مظاهرات حول العالم للضغط على القادة في قمة المناخ بغلاسكو
٦ نوفمبر ٢٠٢١
تظاهر عشرات الآلاف في غلاسكو ومدن أخرى حول العالم للمطالبة باتخاذ إجراءات "فورية" لمواجهة التغير المناخي وحماية الدول الفقيرة الأكثر تضرراً. ويتهم الناشطون الشباب قادة العالم بوضع التزامات "غير واضحة" بشأن حماية المناخ.
إعلان
تحدّى عشرات آلاف المتظاهرين من أجل المناخ السبت (السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2021) الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في غلاسكو، المدينة المضيفة لمؤتمر المناخ ومركز التعبئة العالمية، لمطالبة القادة السياسيين باتخاذ خطوات في مواجهة التغيّر المناخي الذي يهدّد البشرية.
وتهدف هذه التحركات إلى المطالبة بـ"العدالة المناخية" واتخاذ تدابير فورية من أجل الشعوب، لا سيما في بلدان الجنوب الأكثر فقراً، المتضررة أصلاً بالاحترار المناخي لكوكب الأرض الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة من الأنشطة البشرية.
وقالت متظاهرة نروجية اسمها جيني (22 عاماً) جاءت إلى غلاسكو: "إنه مستقبلنا ومستقبلي ومستقبل أولادي"، معتبرةً أنه "من المهمّ" أن "يناضل" ناشطو الدول الغنية من أجل ناشطي الدول الفقيرة الذين لا يملك بعضهم "الوسائل للإقامة لهذه الفترة الطويلة" في اسكتلندا. وقالت الشرطة الاسكتلندية إنها تتوقع عدداً قد يصل إلى خمسين ألف شخص سيتظاهرون في شوارع غلاسكو.
وبدأت المسيرة بعد الظهر في مكان قريب من مركز المؤتمرات الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة ويعقد فيه منذ أسبوع مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 26) المهم لمستقبل البشرية.
وعبّر الممثل البريطاني إدريس إلبا الذي كان موجوداً في مركز المؤتمر، عن "تضامنه" مع المتظاهرين الموجودين في الخارج. وقال: "التغيّر المناخي موجود وحقيقي فعلاً وسينتهي بنا الأمر بدفع ثمنه"، وأضاف: "لقد نجحنا في تدمير جزء من كوكبنا بشكل لا رجوع عنه".
ولخّصت الناشطة الأوغندية من أجل العدالة المناخية فانيسا ناكاتي الظلم المناخي بالتذكير بأن إفريقيا تتحمل مسؤولية 3 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، لكن في أوغندا والدول المجاورة يتسبب التغيّر المناخي بجفاف وفيضانات كارثية وانزلاقات أرضية مميتة.
مظاهرات في مختلف أنحاء العالم
وفي سيدني وملبورن، تنكّر متظاهرون بما يُشبه الفحم أو بشكل رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون المدافع الأبرز عن استخدام الفحم، حاملين شعارات يعتبرون فيها أن مؤتمر "كوب 26" هو "مهزلة" وأن موريسون "عارٌ مُطلق". وفي كوريا الجنوبية، تظاهر نحو 500 شخص في شوارع العاصمة سيول للمطالبة بمساعدة فورية للمجتمعات الأكثر تضرراً من تبعات الاحترار المناخي.
وتجمّع ألف شخص على الأقل في لندن أمام بنك إنكلترا، رافعين شعارات قصيرة ولافتة بينها: "كن جدّاً صالحاً" و"تغيّر منهجي وليس مناخي" و"ليس هناك كوكب بديل" و"لا تختاروا الانقراض" و"المريخ سيء، فلننقذ الأرض". وفي باريس، تظاهر مئات الأشخاص ورفعوا لافتة أمام مقرّ بلدية العاصمة الفرنسية كُتب عليها "إذا لم تتحركوا في كوب26 سنموت في 2050".
وكان آلاف الشباب تظاهروا الجمعة في غلاسكو في نهاية الأسبوع الأول من مؤتمر "كوب 26" الذي يستمر أسبوعين. وقالت الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبيرغ في هذه المناسبة "ليس سراً أن مؤتمر كوب26 يشكل فشلاً". ووصفت مؤتمر الأطراف الـ26 بأنه "احتفال (...) للثرثرة" بعد التزامات خطوط بعضها غير واضحة في بعض الأحيان، من قبل مجموعات من البلدان لمكافحة إزالة الغابات أو تقليل انبعاثات الميثان في الغلاف الجوي أو وضع حد للوقود الأحفوري.
ودعا الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا مايكل مان إلى مزيد من الحذر بشأن محادثات المناخ التي تقودها الأمم المتحدة. وغرّد مان: "بالكاد بدأ مؤتمر كوب 26، والناشطون الذين أعلنوا موت (القمّة) يجعلون مديري شركات الوقود الأحفوري يقفزون من الفرح".
ورهانات المؤتمر كبيرة في أجواء جائحة عالمية أضعفت البلدان الفقيرة المعرضة فعلياً لتأثير تغيرات المناخ. ويناقش نحو مئتي وفد خصوصاً ما ينص عليه اتفاق باريس حول إبقاء الاحترار العالمي دون الدرجتين مئويتين وإذا أمكن عند 1,5 درجة مئوية.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب)
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم في المجهول
يلتقي خبراء المناخ وصناع القرار في مؤتمر كوب 26 حول المناخ العالمي بغلاسكو في اسكتلندا، وسط تحذيرات هائلة من المجتمع العلمي من تصاعد أزمة المناخ في ظل تسارع ظواهر تطرف الطقس واستمرار الخلافات بين القوى الصناعية الكبرى.
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
المناخ العالمي دخل في المجهول!
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في افتتاح مؤتمر كوب 26، أن السنوات (2015 -2021) هي على الأرجح أكثر الأعوام حرا تسجل حتى الآن، والمناخ العالمي "دخل في المجهول". أمين عام الأمم المتحدة اعتبر هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ "يكشف أن كوكب الأرض يتحول امام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب".
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي
يناقش مؤتمر COP26 تقارير وبيانات أقمار اصطناعية حول المدى الذي بلغه الجليد البحري في القطب الشمالي. وحسب تقرير يلخص تحقيقات لأجهزة الاستخبارات الأميركية بأن ذوبان الجليد في القطب الشمالي "يزيد أساسا المنافسة الاستراتيجية للوصول إلى موارده الطبيعية". وفي أماكن أخرى ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات القصوى لتقلبات الطقس "هناك خطر متزايد لحدوث نزاعات على المياه والهجرة خصوصا بعد العام 2030".
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش/م.س)