1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معارضو تعديل الدستور التركي في ألمانيا: أردوغان يخشانا!

٢٣ مارس ٢٠١٧

يوجد في ألمانيا أيضاً معارضون للاستفتاء الذي سينظمه أردوغان لتغير دستور تركيا نحو تمتعه بمزيد من الصلاحيات، إذ يرون في ذلك خطراً على الديمقراطية، ما يدفعهم للتظاهر في كثير من مدن ألمانيا لحشد الأصوات ضده ورفضه.

Symbolbild Türkei Einschränkung der Meinungsfreiheit
صورة من: picture alliance/dpa/H. Kaiser

كل امرأة تقدر حريتها كتركية يجب عليها أن تصوت بلا"، تقول نورسهان باس وهي ترفع في يديها علمين أحمري اللون في إحدى ساحات كولونيا وكُتب عليهما "لا" باللغة التركية. وهذه المظاهرة في وسط كولونيا نظمها غوناي تشابان. فقط بعض الأشخاص التقوا في يوم السبت الممطر وسط الساحة الكبيرة. ويقول تشابان: "الشعب التركي مطالب بالتصويت عبر استفتاء ضد الديمقراطية؟ إنه أمر سخيف". لا تشابان ولا من يرفعون كلمة "لا" ينضوون تحت لواء أي حزب، هم فقط مواطنون يريدون تنوير الناخبين. "الكثيرون لا يعرفون ما هو مطروح في هذا الاستفتاء. ويعتقدون أنهم يصوتون لأردوغان أو ضده. ولكن الأمر يتعلق بتغيير نظام!".

تشابان وأصدقاؤه يريدون بعديد من التظاهرات والنقاشات في مقاهي تركية وزوايا المعلومات تنوير الناخبين. دوغان من كولونيا يسأل: "من يريد أن يعيش في كنف دكتاتورية؟". هذا الشاب البالغ من العمر 20 عاماً يعارض تعديل الدستور المرتقب من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويقول دوغان بأن لديه الكثير من الأصدقاء الذين يؤيدون أردوغان ولا أحد يثير موضوع الاستفتاء في وسط أصدقائه، لأنه من المحرمات. "أنصار أردوغان يشعرون فوراً بأنهم مهاجمون عندما أتحدث بانتقاد حول الموضوع، أنا لا أفهم أصدقائي الذين ترعرعوا معي في ألمانيا"، يضيف دوغان.

غوناي تشابان منظم المظاهرة "الديمقراطية في تركيا"صورة من: DW/S. Pabst

انشقاق داخل الجالية التركية

الاستفتاء الشعبي المرتقب حول النظام الرئاسي المبرمج من أردوغان يقسم الجالية التركية في ألمانيا.حتى الفنان علي الذي لا يريد ذكر اسمه الحقيقي يعارض تعديل الدستور، وفقد بسبب الخلافات الكبيرة حول الموضوع التواصل مع جزء كبير من عائلته. وحتى حفل الزواج الذي ستقيمه ابنته لن يتمكن من حضوره في تركيا. وكمواطن يحمل الجواز التركي يخشى بسبب نصوصه وصوره المنتقدة كمعارض لأردوغان أن يتعرض للاعتقال.

وتوجد مبادرات كثيرة تروج للرفض لتعديل الدستور التركي في الكثير من المدن الألمانية. تورغوت يوكزيل، نائب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلمان ولاية هيسن أطلق مبادرة "لا" في مدينة فيسبادن. وقال في حديث مع DW: "الكثيرون كانوا سعداء بعد إطلاق مبادرتنا التي تلتزم بموجبها مجموعة في حملة لا". تورغوت يوكزيل ورفيقته مروت أوزتورك من حزب الخضر يعتقدان أن تعديل الدستور الذي يصبو إليه أردوغان يفرغ النظام البرلماني من مضمونه ويلغي الفصل بين السلطات.

على متن الحافلة إلى القنصلية

هدف من يعلنون الـ"لا" بين الأتراك هو كشف النقاب عن مبادرات المعارضة.هم يريدون تشجيع الناس على التعبير بانفتاح عن رأيهم. وهم يتحركون بالمعنى الواسع للكلمة: وبما أنه لا يمكن ابتداء من 27 من مارس/ آذار التصويت إلا داخل الممثليات القنصلية طوال أسبوعين، فإن هذه المبادرة تضع إمكانية السفر على متن الحافلة رهن تصرف الناس الذين يقيمون في مناطق نائية.

مبادرة "لا" في ولاية هيسن منظمة بصفة محكمة، وهي تتجاوز الأحزاب. ففي فرانكفورت وحدها تظاهر ضمن مظاهرة للأكراد في نهاية الأسبوع 30.000 شخص سلمياً من أجل "الديمقراطية في تركيا". وهذا تجمع شعبي يترقبه غوناي تشابان في كولونيا.

كوغاي سوفوغلو رئيس الجالية التركية في ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa/T. Rückeis

"لا" تجمع بين الفصائل

ويعتبر تنظيم هذا النوع من المبادرات تحدياً حقيقياً، لأن الوضع داخل الجالية التركية بات متوتراً، حسب غوكاي سوفوغلو رئيس الجالية التركية في ألمانيا. واعتبر أن الأتراك والأكراد والقوميين وأصحاب الجنسية المزدوجة والمسلمين والعلويين والمحافظين أو العلمانيين يتم استفزازهم من قبل الحكومة التركية، ويقول بأن هذا يخيف الكثيرين. وأكد أيضاً أن "أتراك ألمانيا يخشون التعبير بصراحة عن موقفهم. والكثير من الأندية والاتحادات تبتعد عن بعضها البعض، لكن "لا"  ضد النظام الرئاسي المرجو من قبل أردوغان يوحد الجميع.

والجالية التركية غير المتحزبة التي تضم في الغالب أتراكاً علمانيين بنحو 50.000 عضو تتدخل لأول مرة في موضوع سياسي داخلي. رئيس هذه الجالية قال: "تعديل الدستور المرتقب من قبل أردوغان يقود تركيا إلى نظام مستبد ويبعدها أكثر فأكثر عن القيم الديمقراطية. ووجب علينا التموقع بـ"لا" في هذا الاستفتاء المرتقب".

الضغط من كل الجهات

خلافاً لما عليه الحال في تركيا فإن المصوتين بـ"لا" في ألمانيا لهم فائدة، وهي عدم تعرضهم لقمع من الدولة إذا ما خرجوا للشارع للتظاهر ضد مخططات أردوغان. ورغم ذلك فهم يتعرضون للقمع في الشارع وفي المواقع الاجتماعية أو وسائل الإعلام المقربة من أردوغان، حيث يُشتمون ويُوصف من يعارض  النظام الرئاسي بـ"الإرهابيين"  أو "الانقلابيين".

الإبلاغ عن معارضي أردوغان يؤدي إلى تحفظ الكثيرين، كما يعتبر سوفوغلو الذي أوضح أيضاً أن "من يقولون لا هم الأغلبية الصامتة. وأعتقد أننا سنلعب دوراً هاماً".

وقد تتقرر نتيجة الاستفتاء في ألمانيا الأمر برمته: ففي حال جاءت النتيجة في تركيا جد ضئيلة، فإن صوت 1.4 مليون ناخب تركي في ألمانيا سيكتسي أهمية أكبر. فخلال الانتخابات البرلمانية السابقة صوت في ألمانيا 10 في المائة أكثر لصالح حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في تركيا الذي له تأثير قوي في ألمانيا من خلال فرعه الألماني "اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين الأتراك".

ويقول بعض معارضي التعديل الدستوري في تركيا بأن "أردوغان قلق ولا يعرف حجم معسكر أنصار "لا". وعليه فإنه يزداد عنفاً في مواقفه،وقالت الشابة التركية نورسهان من كولونيا: "أردوغان يخاف منا".

 

سابرينا بابست/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW