تظاهر آلاف الأشخاص اليوم الجمعة (17 فبراير/ شباط 2012) في مناطق عدة من سوريا في ما أطلق عليها "جمعة المقاومة الشعبية" للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون لوكالة فرانس برس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على تظاهرة في حي المزة في العاصمة دمشق، أسفرت عن مقتل مدني وجرح 12 آخرين إصابة بعضهم حرجة. فيما كشفت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى ارتفع إلى 45 شخصا، لكن لم يتم التأكد من الخبر من مصادر مستقلة.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قد نقلت في وقت سابق اليوم عن عمر إدلبي، عضو المجلس الوطني والمتحدث باسم لجان التنسيق المحلية قوله إن ما لا يقل عن 24 شخصا حتفهم اليوم الجمعة في مختلف أنحاء سوريا، من بين القتلى، 12 منشقا عن الجيش (السوري) تم إعدامهم أمام عدد من سكان درعا". فيما قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريف دمشق محمد الشامي في اتصال مع فرانس برس "خرجت تظاهرتان في المزة بعد صلاة الجمعة، أطلق الأمن عليهما النار بكثافة وهناك إصابات كثيرة". وأضاف أن "قوات الأمن تلاحق المتظاهرين بين الحارات لاعتقال أكبر عدد منهم".

وأفاد الشامي بخروج خمسة تظاهرات في حي الميدان موضحا أن "كل تظاهرة شارك فيها مئات فقط واستمرت لوقت قصير بسبب الانتشار الأمني الكثيف". كما خرجت مظاهرات في برزة وعسال الورد وكفرسوسة في دمشق فيما شهد حي القابون انتشارا امنيا كثيفا، وفقا للمرصد السوري. وفي ريف العاصمة خرجت تظاهرات في دوما وكفربطنا وعرطوز رغم الانتشار الأمني.

في مهد الحركة الاحتجاجية السورية محافظة درعا خرجت عدة مظاهرات، فقد شهدت مدينة درعا تظاهرة حاشدة "ضمت أكثر من عشرة آلاف متظاهر". كما خرجت تظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي في محافظة درعا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس إن "الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن حال دون خروج تظاهرات كبيرة في كثير من المدن والبلدات السورية".

أعنف قصف لحمص منذ أسبوعين

من ناحية أخرى أفاد ناشطون سوريون أن قصف القوات الحكومية لمدنية حمص تواصل اليوم، ولكن بشكل أعنف من ذي قبل، وقال ناشطون إن حمص تتعرض "لأعنف قصف" منذ أسبوعين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن خمسة مواطنين قتلوا في حي بابا عمرو الذي يتعرض لقصف متواصل منذ الصباح، فيما قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في محافظة حمص هادي العبد الله لوكالة فرانس برس، إن "القوات السورية تقوم بقصف هو الأعنف منذ 14 يوما. إنه أمر لا يصدق، إنه عنف كبير لم نر مثله. يطلق ما معدله أربع قذائف في الدقيقة". وأضاف "تم استهداف الخالدية والبياضة الجمعة بقصف مركز بالإضافة إلى حيي باب عمرو والإنشاءات"، مشيرا الى أن "القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الأيام السابقة".

وأكد العبد الله أن "هناك آلاف الأشخاص المعزولين عن العالم في حمص"، واصفا ما يجري في المدينة بأنه "جريمة حرب". وقال "هناك أحياء لا نعلم عنها شيئا، حتى إنني شخصيا لا أعلم شيئا عن أهلي، لقد انقطعت أخبارهم عني منذ 14 يوما". وقال الناشط عمر شاكر في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب من بابا عمرو ظهر الجمعة "القصف العنيف مستمر، والجيش النظامي يحاول التقدم من كل الجهات ويتصدى له عناصر الجيش السوري الحر"، مؤكدا أن القوات النظامية "لم تحقق السيطرة على أي منطقة في بابا عمرو حتى اللحظة".

يأتي ذلك غداة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة بأغلبية ساحقة على قرار يدين النظام السوري على خلفية أعمال العنف ضد المواطنين، ويدعو إلى تنفيذ خطة الجامعة العربية، بإنهاء إراقة الدماء في سوريا في غضون 15 يوما.

(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)

مراجعة: أحمد حسو