإعلامي الساخر بوميرمان في برنامج "نيو ماغازين رويال" على تلفزيون ZDF فيديو يحتوي على قصيدة، انتقد فيها القيود التي فرضها أردوغان على حرية التعبير في تركيا. لكن هذه الصور الساخرة ليست الأولى من نوعها.
صورة من: ZDF Neo Magazin Royale
أنغيلا ميركل
أثناء المفاوضات الأوروبية المتعلقة بحزمة الإنقاذ لليونان، غالبا ما صورت الصحف اليونانية ميركل وهي ترتدي العلامات النازية. هذا غلاف أحد أعداد المجلة الساخرة "ميستيكي إلادا" في عام 2012، وهو ربما لا يظهر ذلك صراحة، لكنه يصور المستشارة ترتدي الزي العسكري الخاص بالألمان في الحرب العالمية الثانية والنسر على كتفيها. ولم تقم الحكومة الألمانية بأي إجراءات قضائية ضد مثل هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/Rolf Haid
دونالد ترامب
دونالد ترامب، السياسي المثير للجدل، وأحد المرشحين الرئاسيين المحتملين عن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، غالبا ما يكون هدفا للرسوم الكرتونية والسخرية. ويبدو أن قطب العقارات ليس منفحتاً لتقبل الانتقادات، فقد نشرت "بوسطن غلوب" يوم الأحد (14 أبريل/نيسان 2016)، في صفحتها الأولى صورة ساخرة لترامب تظهر العالم تحت رئاسته. فعلق ترامب لاحقا إنها قصة "غبية" و"لا قيمة لها".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/The Boston Globe
فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب استعراض عضلاته في الصور التي ينشرها عن أوقات عطلته. بعد أن سمح للعالم برؤية صورة له أثناء ركوبه الخيل وهو عاري الصدر، أصبحت صورة صدر الرئيس بوتين تستخدم أيضا في استعراضات ساخرة - مثل التي تظهر في هذه الصورة، خلال موكب الكرنفال بمدينة دوسلدورف في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
كيم جونغ أون
الحاكم الشيوعي لكوريا الشمالية لا يستطيع أن يتخيل أن يكون هدفا لمزحة. وبعد الإعلان عن الفيلم الساخر "المقابلة"، الذي يعرض قصة خطة لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي من قبل صحفيين بعد الحصول على فرصة إجراء مقابلة معه، قام قراصنة الكترونيين بمهاجمة استوديوهات شركة "سوني بيكتشرز" المنتجة للفيلم. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حكومة كوريا الشمالية تقف وراء هذه الهجمات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Columbia Pictures/Sony
ونستون تشرشل
هناك تقليد طويل من السخرية من كبار الساسة: هذا الرسم الكاريكاتوري البريطاني الذي يعود لعام 1915 يصور ونستون تشرشل، ثم وزير البحرية، على شكل آخيل خلال حرب طروادة، منتقدا فشل قيادته خلال معركة غاليبولي في مضيق الدردنيل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
جورج دبليو بوش
كان الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة واحدا من أكثر مصادر الإلهام للكوميديين الساخرين في برامج السهرة. وكثيرا ما كانت رسوم كاريكاتيرية ساخرة تصفه بـ"افتقاده للذكاء". كما عاد الكوميديون مرة أخرى للسخرية منه عندما كشف عن توجهه إلى فن الرسم.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ياروسلاف كاتشينسكي
طفت على السطح في موكب الكرنفال في مدينة دوسلدورف هذا العام آثار التوتر الدبلوماسي بين بولندا وألمانيا. الصورة تظهر بولندا وكأنها امرأة تتعرض للتعنيف والدوس بحذاء زعيم حزب القانون والعدالة اليميني، ياروسلاف كاتشينسكي. فعلق وزير الخارجية البولندي أن الصور تظهر "ازدراء للشعب والسياسيين البولنديين."
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بصوته العميق المميز يتعرض بانتظام للسخرية من قبل الكوميديين في البرنامج التلفزيوني الساخر "بلد رائعة"، وهو برنامج أسبوعي من أكثر البرامج شعبية في إسرائيل. ولم يحدث أن استاء نتنياهو من محاكاة البرنامج الساخرة له، بل على العكس من ذلك، "بيبي"، كما يُطلق عليه، كان ضيف شرف على البرنامج في عرض عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
آية الله الخميني
تماما مثل بوميرمان، تسبب الفنان الهولندي المولد رودي كاريل، الذي عاش في ألمانيا، بجدل دبلوماسي في عام 1987 بسبب مونتاج صورة لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، تظهر تعرضه للرشق بملابس داخلية خلال زيارة رسمية. ونتيجة لذلك، طرد اثنان من الدبلوماسيين الألمان من طهران.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Wagner
أردوغان وبوميرمان
لا يزال علينا أن نرى إذا كانت قصيدة بوميرمان الاستفزازية لأردوغان ستؤدي إلى أزمة دبلوماسية مرة أخرى، مماثلة لما حصل في عام 1987 مع إيران. شيء واحد مؤكد، هو أنها ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها سخرية سياسية إلى توتر بين الدول، وطرق التعامل معها متنوعة تماما كالأساليب السياسية الحاكمة.