1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معاناة الأطفال اللاجئين في أوروبا تتجاوز الحدود

٢٠ أكتوبر ٢٠١٩

وصل هذا العام حوالي 13 ألف طفل إلى الجزر اليونانية، حيث يعانون من ظروف حياتية قاسية، بحسب تقرير دولي جديد. وسط تحذيرات للدول الأوروبية وإقتراحات بتحسين وضع هذه الفئة من اللاجئين.

Lesbos Flüchtlingslager Moria Kinder
صورة من: AFP/A. Messinis

كان أكثر من ربع المهاجرين واللاجئين الذين عبروا الحدود إلى أوروبا عبر طرق البحر المتوسط هذا العام 2019 من الأطفال، سافر الكثيرون منهم دون ذويهم. وبعد رحلات محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمعاناة، لا يزال هؤلاء الأطفال يواجهون أخطاراً جمة بعد عبور الحدود، كما تقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتقول باسكال مورو، مديرة مكتب المفوضية في أوروبا: "قد يكون هؤلاء الأطفال فروا من النزاعات أو فقدوا أفراد أسرهم أو ابتعدوا عن ديارهم لعدة أشهر، أو ربما لسنوات، وارتكبت بحقهم بعض من الانتهاكات الفظيعة خلال رحلاتهم، لكن معاناتهم لا تتوقف عند الحدود".

وأكد تقرير صادر عن اللجنة النسائية للاجئين في مارس / آذار 2019 أن العديد من الأولاد والبنات الذين يعبرون البحر من ليبيا يتعرضون للعنف الجنسي أو الاستغلال وهم في طريقهم إلى ليبيا أو خلال إقامتهم فيها".

ويمكن أن يستمر تعرض الأطفال للإيذاء حتى بعد وصولهم إلى أوروبا، وفقا للأمم المتحدة، وذلك نتيجة للظروف السيئة في مراكز الاستقبال والإقامة. وتوضح مورو أنه  "في كافة أنحاء أوروبا، يتم وضع الأطفال غير المصحوبين بذويهم في كثير من الأحيان في مراكز كبيرة لا يتوفر فيها سوى الحد الأدنى من الإشراف، مما يعرضهم لمزيد من الانتهاكات والعنف والاضطرابات النفسية، الأمر الذي يزيد من خطر انتقالهم إلى أماكن أخرى أو حتى اختفائهم".

أطفال لاجئون في جزيرة ساموس اليونانيةصورة من: Infomigrants/N. Ahmadi

مخيمات اليونان لا تناسب الأطفال

انخفض عدد الأشخاص الذين يصلون إلى أوروبا عبر مسارات البحر الأبيض المتوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 إلى نحو 81 ألف شخص، فيما كان الرقم حوالي 103 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي، حسبما تشير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير جديد  لها. ومع ذلك، شهدت اليونان زيادة كبيرة في عدد الوافدين، حيث استقبلت هذا العام أعداداً أكثر من إسبانيا وإيطاليا ومالطا وقبرص مجتمعة. ومن بين الذين وصلوا إلى اليونان هذا العام نحو 13 ألف طفل، بمعدل واحد من كل أربعة من إجمالي المهاجرين الوافدين، وكان حوالي 2100 منهم غير مصحوبين بذويهم.

يقول تقرير الأمم المتحدة إنه مع نهاية شهر سبتمبر/ أيلول، كان 8300 طفل يعيشون في مخيمات مكتظة وقذرة على جزر بحر إيجة اليونانية، في ظل "ظروف محفوفة بالمخاطر الشديدة". وبينما أعلنت السلطات اليونانية عن خطط لتحسين الوضع في المخيمات ووضع الأطفال المهاجرين في حاضنات مجتمعية خاصة بهم، فإن معظم الأطفال غير المصحوبين بذويهم يعيشون في سكن غير مناسب.  ووفقاً للتقرير فإنه "لا تتوافر إقامة متناسبة مع السن سوى لــ 26 بالمئة من الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم والبالغ عددهم 4600 في اليونان، مما يعرض الباقين لمخاطر تشمل العنف الجنسي والتشرد".

دعوة للتضامن الأوروبي

ظروف قاسية يعيشها الأطفال اللاجئون في مخيمات جزيرة ليسبوس صورة من: DW/Oliver Sallet

في جميع أنحاء أوروبا، تم إدخال تحسينات على ظروف اللاجئين، كما يشير تقرير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ولكن هناك الكثير مما يجب عمله لمساعدة الأطفال المهاجرين واللاجئين. كان من بين توصيات المفوضية أنه يجب على الدول الأوروبية السماح بنقل الأطفال المهاجرين من المخيمات اليونانية إلى دول أوروبية أخرى، وتسريع وتيرة عملية لم شمل الأسرة.

كما يدعو التقرير الدول إلى:

- وضع حد عاجل لاحتجاز المهاجرين من الأطفال

- تعيين أوصياء مدربين أو موظفين للخدمة الاجتماعية

- ضمان حصول الأطفال من اللاجئين والمهاجرين على التعليم

كما يواجه بعض الأطفال الذين يصلون إلى أوروبا تحديا يتمثل في الاعتراف بهم كأطفال، وحسب التقرير فإنه في جميع أنحاء أوروبا، يتم استخدام إجراءات غير موثوقة وغير متسقة لتقييم وتحديد أعمار الأطفال، ما ينتج عنه تسجيل عدد من الأطفال بشكل غير صحيح على أنهم بالغين. ولهذا يدعو التقرير إلى استخدام أساليب شاملة ومتعددة التخصصات عند تقييم عمر الطفل.

وتقول المفوضية من خلال اتخاذ الخطوات الموضحة في هذا التقرير، ستكون الدول قادرة على رفع مستوى الحماية المتاحة للأطفال أثناء تنقلهم وستكون مجهزة بشكل أفضل لتحديد كيفية تحقيق مصالحهم الفضلى، والتي قد تشمل حلولاً خارج أوروبا.

في جنوب إسبانيا، حيث يصل معظم المهاجرين عن طريق البحر، وكذلك في إيطاليا ومنطقة ايفروس في اليونان، يتم استخدام صور الأشعة السينية للمعصم بشكل عام لتحديد العمر. ومع ذلك، ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن لهذه الطريقة هامش خطأ يصل إلى أربع سنوات.

في بعض مناطق إسبانيا، يتم فحص الأطفال أيضا للتحقق من مدى تطور أعضائهم الجنسية. وإن تعريف شخص ما بشكل خاطئ على أنه شخص بالغ يؤدي إلى خطر وضعه في مراكز إيواء البالغين وكذلك فقدان أنظمة حماية الأطفال، بما في ذلك دعم موظفي الرعاية الاجتماعية. ونظرا لأن "الطرق العلمية لا يمكن أن توفر سوى تقدير نسبي" للعمر ، فإن المفوضية العليا للاجئين توصي باستخدام "الأساليب الشاملة والفحوص المختلفة الصارمة" في جميع أنحاء البلدان الأوروبية لتحديد العمر.

مهاجر نيوز  ماريون ماكغريغور/ عماد السيد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW