شهدت منطقة عين الفيجة، حيث ينبع المصدر الرئيسي لمياه شرب العاصمة السورية، معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة. مما نتج عنه استمرار انقطاع المياه عن دمشق، فيما تبادل طرفا الصراع الاتهامات عن المسؤولية في ذلك.
إعلان
شهدت منطقة عين الفيجة شمال غربي العاصمة السورية دمشق مساء اليوم السبت (24 ديسمبر/كانون الأول 2016) معارك عنيفة بين القوات الحكومية وحلفائها وقوات المعارضة. وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية والصواريخ "مواقع المسلحين المتطرفين في قرية بسيمة وبلدة عين الفيجة بالتزامن مع تقدم الجيش في جرود بسيمة، كما تم تدمير المشفى الميداني والمركز الإعلامي ومستودعي ذخيرة إضافة إلى قتل عشرة مسلحين بالحد الأدنى". وكشف المصدر أن "أسلحة حديثة وصلت للجيش السوري للبدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في منطقة وادي بردى".
من جهتها، نفت مصادر بالمعارضة ما يتردد من قبل وسائل إعلام حكومية عن تلويث المعارضة لمياه نبع عين الفيجة وقالت إن ذلك "عار عن الصحة"، وأضافت أن أهالي وثوار وادي بردى لا يتعمدون أبدا قطع مياه النبع عنهم "إلا أن قوات النظام والميليشيات المساندة لها قصفت النبع جواً وبراً بكافة أنواع الأسلحة... مما أدى إلى دمار كبير بالنبع وخروجه عن الخدمة وتعطل المضخات واختلاط المياه بالمازوت والكلور".
وأضافت أن استمرار انقطاع الكهرباء عن كامل قرى وادي بردى وعن منشاة النبع يؤدي أيضا لانقطاع مياه النبع عن دمشق وريفها فضلا عن تعطل المضخات. وتعاني أغلب أحياء العاصمة دمشق من تقنيين مياه الشرب نظراً لانقطاع مياه عين الفيجة المصدر الأهم في مياه الشرب لسكان العاصمة السورية.
من ناحية اخرى، قتل شخصان وأصيب العشرات بجروح السبت في انفجار مستودع ذخيرة وعبوات ناسفة في مدينة حلب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ويقوم الجيش السوري بعد إعلانه الخميس السيطرة على كامل مدينة حلب في شمال البلاد بتمشيط الأحياء الأخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد مقتل شخصين اتضح لاحقا أنهما عنصران من قوات النظام أثناء تفكيك عبوات ناسفة في مستودع حي السكري وثالث في انفجار عبوة ناسفة في احد المنازل في حي الأنصاري. وأفاد في وقت لاحق عن مقتل شخصين آخرين في انفجار عبوات ناسفة في حي السكري. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان القتلى الثلاثة الآخرون مدنيين آو عسكريين.
خ.س/ع.ش(د ب أ، رويترز، أ ف ب)
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟