معارك عنيفة بحلب والمعارضة تتهم روسيا بالمماطلة في المحادثات
٢ ديسمبر ٢٠١٦
قال مسؤول كبير بالمعارضة السورية إن روسيا ليست جادة في المحادثات المتعلقة بحلب. بينما دعا وزير الخارجية التركي من بيروت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إن بلاده تتحدث مع حلفاء الأسد وأن الأخير لا يصلح للحكم.
إعلان
تُدَافع الفصائل المقاتلة بشراسة عن حي الشيخ سعيد الكبير في شرق مدينة حلب، التي شهدت معارك ليلية ضارية، في مواجهة القوات النظامية السورية التي استعادت نحو نصف الأحياء الشرقية، التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وتمكن المقاتلون بعد الهجوم الذي شنته القوات النظامية وتقدمها السريع في شرق المدينة، من صد هذه القوات خلال الليل في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الأحياء الشرقية وخاضوا معها معارك ضارية، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول).
ومن جانبه دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا ووصف الوضع في حلب بالخطير وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يصلح للحكم.
وردا على سؤال عن الأسد في مؤتمر صحفي في بيروت ذكر تشاووش أوغلو أنه ما من شك أن الرئيس السوري مسؤول عن مقتل 600 ألف شخص وأن من له سجل مثل هذا لا ينبغي أن يحكم دولة. وقال تشاووش أوغلو إن تركيا تتحدث إلى إيران وروسيا حليفتي الأسد بالإضافة إلى سوريا ولبنان عن محاولة التوصل إلى حل في سوريا.
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع الأخير بشأن سوريا بينما اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع تشاووش أوغلو في تركيا يوم الخميس. وقال تشاووش أوغلو عقب الاجتماع إن موسكو توافق على الحاجة إلى وقف القتال وتوفير المساعدات في حلب لكن الخلافات لا تزال عميقة بين الجانبين بشأن الصراع.
مشاهد من يوميات الرعب في حلب
تتعرض حلب لكارثة إنسانية حادة نتيجة للحصار والقصف المكثف، وتتفاقم معاناة المدنيين مع الضربات الجوية المتكررة للأحياء والمستشفيات، وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء، فيما وصف مسؤولون دوليون الوضع "بأنه لا يمكن وصفه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
9 صورة1 | 9
مفاوضات بدون أمل
من جهة أخرى وجه مسؤول كبير بالمعارضة السورية الاتهام لروسيا اليوم الجمعة بالمماطلة وعدم الجدية في أول محادثات تجريها مع جماعات معارضة من مدينة حلب السورية في مؤشر على أن الاجتماعات المنعقدة في تركيا لن تحقق أي تقدم.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لسرية الاجتماعات، حسبما نقلت وكالة رويترز، إن مقاتلي المعارضة انضموا للمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرقي حلب وأن هناك "مماطلة شديدة من الروس".
يذكر أن روسيا هي أقوى حلفاء بشار الأسد وتهاجم قواتها الجوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا منذ سبتمبر/ أيلول 2015، بما في ذلك شرقي حلب.