1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!

ماركو مولر
٣ فبراير ٢٠٢٥

شهدت نهاية الأسبوع مظاهرات حاشدة في ألمانيا وخاصة العاصمة برلين. الاحتجاجات موجهة ضد سياسة وخطط الاتحاد المسيحي بشأن الهجرة، وضد التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.

مظاهرة حاشدة في برلين ضد اليمين 02.02.2025
شارك حوالي ربع مليون شخص، حسب المنظمين، في المظاهرة الحاشدة في برلين ضد اليمين المتطرف وتعاون أحزاب الوسط الديمقراطي مع حزب البديل اليميني الشعبويصورة من: Annegret Hilse/Reuters

شهدت العاصمة الألمانية برلين احتجاجات حاشدة ضد تعاون المحافظين مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، تحت شعار "انتفاضة المحترمين - مظاهرات من أجل جدار الحماية". قدرت الشرطة عدد المشاركين في الاحتجاجات بنحو 160 ألف شخص، فيما أشار المنظمون إلى مشاركة نحو 250 ألف شخص. والمقصود "بجدار الحماية" خط فاصل بين حزب البديل المصنف كحزب متطرف جزئيا، والأحزاب الأخرى يمنع تعاونها مع البديل.

أما السبب والدافع لهذه الاحتجاجات الحاشدة، فهو الطلب الذي قدمته كتلة الاتحاد المسيحي المحافظ المكون من حزبي: الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي البفاري، بقيادة فريدريش ميرتس، من أجل تشديد سياسة اللجوء بشكل صارم. وقد تم تمرير الطلب في البرلمان يوم الأربعاء (29 كانون الثاني/ يناير) بأصوات حزب البديل الذي أمن الأغلبية لطلب الاتحاد المسيحي. لكن يوم الجمعة (31 يناير) فشل الاتحاد المسيحي في تمرير مشروع قانون في البرلمان أيضا يتعلق بالهجرة واللجوء، رغم تصويت كتلة البديل بالإجماع لصالحه، لكن بعض نواب كتلة الاتحاد المسيحي وكتلة الحزب الليبرالي، لم يصوتوا لصالحه، فلم يحقق مشروع القانون الأغلبية المطلوبة ولم يتمكن الاتحاد المسيحي من تمريره.

"خطأ لا يغتفر"

في احتجاجات برلين الحاشدة، ألقى الكاتب والسياسي اليهودي المعروف، ميشائيل فريدمان، الذي استقال من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي احتجاجا على مواقف الحزب والتطورات الأخيرة. وأشار فريدمان في كلمته إلى حزب البديل بأنه "حزب الكراهية" وأن التصويت المشترك لكتلة الاتحاد المسيحي مع حزب البديل "خطأ لا يغتفر".

سار موكب المظاهرات يوم الأحد من مبنى البرلمان إلى دار كونراد أديناور حيث المقر الرئيسي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. والقلق من التحول إلى اليمين في ألمانيايدفع الناس للنزول إلى الشوارع والاحتجاج. وقالت متظاهرة لـ DW "أعتقد أنه مهم جدا جدا التوضيح لفريدريش ميرتس والاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر، أي أحزاب الوسط الديمقراطي، أنها في طور ترك الوسط الديمقراطي". وإذا لم يكن هذا واضحا للأحزاب، فيجب توعيتها وتنبيهها إلى ذلك.

ألقى الكاتب والسياسي المعروف ميشائيل فريدمان كلمة في مظاهرة برلين وصف فيها حزب البديل بـ "حزب الكراهية" وتعاون الاتحاد المسحي معه "خطأ لا يغتفر"صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance

"أنا إيطالية وأعرف ماذا يحدث"

قالت شابة لـ DW، إنها اضطرت للمشاركة في الاحتجاجات لأنها إيطالية وتعرف "ماذا يحدث، مع الأسف ليس في إيطاليا فقط، وإنما في كل أنحاء العالم يصعد اليمين المتطرف". وترى أن الأمر خطير، حين يدعم الاتحاد المسيحي صعود اليمين. وقال متظاهر آخر "أعتقد أنه من المهم الاحتجاج، مادام لنا الحق في ذلك. ويجب ألا ننسى أننا من أجل مستقبل أفضل نتذكر الماضي والأحداث السابقة". وبذلك يشير إلى أحلك حقبة في تاريخ ألمانيا، العهد النازي الذي أشعل الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة الملايين.

مراسل DW ألكسندر غيرتس، رافق المظاهرات في برلين، والتي شارك فيها كبار السن ومن أشخاص من مختلف الأعمار والأجيال، وأشار إلى أنها كانت صاخبة ولكنها سلمية. وقال "فقط مرة واحدة رأيت تمزيق لوحة انتخابات دعائية للاتحاد المسيحي الديمقراطي". ماعدا ذلك لم يشهد أي أعمال تخريب أو عنف. ولدى وصول موكب المظاهرات إلى دار كونراد أديناور، لم يستطع المحتجون الدخول إليها حيث كانت هناك حواجز والمقر الرئيسي للحزب كان مظلما.

البرلمان الألماني يقر اقتراحا بتشديد سياسة الهجرة

02:18

This browser does not support the video element.

"فريتس، استمع إلى ماما" -  "ماما تقول لا"

كتب على إحدى اللافتات التي رفعت في المظاهرة "فريتس استمع إلى ماما" وعلى أخرى "ماما تقول لا!". وفريتس هو اختصار لاسم فريدريش، والمقصود به فريدريش ميرتس رئيس حزب الاتحاد المسيحي  الديموقراطي ومرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار. أما "ماما" فالمقصود به المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، التي كانت قبل ميرتس رئيسة الحزب ومستشارة من عام 2005 إلى عام 2021. العلاقة لم تكن وثيقة بين ميركل وميرتس على الإطلاق. والمفاجأة أن ميركل انتقدت يوم الخميس الفائت في تصريحات خطية تصرف ميرتس والحزب المسيحي الديمقراطي، واعتبرت من الخطأ التعويل على أصوات حزب البديل من أجل تشديد سياسة الهجرة.

وحيث أن الأحزاب تخوض حملاتها الانتخابية استعداد للانتخابات التشريعية المبكرة في 23 شباط/ فبراير الجاري، والاتحاد المسيحي يريد أن يفوز في الانتخابات ويكون ميرتس المستشار القادم، فإن التوبيخ العلني من قبل ميركل، المستشارة ورئيسة الحزب سابقا، في خضم الحملة الانتخابية أمر لا يخدم الحملة.

جدل ساخن حول الهجرة في ألمانيا.. في مصلحة اليمين الشعبوي؟

22:03

This browser does not support the video element.

مظاهرات في كل أنحاء ألمانيا

مظاهرات برلين كانت الأكبر، لكنها لم تكن الوحيدة. في ريغنسبورغ شارك يوم الأحد 20 ألف شخص في مظاهرات ضد العنصرية وسياسة اللجوء لحزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطيوالاتحاد الاجتماعي المسيحي. كما كانت هناك مظاهرات في الكثير من المدن الأخرى في مختلف أنحاء ألمانيا. يوم السبت (الأول من شباط/ فبراير) أيضا كانت هناك مظاهرات ضد اليمين. ففي هامبورغ شارك ما بين 65 و80 ألف شخص في الاحتجاجات، وفي كولونيا وشتوتغارت أيضا شارك حوالي 45 ألف شخص في المظاهرات حسب المنظمين.

كما تم الإعلان عن تنظيم مظاهرات أخرى. ودعت مبادرتا "معا ضد اليمين" و"أيام الجمعة من أجل المستقبل" إلى تجمع احتجاجي في برلين، بمناسبة عقد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي مؤتمره في برلين أيضا، حيث يريد الحزب خلال المؤتمر إقرار "البرنامج الفوري" وخطط فريدريش ميرتس بشأن الهجرة، التي تنص من بين نقاط أخرى على المراقبة الدائمة للحدود وإعادة اللاجئين الذين لا يحملون وثائق سفر من على الحدود. لكن حتى الآن ليس واضحا كيف سيصوت مندوبو المؤتمر وفيما سيكون هناك انتقاد لميرتس وسياسته.

أعده للعربية: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW