1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مظاهرات فرنسا تخفي صراعاً على قصر الاليزية

دويتشه فيله / وكالات٥ أبريل ٢٠٠٦

أصبحت النقابات والحركات الطلابية الفرنسية في موضع قوي في مفوضاتها مع الحكومة، وذلك بعد أن نجحت في تعبئة عدد هائل من المواطنين الفرنسيين أمس للتظاهر احتجاجاً على قانون العمل الجديد، والذي يرون فيه سلباً لحقوق العاملين.

مظاهرات حاشدة في فرنسا ضد قانون العمل الجديدصورة من: AP

أكدت النقابات الفرنسية ان ما لا يقل عن مليوني شخص تظاهروا يوم أمس الثلاثاء، 4 نيسان/أبريل 2006، في فرنسا احتجاجا على ما أصبح يعرف بـ "عقد الوظيفة الأولى" بينهم 700 ألف في العاصمة باريس. وشهدت حركة المواصلات وخاصة في باريس وبعض المرافق العامة بلبلة في هذا اليوم الاحتجاجي الخامس في غضون عشرة أسابيع. واعتبر المنظمون أن عملية تعبئة الشارع لاقت نجاحا كبيرا على اعتبار أن عدد المتظاهرين وصل حتى ساعات الظهر ما لا يقل عن 3,1 مليون متظاهر في الكثير من المدن الفرنسية باستثناء باريس، أي العدد نفسه تقريبا الذي شارك في حركة التظاهر الكبيرة احتجاجا على هذا العقد في 28 آذار/مارس. وأظهرت الأرقام النهائية الصادرة عن الشرطة والنقابات على التوالي أن مليون إلى ثلاثة ملايين شخص تظاهروا في 28 آذار/مارس. وقامت وزارة الداخلية بنشر الآلاف من عناصر الشرطة مجددا للتصدي لأي تجاوزات جديدة قد تحدث خلال التظاهرات، لاسيما في باريس. يذكر أن الحركات الشبابية والنقابات أبقت على يوم الاحتجاج الثلاثاء بالرغم من قرار شيراك، الذي كان بمثابة إلغاء لعقد الوظيفة الأولى، حيث أصدر الرئيس القانون الذي ينص على هذا العقد غير انه طالب في الوقت نفسه بتعديله وعدم تطبيقه قبل هذه المراجعة.

دو فيلبان الخاسر الأكبر

رئيس الوزراء الفرنسي في وضع حرجصورة من: AP

اعتبرت وسائل الإعلام الفرنسية بصورة إجمالية أن رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان هو الخاسر في هذه الأزمة وان نفوذه تراجع كثيرا. فقد اظهر استطلاع للرأي ان 71 بالمائة من الفرنسيين يعتبرون ان خطوة شيراك "ستؤدي الى تشدد في الحركة المعارضة لعقد العمل الأول". وفي محاولة على الأرجح لمحو الانطباع بان نيكولا ساركوزي سرق منه الأضواء وان نفوذه تراجع عقد دو فيلبان اجتماعاً مع جميع أعضاء الحكومة. وطلب منهم "مواصلة عمل تحديث" البلاد في الأشهر المقبلة. يذكر أن الأزمة بين الحكومة والشارع بدأت عندما قرر رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان طرح مشروع عقد العمل الأول الخاص بالشباب ما دون السادسة والعشرين من العمر، محاولا فرضه ليواجه عندها معارضة غالبية كبرى من الفرنسيين ووحدة نادرة للنقابات وكذلك للأحزاب اليسارية في فرنسا. وقد جرد قرار شيراك رئيس الوزراء من ملف عقد عمل الشباب بعد ان جعل دوفيلبان من هذا الملف رمزا لعزمه على إصلاح النموذج الاجتماعي الفرنسي.

بوادر حل للأزمة

المعارضة في فرنسا على أشدها ضد قانون الوظيفة الأولىصورة من: AP

مع تولي وزير الداخلية نيكولا ساركوزي ملف الأزمة القائمة حاليا مع نقابات العمال ومع الطلبة، بدأت بوادر حل للأزمة تلوح في الأفق. وتولى ساركوزي زعيم الاتحاد من اجل حركة شعبية (الحزب الحاكم) والمرشح للانتخابات الرئاسية عام 2007، هذا الملف ساعيا الى إعادة الحوار مجددا ووضع قانون جديد يعدل عقد عمل الشباب. وساركوزي المعروف باندفاعه في العمل اتصل اعتبارا من نهاية الاسبوع الماضي بالمسؤولين النقابيين والطلابيين. ولوحظ تبدل طفيف في اللهجة حيث بدت النقابات على استعداد للتجاوب مع دعوة وجهها نواب من الاتحاد من اجل حركة شعبية مشترطين ألا يدور النقاش حول إدخال "تعديلات" على عقد سقط قبل ان يدخل حيز التنفيذ. وقال الزعيم الطلابي برونو جوليار انه "من المحتمل جدا أن يقوم حوار" اذا ما "تناول النقاش شروط إلغاء عقد الوظيفة الأولى".

صراع خلف الكواليس

ساركوزي هو سيد الموقفصورة من: AP

إلا أن لهذه الأزمة أبعاد أخرى فمن المعروف أن كل من نيكولا ساركوزي ودومينيك دو فيلبان يتطلعان إلى منصب رئيس الجمهورية خلفا لجاك شيراك عام 2007. وفي الأزمة الراهنة أظهر ساركوزي مهارة اكثر من دو فيلبان، حيث اصبح رجل الموقف بعقده محادثات مع النقابات العمال والطلبة. وفي كلمة توجه بها دو فيلبان أمس للصحفيين أكد رئيس الوزراء الفرنسي أن "الاولوية" بالنسبة له تكمن في الخروج سريعا من الأزمة. إلا أن هذه الأزمة الذي تسبب فيها دو فيلبان سيكون لها تأثيراً على فرص فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية في العام القادم، لاسيما وأن استطلاعات الرأي تظهر أن نحو ثلثي الفرنسيين يعارضون القانون، الذي تبناه دو فيلبان. إلا الرئيس الفرنسي جاك شيراك مازال يسعى إلى إيقاف ساركوزي عند حده. فلقد كان ساركوزي يرغب في أن تكون له اليد العليا في صياغة تعديلات القانون الجديد من خلال محادثاته مع ممثلي النقابات. لكن شيراك أكد على أن التعديلات الجديدة ستتطلب موافقة رؤساء الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم في البرلمان، بالإضافة إلى موافقة رئيس الوزراء دو فيلبان شخصياً.

شيراك يضع دو فيلبان في مأزق

طريقة تعاطي شيراك مع الأزمة أوقعت دو فيلبان في مأزقصورة من: AP

لكن العديد من المراقبين يرون أن طريقة تعاطي شيراك مع هذه الأزمة قد أوقعت دو فيلبان في مأزق وتسببت في حالة من الفوضى، وذلك لموافقة شيراك على قانون عقد العمل ومطالبته بتغييره في نفس الوقت، بالإضافة تجريد دو فيلبان من اختصاصه في معالجة هذا الملف وتكليف ساركوزي به. بذلك أصبح ساركوزي رجل الدولة الأول في هذه القضية ليتفوق إلى غريمة اللدود دو فيلبان، الذي سيبقى مكتوف الأيدي لحين التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والنقابات والمنظمات الطلابية في فرنسا. أما وسائل الاعلام الفرنسية فقد وصفت نيكولا ساركوزي بأنه قد أصبح "رئيساً ثانياً للوزراء" وحتى انه تقدم على دو فيلبان منافسه في صفوف اليمين إلى الانتخابات الرئاسية في 2007. ويظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في آ" أن حوالي 45 بالمائة من الفرنسيين يتمنون استقالة رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان، الذي تراجعت شعبيته إلى حدها الأدنى منذ بداية النزاع حول عقد الوظيفة الأولى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW