قالت دراسة مختصة بمرض الإيدز أن العلاج المبكر له يمكن أن يسهم بتراجع انتشاره أو العدوى به بين الآخرين. وأوضحت الدراسة أن أخذ الأدوية المضادة، ساهم بنسبة 93 من خفض إصابة الشريك، وهو ما قد يؤدي إلى فهم أكبر لطبيعة المرض.
إعلان
يمكن لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.أي.في) مبكرا أن يقلص بشكل كبير احتمال انتقال الفيروس لآخرين وتستمر الحماية لسنوات وذلك حسبما ذكرت نتائج نهائية لدراسة كبيرة للعلاج المضاد للفيروسات. وطُرحت النتائج في المؤتمر السنوي للايدز في دربان بجنوب أفريقيا ونشرتها على الانترنت لأول أمس 18 يوليو/ تموز دورية (نيو انغلاند جورنال أوف ميديسن).
وقال الفريق الذي رأسه الدكتور ماريون كوهين من جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل إن "العلاج المبكر من فيروس HIV مرتبط بخفض خطر نقل العدوى للشريك بنسبة 93 في المئة أكثر من أخذ العلاج المضاد للأيدز في وقت متأخر." وقال كوهين لرويترز "إذا تناولت العلاج المضاد للفيروس إلى حد وقفه، فسيكون هناك خطر بسيط متضائل أن تنقل العدوى لشريكك ."
وأوضح الباحث أنه من بين 1763 متطوعا "لم نر انتقالا للفيروس عندما نجح الناس في أخذ العلاج" الذي أخذ وقته كي يعمل. ولكن عندما سُمح للمتطوعين بتأجيل العلاج إلى ما بعد إصابتهم بمرض ناجم عن الايدز أو تراجع عدد الخلايا المناعية لديهم لأقل من 250 خلية لكل ملليمتر مكعب زاد بشكل كبير احتمال نقل العدوى لشخص آخر.
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.
صورة من: DW/S. Schlindwein
9 صورة1 | 9
دراسات جديدة لفحص انتشار المرض
وغالبا ما يؤجل الأشخاص المصابون بمرض الايدز، وشعروا بتحسن متابعة العلاج وهو ما يزيد من خطر العدوى. وقال كوهين إن خفض مستويات الفيروس بشكل كاف لجعل الشخص غير ناقل للعدوى قد يستغرق ثلاثة أشهر. واستخدمت الدراسة الجديدة التي أجريت في تسع دول اختبارات جينية لمعرفة أي أنواع العدوى الجديدة.
وتابعت الدراسة نصف الأزواج الذين شملتهم الدراسة لمدة خمس سنوات ونصف على الأقل. وخلال هذه الفترة أصيب 78 شريكا بفيروس (إتش.أي.في). وأجريت اختبارات جينية على 72 حالة. ومن بين الأشخاص الذين تلقوا علاجا مضادا للفيروس في وقت مبكر لم تكن هناك سوى ثلاث حالات فقط أصيب فيها الشريك بعدوى جينية مطابقة من فيروس (إتش.أي.في).
وكانت هناك 43 حالة إصابة في المجموعة التي تلقت العلاج في وقت متأخر. وأدت النتائج الأولية التي نُشرت في مايو أيار 2011 إلى التوصية بتلقي كل المرضى الذين تثبت إصابتهم بفيروس HIV علاجا مضادا للفيروس في وقت مبكر.