مظاهرات إيرانية في ذكرى احتجاز رهائن بالسفارة الأميركية
٤ نوفمبر ٢٠١٩
في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 اقتحم طلبة من أنصار "الثورة الإسلامية" مقر السفارة الأميركية بطهران واحتجزوا عشرات الدبلوماسيين. ولم تنته المشكلة إلا بعد وفاة الشاه. ومازالت علاقات واشنطن مع طهران مقطوعة منذ ذلك.
إعلان
أحيت إيران الإثنين (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) الذكرى الأربعين لعملية احتجاز الرهائن في سفارة واشنطن عبر تجمّعات مناهضة للولايات المتحدة خرجت في عدة مدن بأنحاء البلاد. ففي طهران، احتشد الآلاف منذ الصباح الباكر أمام مبنى السفارة الأميركية سابقًا في وسط العاصمة. ورفع رجال ونساء وأطفال لافتات باللغتين الإنجليزية والفارسية كتب عليها "الموت لأميركا.." إلى جانب مجسّمات تسخر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورُفعت كذلك لافتات تشير إلى خطاب للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد تحدّث عن أهمية عدم السماح للولايات المتحدة بإيجاد "موطئ قدم" في إيران.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة لتجمّعات مشابهة خرجت في عدة مدن أخرى بينها مشهد (شمال) وأصفهان (وسط)، ثاني وثالث أكبر مدن إيران لجهة عدد السكان، إضافة إلى إيلام وبوشهر وأهواز وشيراز (جنوب) وكذلك زاهدان (جنوب شرق) وقزوين وتبريز (شمال). وأفادت وكالة "مهر" للأنباء المقرّبة من المحافظين أن "الملايين يشاركون في هذه التجمعات" في أنحاء البلاد.
يذكر أنه في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1979، بعد أقل من تسعة شهور على الإطاحة بآخر شاه في إيران، اقتحمت مجموعة من الطلبة من أنصار "الثورة الإسلامية" مقر السفارة الأميركية في طهران التي اعتبرها أنصار مؤسس "الجمهورية الإسلامية" آية الله الخميني "وكر تجسس".
وطالب منفذو العملية آنذاك الولايات المتحدة بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي لتتم محاكمته في إيران مقابل الإفراج عن الرهائن. ولم تنته الأزمة بالإفراج عن الدبلوماسيين الأميركيين الـ52 إلا بعد 444 يومًا عقب وفاة الشاه في مصر. ولا تزال العلاقات بين واشنطن وطهران مقطوعة مذاك.
تدشين 30 جهاز طرد مركزي جديد
وتأتي الذكرى الأربعين لتلك الواقعة في ظل تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015.
ومن جانبه أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، اليوم الإثنين، تدشين 30 جهاز طرد مركزي جديد. ووفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية فإن التدشين جرى خلال زيارة تفقدية قام بها صالحي لمجمع تخصيب اليورانيوم في نطنز. وقال صالحي إن "الأجهزة الجديدة التي نقوم باختبارها هي إنتاج وطني، ولا تقل جودة عن النظير الأجنبي لها". وأضاف أن ضغوط "الأعداء جعلت البلاد تطور إمكانياتها في المجال النووي".
ص.ش/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
ستون عاما على إسقاط حكومة مصدق في إيران
في التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 1953 قامت المخابرات الأمريكية بانقلاب على محمد مصدق، أول رئيس وزراء إيراني منتخب ديمقراطيا وأعادت الشاه إلى الحكم. وكان مصدق قد قام بتأميم شركات البترول التابعة لبريطانيا.
صورة من: irdc.ir
أشد المدافعين عن المصالح الإيرانية
حظي رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق بشعبية وإعجاب كبير ليس فقط لدى مواطني دول العالم الثالث ولكن في الغرب أيضا وذلك لسياسته المناهضة للتبعية والاستعمار وقيامه بتأميم شركات البترول البريطانية التي كانت تعمل في إيران. ويعتبر مصدق أول رئيس وزراء إيراني منتخب ديمقراطيا في الفترة بين 1951 الى 1953 إذ أطاحت به المخابرات الأمريكية CIA.
صورة من: Tarikhirani.ir
بترول من أجل الإمبراطورية
أحتكر البريطانيون منذ عام 1919 النفط الإيراني عن طريق الشركة الأنجلو- إيرانية والتي تسمى اليوم الشركة البترولية البريطانية بحيث تم توقيع عقود استفادت من ورائها بريطانيا بالملايين فيما لم تحصل إيران إلا على نسبة منخفضة.
صورة من: Hulton Archive/Getty Images
ظروف عمل غير إنسانية
تحت ظروف صعبة وغير ادمية استغل البريطانيون عمال النفط الإيرانين للعمل لصالحهم. وكان العمال يسكنون في مساكن كارثية غير صالحة للسكن أصلا. ورفض الإنجليز جميع المحاولات لتحسين أوضاع هؤلاء العمال.
صورة من: Hulton Archive/Getty Images
التأميم أو الموت!
بحلول عام 1951 نشب الصراع عندما قرر محمد مصدق تنظيم صناعة البترول، حينها استشاط البريطانيون غضبا وقاموا بسحب خبرائهم من إيران ومن ثم فرضوا حظرا إقتصاديا عليها مما جعلها على حافة الإفلاس وعرفت هذه الأزمة " بأزمة عبادان".
صورة من: Tarikhirani.ir
موقف أمريكي متناقض
لجأ الإنجليز للولايات المتحدة من أجل طلب مساعدة في الملف الإيراني إلا أن الرئيس الأمريكي آنذاك ترومان رفض التدخل، وذلك رغبة في عدم إغضاب الإنجليز من ناحية ومن ناحية أخرى لتضامنه مع مصدق لإيمانه بأنه فقط حين تستطيع إيران بناء دولة قوية ستكون عائقا كبيرا أمام الاتحاد السوفيتي.
صورة من: Parstimes
استقرار خادع
كان للأزمة الإقتصادية الإيرانية تداعيات على العلاقة الأمريكية الإيرانية فتصاعدت التيارات المتطرفة كما زاد نشاط الحزب الشيوعي المعروف باسم "حزب توده". وطالب أنصار توده في مظاهراتهم بطرد الأمريكان والإنجليز من إيران وقطع العلاقات معهما وتوطيدها مع موسكو، إلا أن الأمريكان ظلوا مطمئنين بأن مصدق يسيطر على الأوضاع.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات قلبت الموازين
عام 1951 جاء وينستون تشرشل على رأس الحكومة البريطانية وبعدها بعام واحد تم انتخاب دوايت ايزنهاور خلفا لترومان. وعلى عكس ترومان استمع ايزنهاور، الذي كانت له خبرات مع العامليات السرية في المخابرات أثناء الحرب العالمية الثانية، لتحذيرات تشرشل من خطورة قيام انقلاب شيوعي في إيران ومن ثم شرع عن طريق CIA للإطاحة بمصدق.
صورة من: Monty Fresco/Topical Press Agency/Getty Images
مصدق رهن الإقامة الجبرية
توجه رجل المخابرات الأمريكية كيرميت روزفلت إلى إيران في تموز/ يوليو 1953 وأقنع الشاه بإطلاق سراح مصدق وتعيين الجنرال زاهدي في منصب رئاسة الوزراء كممثل للمصالح الغربية في البلاد. وبعد توقيع وثيقة الإفراج عن مصدق تم وضعه مباشرة رهن الإقامة الجبرية.
صورة من: psri.ir
فوضى منظمة
عملت المخابرات الأمريكية على نشر الفوضى في طهران من خلال تقديم رشى للساسة ورجال الدين والصحفيين وحشد أنصار ومناهضي مصدق ضد بعضهم البعض. لم يكن من المهم للاستخبارات الأمريكية من يفوز في هذه المعركة لكن المهم كان وضع الشاه في صورة منقذ الشعب الذي يعمل مع الجيش الموالي له على إعادة النظام والهدوء للبلاد.
صورة من: irandokht.com
الفرار إلى روما
غادر الشاه البلاد متخوفا من إمكانية تدهور الأوضاع بعد فشل محاولات الانقلاب الأولى في الخامس عشر من آب/ أغسطس1953. وتصاعد الصراع على السلطة بإلقاء مصدق القبض على بعض الشخصيات وإعلانه مكافأة لمن يعثر على الجنرال زاهدي.
صورة من: tourjan
انتصار وثقة
بدا مصدق في الثامن عشر من آب/ أغسطس 1953 وكأنه المنتصر الواثق من نفسه ورغم أنه كان يتحسب لمؤامرة من الشاه والبريطانيين إلا أنه لم يتخيل إمكانية تورط الولايات المتحدة أيضا فيها. وفي اليوم التالي طالب مصدق أنصاره بالبقاء في منازلهم لتجنب تدهور الموقف في شوارع طهران.
صورة من: snn.ir
تغيير مفاجئ بيد أمريكية
نجح رجل المخابرات الأمريكية، روزفلت مجددا في حشد الناس الذين خرجوا في التاسع عشر من آب/ أغسطس للشوارع معلنين تأييدهم للشاه. وبدأت قوات الشرطة والجيش في إطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للشاه الذين اقتحموا وزارة الخارجية ومركز الشرطة.
صورة من: irandokht.com
مواجهات شديدة أمام منزل مصدق
توجهت أعداد كبيرة من البشر إلى منزل مصدق لتندلع مواجهات شديدة بين أنصاره ومعارضيه مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص. وفر مصدق من سور حديقة منزله بعد أن اقتحمه أنصار الشاه ليسلم نفسه بعد ذلك للسلطات.
صورة من: aftabnews.ir
ديكتاتور بمباركة أمريكية
عاد الشاه من روما في الثاني والعشرين من آب/ أغسطس عام 1953 ليكون بعد ذلك نظاما عسكريا ديكتاتوريا كان يحظى بتأييد واسع من الولايات المتحدة التي ساعدته في تشكيل جهاز المخابرات (سافاك) كما أن تأميم قطاع النفط عاد بنفع كبير على شركات أمريكية.
صورة من: picture alliance/Keystone
نهاية مصدق
بعد اعتقاله تم تقديم مصدق للمحكمة وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات. وتم إطلاق سراحه في كانون الأول/ ديسمبر 1956 ليعود بعدها إلى منزله تحت رقابة من المخابرات. لم يسمح لمصدق بمغادرة قريته حتى وفاته في الخامس من آذار/ مارس 1967.