قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من طرفي الصراع في سوريا إن معارك شرسة تدور بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في حلب. وقال ناطق باسم الرئاسة الروسية إن موسكو لم تحدد أبدا مدة حملتها الجوية في سوريا.
إعلان
استمرت اليوم الجمعة (30 سبتمبر/أيلول 2016) العمليات القتالية بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في شمال حلب ووسطها بعد أسبوع من بدء هجوم للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المنطقة بالكامل بدعم من روسيا.
وهناك روايات متضاربة عن نتيجة معارك اليوم الجمعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على أراض شمالي حلب ومبان في وسط المدينة.
ونفت مصادر من المعارضة أي تقدم جديد للقوات الحكومية شمالي المدينة بعد سيطرتها على منطقة مخيم حندرات إلى الشمال من حلب أمس الخميس. وقال مسئول بالمعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في منطقة سليمان الحلبي بوسط حلب، لكنها أجبرت على الانسحاب.
وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه هجوما تدعمه روسيا قبل أسبوع بهدف السيطرة على منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص.
وحلب مقسمة منذ أربع سنوات بين مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى في قبضة المعارضة.
وقصفت محطة للمياه في منطقة سليمان الحلبي على جبهة القتال شمالي المدينة القديمة في حلب مما وجه ضربة جديدة لشبكة المياه التي تضررت كثيرا خلال الهجوم.
وألقى المرصد باللوم على القوات الحكومية فيما قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي المعارضة نسفوا المحطة. وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق إن قصف مقاتلي المعارضة لمنطقة سليمان الحلبي ومنطقة الميدان الخاضعة لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصا.
وذكر المرصد أن القوات الحكومية نفذت قصفا عنيفا وأن معارك "كر وفر" شرسة دارت في حي سليمان الحلبي. فيما قال المصدر العسكري السوري إن القوات الحكومية سيطرت على عدة مبان في المنطقة "وما زالت تلاحق فلول الإرهابيين الفارين منها."
وذكر المسؤول بالمعارضة أن القوات الحكومية "تقدمت ثم تراجعت" وتكبدت "عددا من القتلى". وأشار زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة "فاستقم" المعارضة في حلب إلى أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على محطة المياه.
وقال المرصد ومحطة تلفزيونية تابعة لتنظيم حزب الله اللبناني إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة مستشفى الكندي المجاورة لمخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة عن
المدينة. ويقاتل حزب الله إلى جانب جيش النظام السوري. لكن مصادر بالمعارضة نفت سيطرة الحكومة على منطقة مستشفى الكندي وقالت إن القتال ما زال مستمرا.
على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين لم يحدد في يوم من الأيام مدة لعملية القوات الجوية الروسية في سوريا.
وذكر الناطق الرئاسي في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، أن المهمة الرئيسية لطائرات سلاح الجو الروسي التي تم إرسالها إلى سوريا تتمثل "في مساعدة الجيش السوري على مكافحة الإرهابيين الذين احتلوا جزءا كبيرا من أراضي الجمهورية العربية السورية وقتذاك".
وكانت روسيا قد أرسلت قوات جوية إلى سوريا في الـ 30 من شهر أيلول/سبتمبر عام 2015.
م.أ.م/ ح.ح (د ب أ، رويترز)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".