أعلنت اذربيجان وقفا لإطلاق النار من جانب واحد إثر معارك مع القوات الأرمينية في منطقة ناغورني قره باغ، لكنها هددت بالرد حال تعرض قواتها للهجوم، بيد أن مصادر ميدانية في المنطقة المتنازع عليها أكدت تواصل المعارك.
إعلان
قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان اليوم الأحد الثالث من (إبريل/نيسان) إن "اذربيجان قررت، إظهارا منها للنوايا الحسنة، وقف الأعمال القتالية (في إقليم ناغورني قره باغ) من جانب واحد" محذرة من أنها "ستحرر كافة الأراضي المحتلة" إذا لم "تتوقف" القوات الأرمينية عن ممارسة "الاستفزاز". كما تعهدت باكو "بتعزيز" عدة مواقع إستراتيجية قالت إنها "حررتها" داخل المنطقة الخاضعة لسيطرة ارمينيا لكن معترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها "بعد الأخذ في الحسبان... مناشدات المنظمات الدولية قررت أذربيجان وقف الأعمال العسكرية الانتقامية من جانب واحد وسوف يتم تعزيز المكاسب التي تحققت أمس على الأرض."
لكن المتحدث باسم "وزارة الدفاع" المدعومة من ارمينيا في قره باغ ديفيد بابايان قال لوكالة فرانس برس إن القتال لم يتوقف على خط الجبهة. وأوضح أن القتال العنيف مستمر في مناطق جنوب غرب وشمال شرق خط الجبهة في قره باغ.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية تواصل القتال على الحدود الجنوبية من المنطقة المتنازع عليها اليوم الأحد.
وفي وقت سابق الأحد أعلنت قوات قره باغ أنها استعادت السيطرة على تلة لالا-تيبي الإستراتيجية في قره باغ التي كانت سيطرت عليها قوات اذربيجان السبت، لكن باكو نفت هذه المعلومات قائلة إن التلة لا تزال تحت سيطرتها وإن قوات "المتمردين" تعرضت "لخسائر كبرى في الأرواح".
وذكرت وزارة الدفاع الأرمينية أن قوات أذربيجان بدأت اعتداء بالدبابات والقصف المدفعي أمس السبت. وردت القوات الأرمينية بإسقاط مروحية مقاتلة وتدمير العديد من الدبابات والطائرات بدون طيار في القتال.
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
ونفت أذربيجان المزاعم وقالت إن جنودها يردون على هجمات كثيفة من الجانب الأرميني.
وفي حين دعت روسيا والغرب إلى الهدوء بعد هذه المعارك التي أوقعت أكثر من 30 قتيلا بينهم اثنين من المدنيين، وعدت تركيا بدعم اذربيجان حليفة أنقرة "حتى النهاية"، حسب تعبير الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتتقاتل أذربيجان وأرمينيا وهما جمهوريتان سوفيتيتان سابقتان، لعقود على المنطقة التي يقطنها في الأساس مسيحيون أرمن ولكن الأمم المتحدة تعترف بها على أنها جزء من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة.