صرح مسؤولون في حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء أن الحلف ما زال يواصل الضغط بهجماته الجوية على القوات الموالية للقذافي على الرغم من استخدام هذه القوات للدروع البشرية في قتالها مع المعارضة. وقال الحلف الذي اتهمه القائد العسكري للمعارضة بالبطء في الأمر بشن ضربات جوية، إنه لم يخفض من هجماته. وفي هذا الإطار قالت كارمن روميرو المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي إن مصراتة، المدينة الوحيدة الكبرى في الغرب الليبي التي لم تسترد قوات القذافي السيطرة عليها، ما زالت تمثل أولوية قصوى.

وقالت روميرو إن "الموقف على الأرض في تطور دائم. قوات القذافي تغير تكتيكاتها باستخدام مركبات مدنية وإخفاء الدبابات في مدن مثل مصراتة واستخدام دروع بشرية للاختباء وراءها." وأضافت أنه على الرغم من ذلك "لم يخفت إيقاع عملياتنا ولم يتغير هدف ولا موقع ضرباتنا."

واتهم قائد قوات المعارضة في وقت سابق الحلف الغربي بالبطء الشديد في حماية المدنيين في مصراتة التي تواجه هجمات يومية من دبابات وقناصة الجيش الليبي. كما أكدت روميرو موقف الحلف الذي أعلن أنه دمر 30 بالمائة من القدرة العسكرية للقذافي.

ويقود حلف شمال الأطلسي ضربات جوية على البنية العسكرية للقذافي ويحرس منطقة الحظر الجوي ويشرف على حظر السلاح المفروض على ليبيا وهي المهام التي تولاها في 31 مارس/ آذار من تحالف قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ممر بحري لمصراته

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم إن حلف شمال الأطلسي قد يدخل في مأزق في ليبيا لأن العقيد الليبي معمر القذافي، صعَّب على الحلف العسكري تجنب قتل المدنيين. وقال جوبيه في حديث مع محطة فرانس إنفو الإذاعية "طلبنا رسمياً ألا تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين." وأضاف "من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات."

بدوره أبدى الأميرال ادوار جيو قائد القوات الفرنسية المسلحة إحباطه من وتيرة عملية الحلف لحماية المدنيين. وقال في حديث لمحطة أوروبا 1 الإذاعية "أود أن تسير الأمور بخطى أسرع لكن كما تعلمون جميعا فإن حماية المدنيين تعني عدم القصف بالقرب منهم."

من ناحية أخرى قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجوي اليوم إن إمدادات ستقدم للثوار الليبيين عن طريق البحر في مدينة مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ أسابيع، عن طريق البحر. واخبر لونجوي محطة "فرانس إنتر" الإذاعية، أن التحالف الدولي المشارك في حملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا " فتح ممرا لقوارب الثوار للإبحار من بنغازي حاملة الغذاء والإمدادات لمصراته "

كر وفر على إطراف البريقة

في هذه الأثناء قال المعارضون الليبيون إن قتالاً عنيفاً اندلع مع قوات القذافي على طريق ساحل البحر المتوسط اليوم. وقال محمد المصرفي العضو في وحدة القوات الخاصة التابعة للمعارضين إن الاشتباكات بدأت منذ الصباح بعد أن تلقت قوات القذافي إمدادات وتحركت شرقاً خارج ميناء البريقة النفطي. وأبلغ المصرفي رويترز بعد عودته إلى بلدة أجدابيا إن قتالاً عنيفاً دار برشاشات آلية وأسلحة أخرى.

وأضاف بالقول إن "جيش المعارضين على مسافة نحو 60 كيلومترا من هنا." وهو ما يعني أنهم على مسافة 20 كيلومتراً من البريقة محور معارك كر وفر مستمرة منذ أسبوع. وشنت قوات القذافي هجوماً أمس الثلاثاء دفع المعارضين إلى نحو منتصف الطريق إلى أجدابيا التي تعد بوابة بنغازي معقل المعارضين.

(ي ب/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)

مراجعة: عماد م. غانم