مظاهرات حاشدة في سوريا وعدد قتلى الانتفاضة يتجاوز الثلاثة آلاف
١٤ أكتوبر ٢٠١١
قال ناشطون وحقوقيون سوريون معارضون أن مظاهرات حاشدة خرجت اليوم الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول) في عدة مدن سورية تحت شعار "جمعة أحرار الجيش"، وإن قوات الأمن والجيش تصدت لها بالقوة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "تظاهرات حاشدة خرجت في العديد من المدن السورية رغم الانتشار الأمني الكثيف"، مؤكدا أن "المدن التي لم تشهد تظاهرات كانت تشهد حملات اعتقالات أمنية". وقال مدير عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن عشرة مدنيين قتلوا اليوم في عدة مدن سورية عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق المتظاهرين، كم أصيب "أكثر من ثلاثين شخصا بجراح خمسة منهم حالتهم حرجة".
وكانت مجموعة "الثورة السورية" ضد بشار الأسد 2011 قد دعت لمظاهرة اليوم تحت شعار "جمعة أحرار الجيش". وذكرت الصفحة التي أنشأها ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن "أحرار الجيش لا يقتلون أحرار الشعب الذين يطالبون بالحرية". ودعا الناشطون الجيش إلى "رفض الخدمة في جيش لا يحمي إلا القاتل والمذنب" والوقوف بجانب أهلهم "الأحرار دفاعا عن الحق ومطالبة بالحرية". جاء ذلك غداة مقتل أكثر من 36 شخصا في سوريا، بينهم 25 عسكريا، خلال اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعت
من جهة ثانية، أفادت وكالة الإنباء الرسمية (سانا) أن عبوة ناسفة زرعتها "المجموعات الإرهابية المسلحة" انفجرت بجانب الطريق في درعا ما أدى إلى وقوع إصابات بين المواطنين، فيما تمكنت وحدة الهندسة من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل أن تنفجر، حسب المصدر.
أكثر من ثلاثة آلاف قتيل ومخاوف من حرب أهلية
وأعلنت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، اليوم الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول)، أن عدد القتلى منذ بدء أعمال العنف في آذار/مارس في سوريا "تجاوز حاليا ثلاثة آلاف قتيل، بينهم 187 طفلا على الأقل". وأكدت في بيان أن "أكثر من مئة شخص قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية فقط"، لافتة إلى "الآلاف اعتقلوا أو اختفوا أو تعرضوا للتعذيب".
ودعت المفوضة الأممية الأسرة الدولية إلى اتخاذ "تدابير عاجلة" لحماية المدنيين في سوريا، مشيرة إلى أن "المجموعة الدولية تستطيع التحدث بصوت واحد والتحرك لحماية الشعب السوري"، مشيرة إلى أن "النظام السوري اخفق في مهمته التي تقضي بتأمين الحماية للشعب".
واعتبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن العقوبات، التي فرضتها المجموعة الدولية على دمشق، لم تؤد إلى تغيير موقف السلطات السورية حتى الآن كما قال الناطق باسمها روبرت كولفيل في تصريح صحافي. وأضاف أنه لهذا السبب دعت بيلاي الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السوريين الذين يحتجون ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت بيلاي إنه يقع على عاتق كل أعضاء المجموعة الدولية اتخاذ "إجراءات حماية بشكل جماعي وحاسم قبل أن يتواصل القمع بدون رحمة ويقود القتلة البلاد نحو حرب أهلية فعلية".
في هذه الأثناء ذكرت قناة الجزيرة الفضائية اليوم أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة يوم الأحد المقبل لبحث الوضع في سوريا. وكان مجلس التعاون الخليجي قد أصدر بيانا أمس دعا فيه إلى اجتماع فوري لأعضاء جامعة الدول العربية لبحث الوضع الإنساني في سوريا وبحث سبل وقف العنف وإراقة الدماء.
(ع.ج.م/ أ.ف.ب، روتيرز)
مراجعة: منصف السليمي