معارك عنيفة حول مقر إقامة العقيد القذافي واختفاء الأخير
٢٢ أغسطس ٢٠١١قال متحدث باسم المعارضين في ليبيا لقناة الجزيرة الاثنين (22 أغسطس/ آب 2011) إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تواصل قتال المعارضين في طرابلس وتسيطر على ما بين 15 و20 بالمائة من المدينة. ونقلت القناة عن المجلس العسكري للثوار أن اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وكتائب القذافي حول باب العزيزية، مقر إقامة العقيد، الذي لا يعرف مكان تواجده.
ونقلت الجزيرة عن مصادر بثورة 17 فبراير أن دبابات تخرج من باب العزيزية وتقصف أحياء في طرابلس. وكانت قناة الجزيرة قد أفادت في وقت سابق بأن القوات المسؤولة عن حماية القذافي ألقت أسلحتها واستسلمت، إذ أكد قادة الثوار توقف الاشتباكات تقريباً في العاصمة طرابلس بعد السيطرة على نحو 95 بالمائة من المدينة.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس في المكان أن معارك عنيفة تدور صباح اليوم أيضاً في جنوب العاصمة الليبية. وقال إن أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة تسمع في جنوب العاصمة. إلا أنه لم يتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار بدقة. وأوضح الصحافي نفسه أن بعض الساعات شهدت هدوءا في الليل.
وكان الثوار الليبيون قد وصلوا ليلة أمس الأحد إلى قلب طرابلس، حيث جرت معارك عنيفة، بينما أعلن حلف شمال الأطلسي أن نهاية نظام العقيد معمر القذافي وشيكة. ووصل المتمردون الذين بدأوا هجوماً مساء السبت إلى الساحة الخضراء، التي تشكل رمزاً كبيراً لأنصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف فبراير/ شباط للتعبير عن ولائهم للنظام. وبثت المحطات التلفزيونية الفضائية لقطات لحشود من الرجال يعبرون عن فرحهم، ملوحين بعلم الثورة وهم يهتفون "الله اكبر" ويطلقون النار في الهواء.
اختفاء معمر واعتقال أبنائه سيف الإسلام ومحمد
وقبل ساعات من ذلك، دعا معمر القذافي أنصاره إلى "تطهير" العاصمة من الثوار. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي إن على سكان طرابلس "الخروج الآن لتطهير العاصمة" مؤكداً أن لا مكان "لعملاء الاستعمار" في طرابلس وفي ليبيا. وأضاف مخاطباً الثوار "عودوا من حيث أتيتم". من جهته، طلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل من الثوار الامتناع عن أي أعمال انتقامية في طرابلس، وحذرهم من وجود "جيوب" للمقاومة موالية للقذافي في العاصمة. وفي بنغازي "عاصمة" الثورة في شرق ليبيا، نزل عشرات الآلاف من السكان إلى الشوارع للاحتفال بقرب نهاية نظام العقيد معمر القذافي.
وفي لاهاي، أعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اعتقال سيف الإسلام القذافي، الملاحق بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. وقال أوكامبو لوكالة فرانس برس إنه يأمل "أن يصبح قريباً جداً في لاهاي" لمحاكمته، مشيراً إلى أنه "ينوي الاتصال بالحكومة الانتقالية" الليبية في وقت لاحق لمناقشة الوسائل العملية لنقله إلى هولندا.
من ناحيته أبلغ محمد، النجل الأكبر، قناة الجزيرة في الساعات الأولى من صباح الاثنين أن قوات المعارضة اعتقلته وأنه موجود الآن رهن التحفظ المنزلي في طرابلس. وقال محمد عبر الهاتف من طرابلس إن "مجموعات قامت بمحاصرة بيتي وأنا إلى الآن في المنزل، وهم موجودون في الخارج ... نعم أعطيت الأمان وهم يحاصرون المنزل". وسمع صوت إطلاق نار في الخلفية أثناء تحدث محمد مع الجزيرة، الذي قال قبل أن ينقطع الخط فجأة "نعم إطلاق نار داخل بيتي"، موضحاً فيما بعد أنه وعائلته بخير ولم يصبهما أذى.
(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق