معاداة السامية ـ تنديد بالاعتداء على طالب يهودي بهامبورغ
٥ أكتوبر ٢٠٢٠
طالب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا بالتصدي لمعاداة السامية عقب الاعتداء على طالب يهودي أمام معبد يهودي في مدينة هامبورغ. وتواردت ردود الفعل المنددة بالاعتداء من داخل ألمانيا وخارجها.
إعلان
قال رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر اليوم (الاثنين الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2020) في برلين "لا يجب أن يصبح الأفراد في دولة دستورية ديمقراطية مثل ألمانيا غير مبالين في الموقف الذي يصبح فيه اليهود هدفا للكراهية على نحو متزايد... نتوقع من المجتمع ككل أن يتصدى بحزم للكراهية ضد اليهود - لصالح ديمقراطيتنا وحريتنا، وحتى تكون الحياة اليهودية ممكنة بلا قيود في ألمانيا". وأعرب شوستر عن شكره لشرطة هامبورغ لتدخلها، لكنه دعا أيضا إلى دراسة كيفية تحسين الإجراءات الأمنية، مضيفا أنه بغض النظر عن الحادث الحالي، يجب على هامبورغ، مثل ولايات ألمانية أخرى، تعيين مفوض لمكافحة معاد السامية بسرعة.
في غضون ذلك أعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها إزاء الهجوم وقال المتحدث باسمها الحكومة شتيفن زايبرت إنه لأمر مخز أن يتعرض مواطن يهودي في ألمانيا للهجوم في الشارع، مضيفا أن الهجوم كان بغيضا، بغض النظر عن الحالة التي كان فيها المهاجم وقت ارتكاب الجريمة، وقال: "في ألمانيا، أي عمل كهذا يعتبر مخزيا".
كما أعربت الحكومة الألمانية عن شكرها لضباط الشرطة الذين تدخلوا بسرعة واعتقلوا الجاني. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية: "من الواضح أنه يجب افتراض أن الجريمة ذات دوافع معادية للسامية". وتحقق الشرطة والنيابة العامة في الهجوم على أنه شروع في القتل - على الأرجح بدافع كراهية اليهود.
وكان طالب يهودي (26 عاما) يضع قلنسوة اليهود (الكيباه) على رأسه أصيب بإصابات خطيرة أمس الأحد عقب تعرضه لهجوم أمام المعبد اليهودي في هامبورغ. وبحسب بيانات الشرطة، ضرب رجل (29 عاما) ضحيته، الذي من المتوقع أن يظل على قيد الحياة، على رأسه بآلة حادة.
كما أدان أولاف شولتس، نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الهجوم وكتب شولتس، الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية الألماني وكان سابقا عمدة لمدينة هامبورغ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "إنه هجوم جبان ومخز، أثار صدمتي". وأعاد لوزير نشر تغريدة لعمدة هامبورغ بيتر تشنتشر الذي أعرب عن فرعة أزاء الحادثة، مؤكدا أن هامبورغ تقف بشدة إلى جانب مواطنيها من اليهود.
وسارع وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس أيضا إلى التّنديد بالواقعة على تويتر، واصفاً إيّاها بأنها عمل "بغيض معاد للسامية يتوجّب علينا جميعاً معارضته".
ومن نيويورك، ندّد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر بـ"عمل إرهابي عنيف ومعاد للسامية". ووصف رئيس المؤتمر الألماني للحاخامات الأرثوذكس أفيخاي ابيل الهجوم بأنّه "صدمة جديدة للجماعة اليهوديّة في ألمانيا". وقال في بيان "إنّه أمر لا يُطاق أن نرى استمرار الكراهية والعنف ضدّ اليهود بالشوارع الألمانيّة".
وبحسب وسائل إعلام ألمانيّة، كان الكنيس يعجّ بالمصلين بمناسبة الاحتفال بعيد السوكوت "عيد العرش".
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ / أ.ف.ب)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.