أوقفت الشرطة في برلين أكثر من 40 شخصا في صدامات بين متظاهرين يساريين ويمينيين. وفي هامبورغ تجمع آلاف اليساريين احتجاجا على "العنصرية" واصطدموا بالشرطة التي أوقفت حركة القطارات، كما منع القضاء مظاهرة لليمين المتطرف.
إعلان
ألقت الشرطة الألمانية القبض على 44 شخصا في أعمال شغب عنيفة بين يمينيين ويساريين في منطقة فريدريشسهاين بالعاصمة برلين. وصنف المحققون 41 شخصا من المقبوض عليهم ضمن التيار اليميني، وقالت متحدثة باسم الشرطة اليوم السبت(12 ايلول/ سبتمبر 2015) إن جزءا كبيرا من المقبوض عليهم معروفون للشرطة من خلال أنشطة لها توجه يميني.
وأفادت أقوال شهود، أن أفراد المجموعة تجولوا في الشوارع في ساعة مبكرة من صباح اليوم هاتفين بشعارات يمينية، وعندها اصطدموا بمجموعة من اليساريين. وأضاف الشهود أن الجانبين تبادلا الرشق بالحجارة والزجاجات ما تسبب في حدوث إصابة طفيفة لأحد الأشخاص. وتحقق الشرطة في الواقعة بوصفها خرق خطير للسلم الاهلي.
وفي هامبورغ أعلن متحدث باسم الشرطة الاتحادية في المدينة اليوم السبت عن التحفظ على مجموعة تضم 34 نازيا جديدا بسبب أعمال شغب في محطة القطار الرئيسية بالمدينة. وأوضح المتحدث أن أفراد المجموعة حاولوا استفزاز متظاهرين يساريين داخل المحطة مشيرا إلى أنه نظرا لوجود مئات من المتظاهرين اليساريين أمام المحطة، فقد قامت الشرطة بترحيل النازيين الجدد على متن ترام إلى نقطة احتجاز.
وفي وقت سابق اليوم كان متحدث باسم الشرطة قد أعلن عن وقف حركة القطارات في محطة السكك الحديدية الرئيسية في مدينة هامبورغ بسبب أعمال شغب من قبل متظاهرين يساريين. وذكر المتحدث أن عدة مئات من المتظاهرين والشرطة وقفوا قبالة بعضهم بعضا في محطة سكك حديد هامبورغ، حيث رشق متظاهرون يساريون قطارا بالحجارة وهاجموا أفراد الشرطة برذاذ الفلفل.
وفي الوقت نفسه، تظاهر عدة آلاف في سوق المدينة تأييدا للتنوع والتسامح، وقالت كارولا فايت رئيسة برلمان هامبورغ المنتمية إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "لا نريد نازيين ولا نريد هوليغانز ولا نريد عنصريين"، مؤكدة أن كل شخص مرحب به في هامبورغ باستثناء مثل هؤلاء الأشخاص.
سكك الحديد.. بوصلة اللاجئين نحو بر الأمان
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
يحاول أغلب اللاجئين القادمين تتبع خطوط سكك القطار في طريقهم الصعب والخطر إلى شمال ووسط أوروبا، وذلك خوفاً من أن يضلون طريقهم ويضيعون في قرى وغابات القارة العجوز. وأصبحت سكك الحديد بمثابة بوصلة لتحديد الاتجاه للكثير من اللاجئين.
صورة من: Reuters/S. Nenov
بعدما تطئ أقدام اللاجئين أول محطة في القارة الأوروبية وهي على الغالب تركيا أو اليونان أو إيطاليا أو مالطا أو إسبانيا في الجانب الآخر، يحاول اللاجئون مواصلة المسيرة وصولاً إلى مكان آمن لطلب اللجوء.
صورة من: DW/N. Rujević
مقدونيا هي المحطة الثانية أو الثالثة للاجئين القادمين من شرق وجنوب شرق أوروبا. وهذا البلد الصغير ليس عضواً في الاتحاد الأوروبي ولا يرغب أغلب اللاجئين في البقاء به بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، لذلك يفضلون الذهاب إلى بلدان أخرى داخل القارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
محطة بودابست هي المحطة الأولى داخل الاتحاد الأوروبي، وهي محطة "ترانسيت" بالنسبة للكثير من اللاجئين، إذ لا يرغب أكثرهم في البقاء فيها لأسباب اقتصادية أيضاً.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
أوقفت الشرطة المجرية الخميس (03.09.2015) قطاراً كان على متنه العشرات من اللاجئين، وأغلبيتهم من السوريين، وأرغمتهم على النزول منه وتقديم اللجوء في مركز مجري لاستقبال المهاجرين.
صورة من: DW/L. Scholtyssyk
آلاف اللاجئين يفترشون الأرض في المحطة الشرقية لقطارات بودابست آملين في أن يحالفهم الحظ ويربكوا أحد القطارات المتوجهة إلى النمسا أو ألمانيا.
صورة من: Reuters/B.Szabo
"سوريا"، "أريد الذهاب إلى ألمانيا"، "ساعدونا"، "أنغيلا ميركل"، "السلام لسوريا"، عبارات كتبها السوريون على جدران محطة بودابست آملين أن تصل رسالتهم لمن يساعدهم وينقذهم من أزمتهم.
صورة من: Reuters/B.Szabo
وكانت السلطات المجرية قد سمحت للقطارات بنقل اللاجئين إلى فيينا في بداية الأسبوع، ثم عادت وأوقفت ذلك بعد اعتراضات أوروبية كبيرة ومطالبتها باحترام الاتفاقيات وقواعد شينغن للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Balogh
شرطية تشيكية تكتب رقماً على يد أحد اللاجئين في بريكلاف القريبة من الحدود مع سلوفاكيا والنمسا. وسمحت الشرطة التشيكية الخميس للسوريين الذين سجلوا أسماءهم لطلب اللجوء في المجر، أن يطلبوا اللجوء إلى جمهورية التشيك، وسيسمح لهم بالسفر عبر القطارات إلى الوجهة التي يسعون إليها.
صورة من: Reuters/I. Zehl
فيينا هي ليست المحطة الأخيرة لأغلب اللاجئين، إذ يفضل الكثير منهم التوجه إلى ألمانيا والبلدان الاسكندنافية. ويترتب على اللاجئين العبور من جديد عبر القطارات أو مشياً على الأقدام هروباً من النمسا.
صورة من: Reuters/L. Foeger
"محطة الحرية" في ميونيخ قد تكون المحطة الأخيرة للكثير من اللاجئين. وقدرت السلطات الألمانية عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا في هذه السنة بـ 800 ألف شخص، فيما وصل ألمانيا في الشهر الماضي نحو 100 ألف شخص. مئات المتطوعين هبوا لمساعدة اللاجئين في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sven Hoppe
لكن قصص عبور اللاجئين لا تنتهي دائماً نهاية سعيدة، وخاصة للاجئين الراغبين في عبور نفق القطارات إلى بريطانيا. وتوقفت حركة القطارات هذا الأسبوع أكثر من مرة بسبب عبور اللاجئين فوق سكك الحديد.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
12 صورة1 | 12
من جانبه، أكد أولاف شولتس عمدة هامبورغ، المنتمي أيضا إلى الحزب الاشتراكي أن هامبورغ "أظهرت لونها الحقيقي" بالاحتجاج ضد العنصرية. يأتي ذلك بمناسبة مظاهرة ليمينيين متطرفين وهوليغانز كان مزمعا تنظيمها اليوم لكن تم حظرها بقرار من القضاء وذلك بعد أن رفضت المحكمة الدستورية الاتحادية مساء أمس الجمعة تظلم منظمي هذه المظاهرة التي كانت تحمل اسم "يوم الوطنيين الألمان". ويحاول اليمينيون المتطرفون في الوقت الراهن التوجه إلى بريمن القريبة من هامبورغ، لكن شرطة بريمن حظرت كل الاحتفالات البديلة لليمينيين وأخلت السوق الأسبوعية في مركز المدينة.